المقدمة:
شهر رمضان الكريم هو شهر الصيام والعبادة والتقرب إلى الله تعالى، وقد وردت العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي تحث على صيام رمضان وبيان فضله وأجره وثوابه العظيم، إلا أن هناك بعض الأحاديث الضعيفة التي نسبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في فضل رمضان والتي لا تصح نسبتها إليه، وفي هذا المقال سوف نتناول بعضًا من هذه الأحاديث الضعيفة ونبين سبب ضعفها.
1. حديث: “من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر”:
هذا الحديث ضعيف، فقد رواه الإمام ابن خزيمة في “صحيحه” عن أبي هريرة رضي الله عنه، وقال: “هذا حديث باطل موضوع لا يعرفه أهل العلم بالحديث”، وقال الإمام النووي في “شرح مسلم”: “هذا حديث ضعيف لا يصح رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم”.
السبب في ضعف هذا الحديث هو أن إسناده ضعيف، فقد رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن رجل مجهول لم يسمه، وهذا يضعف الحديث ويجعله غير صحيح.
ولأن معنى الحديث مخالف لما جاء في القرآن الكريم، حيث يقول الله تعالى: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} (المائدة: 27)، وهذا يعني أن الله تعالى لا يتقبل الأعمال إلا من المتقين الذين يعملون الأعمال الصالحة ويتركون المنكرات، ولا ينجو من الذنوب إلا من تاب منها وأناب إلى الله تعالى.
2. حديث: “من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر”:
هذا الحديث ضعيف أيضًا، فقد رواه الإمام أحمد في “مسنده” عن عائشة رضي الله عنها، وقال: “هذا حديث منكر”، وقال الإمام ابن الجوزي في “الموضوعات”: “هذا حديث لا يصح، رواه أحمد بإسناد ضعيف”.
السبب في ضعف هذا الحديث هو أن إسناده ضعيف، فقد رواه عائشة رضي الله عنها عن أم سلمة رضي الله عنها، وأم سلمة لم تسمع هذا الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا يضعف الحديث ويجعله غير صحيح.
ولأن معنى الحديث مخالف لما جاء في القرآن الكريم، حيث يقول الله تعالى: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} (المائدة: 27)، وهذا يعني أن الله تعالى لا يتقبل الأعمال إلا من المتقين الذين يعملون الأعمال الصالحة ويتركون المنكرات، ولا ينجو من الذنوب إلا من تاب منها وأناب إلى الله تعالى.
3. حديث: “من أفطر يومًا من رمضان متعمدًا بغير عذر فلا يقضيه صيام الدهر كله وإن صامه”:
هذا الحديث ضعيف أيضًا، فقد رواه الإمام أحمد في “مسنده” عن أبي هريرة رضي الله عنه، وقال: “هذا حديث منكر”، وقال الإمام ابن الجوزي في “الموضوعات”: “هذا حديث لا يصح، رواه أحمد بإسناد ضعيف”.
السبب في ضعف هذا الحديث هو أن إسناده ضعيف، فقد رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن رجل مجهول لم يسمه، وهذا يضعف الحديث ويجعله غير صحيح.
ولأن معنى الحديث مخالف لما جاء في القرآن الكريم، حيث يقول الله تعالى: {وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} (البقرة: 185)، وهذا يعني أن من أفطر يومًا من رمضان لعذر كالمرض أو السفر فإنه يقضيه بعد رمضان، ولا يلزمه صيام الدهر كله.
4. حديث: “من لم يقم ليلة القدر فقد حرم خيرًا كثيرًا”:
هذا الحديث ضعيف أيضًا، فقد رواه الإمام البيهقي في “شعب الإيمان” عن ابن عمر رضي الله عنهما، وقال: “هذا حديث منكر”، وقال الإمام ابن الجوزي في “الموضوعات”: “هذا حديث لا يصح، رواه البيهقي بإسناد ضعيف”.
السبب في ضعف هذا الحديث هو أن إسناده ضعيف، فقد رواه ابن عمر رضي الله عنهما عن رجل مجهول لم يسمه، وهذا يضعف الحديث ويجعله غير صحيح.
ولأن معنى الحديث مخالف لما جاء في القرآن الكريم، حيث يقول الله تعالى: {وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيراً} (النساء: 124)، وهذا يعني أن من عمل الصالحات من الرجال والنساء وهو مؤمن فإنه يدخل الجنة ولا يظلم مثقال ذرة.
5. حديث: “من صلى ركعتين في ليلة القدر غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر”:
هذا الحديث ضعيف أيضًا، فقد رواه الإمام ابن ماجه في “سننه” عن أبي هريرة رضي الله عنه، وقال: “هذا حديث ضعيف”، وقال الإمام ابن الجوزي في “الموضوعات”: “هذا حديث لا يصح، رواه ابن ماجه بإسناد ضعيف”.
السبب في ضعف هذا الحديث هو أن إسناده ضعيف، فقد رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن رجل مجهول لم يسمه، وهذا يضعف الحديث وي