احاديث عن العفو والتسامح

احاديث عن العفو والتسامح

المقدمة:

العفو والتسامح من أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها الإنسان المسلم؛ فالعفو هو تجاوز الإساءة التي صدرت من الغير، والتسامح هو عدم الانتقام من المسيء وإبداء الرحمة معه. وهما من فضائل الأخلاق الإسلامية التي حث عليها الإسلام، سواءٌ أكان ذلك من خلال القرآن الكريم أم من خلال السنة النبوية المطهرة.

1- العفو والتسامح في القرآن الكريم:

– قوله تعالى: {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}[آل عمران: 134].

– قوله تعالى: {فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ}[الزخرف: 89].

– قوله تعالى: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ}[فصلت: 34].

2- العفو والتسامح في السنة النبوية:

– عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من كظم غيظه وهو قادر على أن ينفذه ملأ الله قلبه أمنا وإيمانا”[أخرجه أبو داود].

– عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يحقرن أحدكم من المعروف شيئا، ولو أن يلقى أخاه بوجه طلق”[أخرجه مسلم].

– عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم”[أخرجه مسلم].

3- أسباب العفو والتسامح:

– إتباع أوامر الله ورسوله، فالله تعالى أمرنا بالعفو والتسامح، ونهانا عن الانتقام، قال تعالى: {وَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ}[الشورى: 40].

– قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يحل لامرئ مسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام”[أخرجه مسلم].

– محبة الله ورسوله، فالله تعالى يحب العافين المتسامحين، ورسول الله صلى الله عليه وسلم كان من أعظم الناس عفوا وتسامحا.

4- فضائل العفو والتسامح:

– محبة الله ورسوله، فالله تعالى يحب العافين المتسامحين، ورسول الله صلى الله عليه وسلم كان من أعظم الناس عفوا وتسامحا.

– نيل رضا الله تعالى، فالله تعالى يرضى عن العافين المتسامحين، قال تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ}[التوبة: 100].

– دخول الجنة، فالعافون المتسامحون من الذين يدخلون الجنة دون حساب، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أتدرون من يدخل الجنة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: الضعفاء المتضاعفون الذين إذا حلفوا لم يُصدقوا، وإذا وعدوا لم يُوفوا، وإذا ائتمنوا خانوا، وإذا خاصموا فجروا”[أخرجه الترمذي].

5- كيفية العفو والتسامح:

– تجنب الحقد والضغينة، فالحقد والضغينة من أعداء العفو والتسامح، لذا يجب على المسلم أن يتجنبهما ويحرص على صفاء قلبه وطيب خاطره.

– الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم، فرسول الله صلى الله عليه وسلم كان من أعظم الناس عفوا وتسامحا، لذا يجب على المسلم أن يقتدي به ويتأسى به في عفوه وتسامحه.

– الإكثار من الدعاء، فالدعاء من أعظم الأسباب التي تعين المسلم على العفو والتسامح، لذا يجب عليه أن يكثر من الدعاء لله تعالى أن يعينه على ذلك.

6- ثمار العفو والتسامح:

– صفاء القلب وطيب الخاطر، فالعفو والتسامح يزيلان الحقد والضغينة من القلب، ويملأانه بالصفاء والطمأنينة.

– زيادة المحبة والألفة بين الناس، فالعفو والتسامح يقربان القلوب ويقويان أواصر المحبة بين الناس.

– نيل رضا الله تعالى، فالله تعالى يرضى عن العافين المتسامحين، ويثيبهم على ذلك خير الثواب.

7- قصص عن العفو والتسامح:

– قصة سيدنا يوسف عليه السلام مع إخوته، فقد سامحهم على ما فعلوه به من شر وأذى، ورد إليهم الإحسان بالإحسان.

– قصة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم مع أهل مكة، فقد سامحهم على ما فعلوه به من أذى واضطهاد، ودخل مكة فاتحا منتصرا، ولكنه لم ينتقم منهم، بل عفا عنهم جميعا.

– قصة عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع عمه أبي جهل، فقد سامحه على ما فعله به من أذى واضطهاد، وقربه إليه بعد إسلامه.

الخاتمة:

العفو والتسامح فضيلتان عظيمتان من فضائل الأخلاق الإسلامية، حث عليهما القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وللعفو والتسامح فوائد كثيرة تعود على الفرد والمجتمع، فإنهما يقربان القلوب ويقويان أواصر المحبة بين الناس، ويزرعان الأمن والسلام في المجتمع، وينشران العدل والمساواة بين الناس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *