بسم الله الرحمن الرحيم
مقال عن أدعية اللهم
مقدمة:
الأدعية هي من أهم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، وقد حثنا النبي صلى الله عليه وسلم على الإلحاح في الدعاء والتضرع إلى الله تعالى، ففي حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدعاء هو العبادة”.
1. فضل الدعاء:
– الدعاء من أعظم العبادات وأجلها، وقد قال الله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [البقرة: 186].
– الدعاء سبب لنزول الرحمات والبركات، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “الدعاء هو المفتاح، والصدقة هي الدواء، والصبر هو النور”.
– الدعاء سبب لدفع البلاء والكربات، وقد قال الله تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} [الأنفال: 33].
2. شروط الدعاء:
– الإخلاص لله تعالى، وذلك بأن يكون الدعاء خالصًا لله وحده لا شريك له.
– اليقين والإيمان بأن الله تعالى قادر على إجابة الدعاء، وقد قال الله تعالى: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60].
– الحضور والخشوع في الدعاء، وذلك بأن يكون العبد حاضر القلب عند الدعاء، ومتضرعًا إلى الله تعالى.
– التضرع والابتهال إلى الله تعالى، وذلك بأن يلح العبد في الدعاء ويتضرع إلى الله تعالى.
– الدعاء بما شرعه الله تعالى، وذلك بأن يدعو العبد بما أمره الله تعالى به أو بما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم.
3. آداب الدعاء:
– الاستفتاح بالحمد والثناء على الله تعالى، وذلك بأن يبدأ العبد دعاءه بحمد الله تعالى والثناء عليه.
– الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك بأن يصلي العبد على النبي صلى الله عليه وسلم قبل دعائه وبعده.
– التوجه إلى الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى، وذلك بأن يدعو العبد الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى.
– الدعاء بالدعوات المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك بأن يدعو العبد بالدعوات التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم.
– الدعاء بصوت خافت، وذلك بأن لا يجهر العبد بدعائه.
4. دعاء اللهم:
– من الأدعية المشهورة التي يكثر المسلمون من الدعاء بها دعاء اللهم، وذلك لأن هذا الدعاء يشمل جميع أنواع الخير والبركات.
– يمكن للمسلم أن يدعو اللهم بكل ما يريد من خير الدنيا والآخرة، ومن ذلك:
– اللهم ارزقني الجنة وأعوذ بك من النار.
– اللهم اغفر لي ذنوبي وارحمني.
– اللهم أرزقني رزقًا حلالاً طيبًا.
– اللهم عافني في بدني وفي بصري وفي سمعي.
– اللهم ارزقني زوجة صالحة وذرية صالحة.
– اللهم ارزقني عملاً صالحًا ينفعني في ديني ودنياي وآخرتي.
5. دعاء اللهم في القرآن الكريم:
– ورد ذكر دعاء اللهم في القرآن الكريم في مواضع كثيرة، ومن ذلك:
– {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [البقرة: 201].
– {رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي} [القصص: 16].
– {رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُّبَارَكًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ} [المؤمنون: 29].
– {رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ} [المؤمنون: 97].
– {رَبِّ إِنِّي ضَعُفْتُ وَاشْتَعَلَ رَأْسِي شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا} [طه: 39].
6. دعاء اللهم في السنة النبوية:
– ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم العديد من الأدعية التي تبدأ بقوله اللهم، ومن ذلك:
– “اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنًى”.
– “اللهم إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل”.
– “اللهم إني أسألك حبك وحب من يحبك، وحب العمل الذي يقربني إلى حبك”.
– “اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني”.
– “اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري وما أنت أعلم به مني”.
7. خاتمة:
الدعاء من أعظم العبادات وأجلها، وهو سبب لنزول الرحمات والبركات، ودفع البلاء والكربات، وقد حثنا النبي صلى الله عليه وسلم على الإلحاح في الدعاء والتضرع إلى الله تعالى، فالدعاء هو مفتاح الفرج، وهو سبب لنزول الرحمات والبركات، ودفع البلاء والكربات، وهو عبادة عظيمة وأجرها كبير، فينبغي للمسلم أن يكثر من الدعاء إلى الله تعالى، وأن يلح عليه في الدعاء، وأن يتضرع إليه ويتذلل له، وأن يدعوه بما شرعه الله تعالى، وأن يتبع آداب الدعاء، وأن يوقن بأن الله تعالى قادر على إجابة دعائه، وأن الله تعالى غفور رحيم.