أمثلة عن تفسير القرآن بالصحابة

أمثلة عن تفسير القرآن بالصحابة

مقدمة

التفسير بالصحابة هو أحد أهم مصادر تفسير القرآن الكريم، إذ يُعد تفسير الصحابة للقرآن الكريم هو التفسير الأول الذي صدر عن أهل العلم، وهم الذين عاصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزل القرآن الكريم في عهدهم، وكانوا أعلم الناس بمعانيه وأسباب نزوله، وقد ورد عنهم كثير من التفاسير للقرآن الكريم، سواء في كتب التفسير أو في كتب السنة.

1- تفسير الصحابة للنصوص التشريعية:

– تفسير الصحابة للنصوص التشريعية هو تفسير النصوص التي تتعلق بالأحكام الشرعية، مثل الآيات التي تتعلق بالعبادات والمعاملات والأحوال الشخصية والجنايات وغيرها.

– ومن الأمثلة على تفسير الصحابة للنصوص التشريعية: تفسيرهم لآية الوضوء، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا توضأ أحدكم فلا يمسح رأسه بيد واحدة، وليخلل بين أصابعه بالماء”، وكذلك تفسيرهم لآية الصيام، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من صام رمضان ثم أتبعه بست من شوال، فكأنما صام الدهر”.

– وقد كان الصحابة يختلفون في تفسير بعض النصوص التشريعية، ولكن هذا الاختلاف كان في الغالب اختلافًا في الاجتهاد، وليس اختلافًا في أصل الحكم الشرعي.

2- تفسير الصحابة للنصوص الإخبارية:

– تفسير الصحابة للنصوص الإخبارية هو تفسير النصوص التي تتعلق بالأخبار والقصص، مثل الآيات التي تتعلق بخلق السماوات والأرض، أو قصص الأنبياء والرسل، أو أخبار الأمم السابقة، وكذلك تفسير الآيات التي تتعلق باليوم الآخر.

– ومن الأمثلة على تفسير الصحابة للنصوص الإخبارية: تفسيرهم لآية خلق السماوات والأرض، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “خلق الله السماوات والأرض في ستة أيام، وخلق في اليوم السابع عرشه، واستوى عليه، فعلم ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحتهن وما فوقهن”، وكذلك تفسيرهم لآية قصة آدم وحواء، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “خلق الله آدم على صورته، طوله ستون ذراعًا، ثم قال له: اذهب فحي السماء والارض، فما حييتك فلك رزقك ورزق ولدك من بعدك”.

– وقد كان الصحابة يختلفون في تفسير بعض النصوص الإخبارية، ولكن هذا الاختلاف كان في الغالب اختلافًا في التفسير، وليس اختلافًا في أصل الخبر.

3- تفسير الصحابة للنصوص الاعتقادية:

– تفسير الصحابة للنصوص الاعتقادية هو تفسير النصوص التي تتعلق بالتوحيد والإيمان بالله تعالى وصفاته، مثل الآيات التي تتعلق بوجود الله تعالى وألوهيته ووحدانيته، وآيات الأسماء والصفات، وآيات الإيمان باليوم الآخر، وآيات الإيمان بالرسل والأنبياء.

– ومن الأمثلة على تفسير الصحابة للنصوص الاعتقادية: تفسيرهم لآية الإخلاص، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “قل هو الله أحد، الله الصمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد”، وكذلك تفسيرهم لآية الكرسي، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “آية الكرسي من أعظم آية في كتاب الله، من قرأها في دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت”.

– وقد كان الصحابة متفقين في تفسير النصوص الاعتقادية، ولم يكن بينهم اختلاف في ذلك.

4- تفسير الصحابة للنصوص الأخلاقية:

– تفسير الصحابة للنصوص الأخلاقية هو تفسير النصوص التي تتعلق بالأخلاق والآداب والفضائل والرذائل، مثل الآيات التي تتعلق بالبر والصلة والإحسان إلى الوالدين، وآيات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وآيات الحث على الصدق والأمانة والعدل، وآيات التحذير من الكذب والغش والظلم.

– ومن الأمثلة على تفسير الصحابة للنصوص الأخلاقية: تفسيرهم لآية البر، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “البر حسن الخلق”، وكذلك تفسيرهم لآية الصدق، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، والبر يهدي إلى الجنة، وكذب الإنسان حتى يكتب عند الله كذابًا”.

– وقد كان الصحابة متفقين في تفسير النصوص الأخلاقية، ولم يكن بينهم اختلاف في ذلك.

5- تفسير الصحابة للنصوص الغيبية:

– تفسير الصحابة للنصوص الغيبية هو تفسير النصوص التي تتعلق بأمور الغيب، مثل الآيات التي تتعلق باليوم الآخر، أو بآيات السماء والأرض، أو بأسماء الله تعالى وصفاته، أو بقصص الأنبياء والرسل.

– ومن الأمثلة على تفسير الصحابة للنصوص الغيبية: تفسيرهم لآية اليوم الآخر، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يوم القيامة يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرًا، وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدًا بعيدًا”، وكذلك تفسيرهم لآية أسماء الله تعالى وصفاته، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن لله تسعة وتسعين اسمًا، من أحصاها دخل الجنة”.

– وقد كان الصحابة يختلفون في تفسير بعض النصوص الغيبية، ولكن هذا الاختلاف كان في الغالب اختلافًا في التفسير، وليس اختلافًا في أصل الخبر.

6- تفسير الصحابة للنصوص المتشابهة:

– تفسير الصحابة للنصوص المتشابهة هو تفسير النصوص التي تتشابه في ألفاظها ومعانيها، وتكون عرضة للاجتهاد والتأويل.

– ومن الأمثلة على تفسير الصحابة للنصوص المتشابهة: تفسيرهم لآية صلاة الوسطى، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “صلاة الوسطى هي صلاة العصر”، وكذلك تفسيرهم لآية الرجم، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الشيخ والشيخة إذا زنا فارجموهما البتة نكالًا من الله والله عزيز حكيم”.

– وقد كان الصحابة يختلفون في تفسير بعض النصوص المتشابهة، وكان هذا الاختلاف في الغالب اختلافًا في الاجتهاد والتأويل، وليس خلافًا في أصل الحكم الشرعي.

7- تفسير الصحابة للنصوص الناسخة والمنسوخة:

– تفسير الصحابة للنصوص الناسخة والمنسوخة هو تفسير النصوص التي تتعلق بالنسخ والنسخ، والنسخ هو إبطال حكم شرعي سابق بحكم شرعي لاحق.

– ومن الأمثلة على تفسير الصحابة للنصوص الناسخة والمنسوخة: تفسيرهم لآية تحريم الخمر، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون”، وكذلك تفسيرهم لآية وجوب الحج، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الحج كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون”.

– وقد كان الصحابة يختلفون في تفسير بعض النصوص الناسخة والمنسوخة، وكان هذا الاختلاف في الغالب اختلافًا في الاجتهاد والتأويل، وليس خلافًا في أصل الحكم الشرعي.

خاتمة

وفي الختام، فإن تفسير الصحابة للقرآن الكريم هو تفسير مهم وله مكانة كبيرة في فهم معاني القرآن الكريم، وقد كان الصحابة أعلم الناس بمعاني القرآن الكريم وأسباب نزوله، وقد ورد عنهم كثير من التفاسير للقرآن الكريم، سواء في كتب التفسير أو في كتب السنة.

أضف تعليق