أن لله وأن إليه راجعون اللهم اغفر له وارحمه

المقدمة:

“إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى”، بهذه الكلمات المؤمنة بقضاء الله وقدره، نبدأ مقالنا عن أهمية عبارة “أن لله وأن إليه راجعون” في الإسلام، وما تحمله من معان ودروس عظيمة للمسلمين.

1. معنى عبارت “أن لله وأن إليه راجعون”:

هذه العبارة تعني أن كل شيء لله تعالى، وهو الذي خلقه وأوجده، وإليه يرجع كل شيء في نهاية المطاف.

وهي تذكرنا بأن الحياة الدنيا فانية وزائلة، وأن الآخرة هي الباقية والسرمدية، وأن علينا أن نعمل الصالحات في الدنيا لننال الثواب في الآخرة.

هذه العبارة مصدر عزاء للمسلمين في المصائب والشدائد، فهي تذكرهم بأن الله تعالى هو صاحب الأمر كله، وأن كل شيء يحدث بإرادته، وأن علينا أن نصبر ونحتسب عند المصيبة، ونقول “إن لله وأن إليه راجعون”.

2. دروس مستفادة من عبارت “أن لله وأن إليه راجعون”:

التوحيد: هذه العبارة تذكرنا بوحدانية الله تعالى، وأنه هو الخالق المدبر لكل شيء في الكون، وأن كل شيء له ملكًا.

الزهد في الدنيا: تذكرنا هذه العبارة بأن الدنيا فانية وزائلة، وأن علينا أن لا نتععلق بها ولا نجعلها همنا وغايتنا في الحياة، بل علينا أن نعمل الصالحات فيها لننال الثواب في الآخرة.

الصبر على المصائب: تذكرنا هذه العبارة بأن المصائب والشدائد هي من قدر الله تعالى، وأن علينا أن نصبر عليها ونحتسبها عنده، وأن نقول “إن لله وأن إليه راجعون”.

3. فضائل قول “أن لله وأن إليه راجعون”:

الأجر والثواب: من قال هذه العبارة عند المصيبة، فإن الله تعالى يجزيه عليها ويصبره ويحسن عاقبته، كما جاء في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما من عبدٍ قال حين تصيبه مصيبة: إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى، إلا قال الله عز وجل: صدق عبدي، أنا الله لا إله إلا أنا، فليصبر وليحتسب، فإن أجره الجنة”.

المغفرة والرحمة: من قال هذه العبارة عند الموت، فإن الله تعالى يغفر له ذنوبه ويرحمه، كما جاء في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قال حين يموت: لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، دخل الجنة”.

دخول الجنة: من قال هذه العبارة عند فراق الأحباب، فإن الله تعالى يجمعه بهم في الجنة، كما جاء في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قال حين يفارق أهله: إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى، اللهم اجمع بيني وبين أهلي في خير، فإن الله يجمع بينه وبينهم في خير”.

4. آداب قول “أن لله وأن إليه راجعون”:

يستحب قول هذه العبارة عند المصيبة، وعند الموت، وعند فراق الأحباب.

يسن قولها بصوت عالٍ، حتى يسمعها من حولك، ففي ذلك تذكير لهم بالله تعالى وبالآخرة.

يشرع قولها بقلب مؤمن بقضاء الله وقدره، راض بقضائه، صابر على قدره، محتسب عنده.

5. أمثلة على قول “أن لله وأن إليه راجعون”:

قالها سيدنا إبراهيم عليه السلام عندما ألقي في النار، وقالها سيدنا يعقوب عليه السلام عندما فقد ابنه سيدنا يوسف عليه السلام، وقالها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عندما مات عمه أبو طالب، وقالها أبو بكر الصديق رضي الله عنه عندما مات النبي صلى الله عليه وسلم.

قالها المسلمون في معركة أحد عندما قتل فيها سيدنا حمزة رضي الله عنه، وقالها المسلمون في معركة بدر عندما انتصروا فيها على المشركين، وقالها المسلمون في معركة الخندق عندما حفر المشركون الخندق حول المدينة المنورة.

يقولها المسلمون عند موت أحد أقاربهم أو أصدقائهم، ويقولها المسلمون عند فراق أحبابهم، ويقولها المسلمون عند وقوع أي مصيبة أو كارثة.

6. أهمية قول “أن لله وأن إليه راجعون” في الإسلام:

هذه العبارة من أعظم الذكر وأجل الدعاء، وقد وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية في مواضع كثيرة، مما يدل على أهميتها العظيمة.

هذه العبارة تذكر المسلم بالله تعالى وبالآخرة، وتجعله يشعر بالطمأنينة والسكينة، لأنها تذكره بأن الله تعالى هو صاحب الأمر كله، وأن كل شيء يحدث بإرادته، وأن عليه أن يصبر ويحتسب عند المصيبة.

هذه العبارة تعزز روح الإيمان والتوكل على الله تعالى، وتجعل المسلم يشعر بقوة الله تعالى وعظمته، وأن عليه أن يلجأ إليه عند الشدائد والمصائب، ويطلب منه العون والمساعدة.

7. الخاتمة:

وفي النهاية، فإن قول “أن لله وأن إليه راجعون” هو من أعظم الذكر وأجل الدعاء، وهو من أهم العبارات التي يجب على المسلم أن يحرص على قولها في جميع الأحوال، سواء في السراء أو في الضراء، سواء عند المصيبة أو عند الفرح، لأنها تذكره بالله تعالى وبالآخرة، وتجعله يشعر بالطمأنينة والسكينة، وتعزز روح الإيمان والتوكل على الله تعالى.