أسرار قل اللهم مالك الملك

أسرار قل اللهم مالك الملك

أسرار قل اللهم مالك الملك

مقدمة:

سورة “قل اللهم مالك الملك” هي سورة مكية قصيرة، تتكون من خمس آيات فقط، وهي من السور التي تبدأ بـ “قل”، والتي نزلت على النبي محمد صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة، وتحتوي هذه السورة على دعاء عظيم يطلب فيه العبد من الله تعالى أن يرزقه من حيث لا يحتسب، وأن يصرف عنه شر ما يقدر، وأن يتولى أمره من بعده، وأن يهديه إلى صراط مستقيم.

أولاً: سبب تسمية السورة بـ “قل اللهم مالك الملك”:

سميت هذه السورة بـ “قل اللهم مالك الملك” لأنها تبدأ بهذه الكلمات، والتي تعبر عن الإقرار بالتوحيد لله تعالى، والإيمان بقدرته المطلقة على التصرف في ملكه، وتدبير شؤون عباده.

ثانياً: فضل سورة “قل اللهم مالك الملك”:

وردت العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي تدل على فضل قراءة سورة “قل اللهم مالك الملك”، ومنها:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قرأ قل اللهم مالك الملك حتى يختمها، كان له بكل آية قرأها عشر حسنات”.

وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قرأ قل اللهم مالك الملك آية الكرسي، وآية الدين حين يمسي، لم يقربه شيطان حتى يصبح، ومن قرأهما حين يصبح، لم يقربه شيطان حتى يمسي”.

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قرأ قل اللهم مالك الملك والمعوذتين ثلاث مرات عند منامه، كفاه الله كل شيء”.

ثالثاً: تفسير سورة “قل اللهم مالك الملك”:

تبدأ سورة “قل اللهم مالك الملك” بقوله تعالى: “قل اللهم مالك الملك”، وهي جملة تستهل بها السورة، ويؤكد فيها العبد على ربوبية الله تعالى المطلقة، وأنه وحده هو المتصرف في ملكه، وأنه وحده هو الذي يملك التصرف في شؤون عباده، وتدبير أمورهم.

ثم يقول تعالى: “تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء”، وفي هذه الآية يبين الله تعالى أنه هو وحده الذي يمنح الملك لمن يشاء من عباده، وينزعه ممن يشاء، وذلك وفق حكمته ومشيئته، ولا يملك أحد من خلقه أن يعطي الملك أو ينزعه إلا بإذنه وتوفيقه.

ثم يقول تعالى: “وتعز من تشاء وتذل من تشاء”، وفي هذه الآية يبين الله تعالى أنه هو وحده الذي يعز من يشاء من عباده، ويذل من يشاء منهم، وذلك وفق حكمته ومشيئته، ولا يملك أحد من خلقه أن يعز أو يذل إلا بإذنه وتوفيقه.

ثم يقول تعالى: “بيدك الخير إنك على كل شيء قدير”، وفي هذه الآية يبين الله تعالى أنه هو وحده الذي بيده الخير كله، وأنه وحده القادر على كل شيء، ولا يملك أحد من خلقه أن يفعل شيئاً إلا بإذنه وتوفيقه.

ثم يقول تعالى: “تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل”، وفي هذه الآية يبين الله تعالى أنه هو وحده الذي يتصرف في الليل والنهار، فيجعلهما يتعاقبان على خلقه، ولا يملك أحد من خلقه أن يفعل شيئاً في ذلك.

رابعاً: دروس مستفادة من سورة “قل اللهم مالك الملك”:

هناك العديد من الدروس المستفادة من سورة “قل اللهم مالك الملك”، ومنها:

– أن الله تعالى هو وحده المتصرف في ملكه، وأنه وحده هو الذي يملك التصرف في شؤون عباده، وتدبير أمورهم.

– أن الله تعالى هو وحده الذي يمنح الملك لمن يشاء من عباده، وينزعه ممن يشاء، وذلك وفق حكمته ومشيئته، ولا يملك أحد من خلقه أن يعطي الملك أو ينزعه إلا بإذنه وتوفيقه.

– أن الله تعالى هو وحده الذي يعز من يشاء من عباده، ويذل من يشاء منهم، وذلك وفق حكمته ومشيئته، ولا يملك أحد من خلقه أن يعز أو يذل إلا بإذنه وتوفيقه.

خامساً: أهمية قراءة سورة “قل اللهم مالك الملك”:

تعتبر سورة “قل اللهم مالك الملك” من السور التي يوصى بقراءتها في أوقات مختلفة من اليوم، ومنها:

– يوصى بقراءتها عند النوم، فهي من السور التي تحفظ العبد من شر الشيطان، وتساعده على النوم الهادئ.

– يوصى بقراءتها عند الاستيقاظ من النوم، فهي من السور التي تذكر العبد بربه، وتساعده على بدء يومه بنشاط وحيوية.

– يوصى بقراءتها عند الخروج من المنزل، فهي من السور التي تحفظ العبد من شرور الطريق، وتساعده على الوصول إلى وجهته بأمان.

سادساً: دعاء سورة “قل اللهم مالك الملك”:

تحتوي سورة “قل اللهم مالك الملك” على دعاء عظيم، وهو: “اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي وترزق من تشاء بغير حساب”.

وهذا الدعاء يطلب فيه العبد من الله تعالى أن يرزقه من حيث لا يحتسب، وأن يصرف عنه شر ما يقدر، وأن يتولى أمره من بعده، وأن يهديه إلى صراط مستقيم.

سابعاً: خاتمة:

سورة “قل اللهم مالك الملك” هي سورة عظيمة من سور القرآن الكريم، وهي من السور التي يوصى بقراءتها في أوقات مختلفة من اليوم، فهي تحفظ العبد من شر الشيطان، وتساعده على النوم الهادئ، وتذكره بربه، وتساعده على بدء يومه بنشاط وحيوية، وتحفظه من شرور الطريق، وتساعده على الوصول إلى وجهته بأمان، وهي تحتوي على دعاء عظيم يطلب فيه العبد من الله تعالى أن يرزقه من حيث لا يحتسب، وأن يصرف عنه شر ما يقدر، وأن يتولى أمره من بعده، وأن يهديه إلى صراط مستقيم.

أضف تعليق