اسم الكتاب الذي وضعه الطبري في تفسير القران

اسم الكتاب الذي وضعه الطبري في تفسير القران

المقدمة:

يعتبر تفسير القران الكريم من أهم العلوم الإسلامية، وقد أولاه العلماء والفقهاء اهتمامًا كبيرًا منذ القدم، ومن بين هؤلاء العلماء الإمام أبو جعفر الطبري، الذي اشتهر بتفسيره الشهير “تفسير الطبري” أو “جامع البيان عن تأويل آي القرآن”. ويهدف هذا المقال إلى تسليط الضوء على هذا التفسير العظيم، وإلقاء الضوء على مؤلفه الإمام الطبري، ومنهجه في التفسير، وأهم خصائص تفسيره، ومدى تأثيره على علم التفسير الإسلامي.

سيرة الإمام الطبري:

هو أبو جعفر محمد بن جرير الطبري، ولد في مدينة آمل بطبرستان عام 224 هـ، وتوفي في بغداد عام 310 هـ، وكان عالمًا ومفسرًا ومؤرخًا وفقيهًا، وقد اشتهر بموسوعته التاريخية “تاريخ الطبري” وبتفسيره الشهير “تفسير الطبري”.

منهج الإمام الطبري في التفسير:

اتبع الإمام الطبري منهجًا علميًا دقيقًا في تفسيره للقرآن الكريم، حيث اعتمد على التفسير اللغوي للآيات القرآنية، واستشهد بالأحاديث النبوية الصحيحة، وأقوال الصحابة والتابعين، والأئمة المعتبرين، كما اعتمد على العلوم الأخرى مثل التاريخ والجغرافيا والفقه، وقد كان حريصًا على إسناد كل قول إلى قائله، وذكر مختلف الأقوال والآراء في تفسير الآيات، مع ترجيح الرأي الذي يراه أقرب إلى الصواب.

خصائص تفسير الطبري:

يتميز تفسير الطبري بالعديد من الخصائص التي جعلته من أهم كتب التفسير في التاريخ الإسلامي، ومن أهم هذه الخصائص:

1. العمق العلمي: يمتاز تفسير الطبري بعمقه العلمي الواسع، حيث يجمع بين علوم اللغة والتاريخ والجغرافيا والفقه، مما يجعله مرجعًا هامًا للباحثين والدارسين.

2. الشمول والتفصيل: تناول الإمام الطبري جميع آيات القرآن الكريم بالشرح والتفصيل، ولم يقتصر على تفسير الآيات الصعبة أو الغامضة، بل تناول جميع الآيات، حتى البسيطة منها، مما يجعل تفسيره مرجعًا كاملًا وشاملًا.

3. الموضوعية والتجرد: اتسم الإمام الطبري في تفسيره بالموضوعية والتجرد، حيث نقل أقوال ومذاهب المفسرين والفقهاء دون تحيز أو تعصب، وذكر مختلف الآراء والتفسيرات للآيات القرآنية، مع ترجيح الرأي الذي يراه أقرب إلى الصواب.

4. الأسلوب السهل والبسيط: كتب الإمام الطبري تفسيره بأسلوب سهل وبسيط، خالٍ من التعقيد والغموض، مما يجعله ميسرًا على القارئ العادي، بالإضافة إلى أنه اعتنى بتوضيح ألفاظ القرآن الكريم ومعانيه، وذكر أسباب النزول والقصص المتعلقة بالآيات.

أهمية تفسير الطبري:

يعتبر تفسير الطبري من أهم كتب التفسير في التاريخ الإسلامي، وقد كان له تأثير كبير على علم التفسير الإسلامي، ويمكن تلخيص أهميته في النقاط التالية:

1. يعد أحد أقدم التفاسير وأكثرها شمولاً في التاريخ الإسلامي.

2. يعتبر مرجعًا أساسيًا للباحثين والدارسين في علم التفسير.

3. كان له تأثير كبير على المفسرين اللاحقين.

4. ساهم في الحفاظ على اللغة العربية وتفسيرها.

خاتمة:

يعد تفسير الطبري أحد أهم كتب التفسير في التاريخ الإسلامي، وقد كان له تأثير كبير على علم التفسير الإسلامي، ويعتبر مرجعًا أساسيًا للباحثين والدارسين في هذا المجال، كما أنه يمثل ثروة علمية وثقافية عظيمة، حيث يجمع بين علوم اللغة والتاريخ والجغرافيا والفقه، وهو مكتبة شاملة لكل ما يتعلق بالقرآن الكريم من علوم ومعارف.

أضف تعليق