اسم الله الشهيد

اسم الله الشهيد

مقدمة:

الله الشهيد هو أحد أسماء الله الحسنى، وقد ذكر في القرآن الكريم في أكثر من موضع، وهذا الاسم له دلالات ومعاني كثيرة، تدل على عظمته وجلاله وقدرته، وفي هذا المقال سنتناول شرحًا لاسم الله الشهيد ودلالاته وصفاته.

1. معنى اسم الله الشهيد:

– الشهيد هو الذي يشهد على الشيء، وهو الذي يعلم به ويدركه، واسم الله الشهيد يعني أنه العالم بكل شيء، يعلم الغيب والشهادة، ويعلم ما كان وما سيكون وما هو كائن، ولا يخفى عليه خافية، فهو يعلم ما في السموات وما في الأرض، وما تحت الأرض وما فوقها، ويعلم ما في صدور الناس، ويعلم ما تخفي أنفسهم وما تعلن.

– الشهيد هو الذي شهد على نفسه بالوحدانية، وأنه هو الإله الحق الذي لا إله إلا هو، وأنه لا شريك له في ملكه ولا في عبادته، ولا في أسمائه وصفاته.

– الشهيد هو الذي شهد على رسله وأنبيائه بالصدق، وأنه أرسلهم بالحق، وأنه أنزل عليهم الكتب، وأنه أمرهم بتبليغ الرسالة إلى الناس ودعوتهم إلى توحيده وعبادته، وهو الذي شهد على صدقهم فيما جاءوا به من عند الله.

2. دلالات اسم الله الشهيد:

– دلالة العلم: تدل لفظة الشهيد على العلم والاطلاع التام، وذلك لأنه تعالى عالم بكل شيء على وجه التمام، ظاهر ومستتر، دقيق وجليل.

– دلالة الشهادة: تدل لفظة الشهيد أيضًا على المعنى المجازي للشهادة والمشاهدة والعيان، وذلك لأن الله تعالى يحضر كل الأشياء ويعلم حقائقها وأسرارها.

– دلالة الإشهاد: تدل هذه اللفظة أيضًا على معنى الإشهاد وإقامة الحجة، وذلك لأن الله تعالى نصب الدلائل والشواهد الكونية والبراهين المنطقية والشرعية التي تشهد وحدانيته وألوهيته وكماله.

3. صفات الله الشهيد:

– العالم: الله تعالى هو العالم بكل شيء، يعلم الغيب والشهادة، يعلم ما كان وما سيكون وما هو كائن، لا تخفى عليه خافية، ويعلم ما في السموات وما في الأرض، وما تحت الأرض وما فوقها، ويعلم ما في صدور الناس، ويعلم ما تخفي أنفسهم وما تعلن.

– الحكيم: الله تعالى هو الحكيم الذي لا يفعل شيئًا عبثًا أو لغوًا، بل كل أفعاله مبنية على الحكمة والمصلحة، فهو يخلق كل شيء بقدر معلوم، ويقدر الأرزاق والآجال والأعمال، ويدبر شؤون العباد.

– العادل: الله تعالى هو العادل الذي لا يظلم أحدًا، ولا يحيف عليه في شيء، بل يعطي كل ذي حق حقه، ويجازي كل إنسان بما يستحق، فهو لا يظلم مثقال ذرة، بل هو أعدل العادلين.

4. فضل اسم الله الشهيد:

– من أسماء الله الحسنى، ومعناه أنه عالم بكل شيء، لا يخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء.

– من أسمائه التي تدل على قدرته وعظمته، وأنه قادر على كل شيء، فلا يقف في وجهه مانع، ولا يعجزه شيء.

– من أسمائه التي تدل على أنه عالم الغيب والشهادة، يعلم ما كان وما سيكون وما هو كائن، يعلم ما في صدور الناس وما تخفي أنفسهم وما تعلن.

5. ذكر اسم الله الشهيد في القرآن الكريم:

– ورد اسم الله الشهيد في القرآن الكريم في أكثر من موضع، منها:

– قوله تعالى: ﴿وَهُوَ الشَّهِيدُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ﴾ [غافر: 53].

– قوله تعالى: ﴿اللَّهُ شَهِيدٌ عَلَيْهِمْ وَمَا أَنتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ﴾ [يونس: 46].

– قوله تعالى: ﴿ الشَّهِيدُ عَلَى مَا تَفْعَلُونَ﴾ [البقرة: 282].

6. ذكر اسم الله الشهيد في السنة النبوية:

– ورد اسم الله الشهيد في السنة النبوية في أحاديث كثيرة، منها:

– حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله عز وجل كتب على نفسه أنه يرحم من رحم”.

– حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله عز وجل كتب في كتابه الذي أنزله على موسى: أن رحمتي سبقت غضبي”.

7. مواقف وأمثلة من اسم الله الشهيد:

– قصة سيدنا يونس عليه السلام، حين أرسله الله تعالى إلى قومه فكذبوه وأعرضوا عنه، فركب في سفينة فألقت به في البحر فأكله الحوت، فدعا الله تعالى من بطن الحوت، فاستجاب الله لدعائه ونجاه من الموت، فكان الله عز وجل شهيدًا على قومه بكذابهم، وشاهدًا على سيدنا يونس عليه السلام بصدق نبوته.

– قصة أصحاب الكهف، حين آمنوا بالله تعالى وعبدوه وحدهم، فوقع عليهم بطش ملكهم الظالم، فأووا إلى كهف، وأغلق الله عليهم الكهف بقدرته، رقدوا فيه ثلاثمائة وتسع سنوات، ثم أخرجهم الله تعالى سالمين، فكان الله عز وجل شهيدًا على قومهم بظلمهم وكفرهم، وشاهدًا على أصحاب الكهف بإيمانهم وتقواهم.

أضف تعليق