أبو ذر الغفاري الذي تخلف عن غزوة تبوك:
مقدمة:
أبو ذر الغفاري هو أحد الصحابة الكرام الذين عرفوا بتقشفه وزهدة في الدنيا، وكان من السابقين إلى الإسلام، وقد شهد العديد من الغزوات مع الرسول صلى الله عليه وسلم، إلا أنه تخلف عن غزوة تبوك، وهي آخر غزوة غزاها الرسول صلى الله عليه وسلم، وفي هذا المقال سوف نتحدث عن سبب تخلف أبي ذر الغفاري عن غزوة تبوك، وما حدث بعد ذلك.
أسباب تخلف أبي ذر الغفاري عن غزوة تبوك:
هناك عدة أسباب لتخلف أبي ذر الغفاري عن غزوة تبوك، منها:
الفقر: كان أبو ذر الغفاري من الفقراء الذين لا يملكون شيئاً، وكان يعتمد على ما يعطيه الرسول صلى الله عليه وسلم من الصدقات والزكاة، ولذلك لم يكن لديه ما ينفقه على نفسه في الغزوة.
المرض: كان أبو ذر الغفاري مريضاً في ذلك الوقت، وكان يشكو من آلام في جسده، ولذلك لم يستطع الخروج في الغزوة.
عدم وجود إذن من الرسول صلى الله عليه وسلم: لم يأذن الرسول صلى الله عليه وسلم لأبي ذر الغفاري بالخروج في الغزوة، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم علم أن أبا ذر الغفاري فقير ومريض، ولذلك لم يرد أن يزيد عليه العبء.
موقف الرسول صلى الله عليه وسلم من تخلف أبي ذر الغفاري:
كان الرسول صلى الله عليه وسلم يعلم أسباب تخلف أبي ذر الغفاري عن غزوة تبوك، ولذلك لم يعاقبه على تخلفه، بل كان حريصاً على أن يطمئن عليه ويسأله عن حاله.
سأل الرسول صلى الله عليه وسلم أبا ذر الغفاري عن سبب تخلفه عن الغزوة: فقال أبو ذر الغفاري للرسول صلى الله عليه وسلم: “يا رسول الله، إني فقير ليس لدي ما أنفقه على نفسي في الغزوة، وأنا مريض أيضاً”، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: “لا بأس عليك، اذهب إلى بيتك واعتني بنفسك”.
أعطى الرسول صلى الله عليه وسلم أبا ذر الغفاري بعض الصدقات والزكاة: حتى يستطيع أن يتدبر أمره ويوفر ما يحتاج إليه.
دعا الرسول صلى الله عليه وسلم لأبي ذر الغفاري بالشفاء: وقال له: “أسأل الله أن يشفيك ويرفع عنك البلاء”.
موقف أبي ذر الغفاري بعد غزوة تبوك:
كان أبو ذر الغفاري حزيناً على تخلفه عن غزوة تبوك، وكان يتمنى لو أنه استطاع الخروج في الغزوة مع الرسول صلى الله عليه وسلم، ولذلك قرر أبو ذر الغفاري أن يتصدق بكل ما يملك، حتى يكفر عن ذنبه في تخلفه عن الغزوة.
تصدق أبو ذر الغفاري بكل ما يملك: تصدق أبو ذر الغفاري بكل ما يملك من مال ومتاع، حتى أنه لم يترك لنفسه شيئاً، وكان يقول: “لقد تخلف