التوكل على الله دعاء

التوكل على الله دعاء

التوكل على الله دعاء

مقدمة

التوكل على الله هو قلب المرء على الله عز وجل، والاعتماد عليه سبحانه، والتفويض إليه، مع بذل الأسباب والعمل بالواجب؛ لقوله تعالى: {وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ} [آل عمران: 122]، والتَّوكل من صفات المؤمنين، بل من أعلى درجات الإيمان؛ إذ هو دليل على حسن ظن العبد بربه، وثقته به، ويقينه بأنه لن يخزيه.

أولاً: فضل التوكل على الله

1. التوكل يصرف عن العبد شرّ الأقدار، ويبعد عنه المكروه، ويكشف عنه الغم والكرب.

2. المتوكل على الله مرفوع الرأس، عالي الهمة، يتمتع بالطمأنينة، والسكينة، ولا يخشى من أحد إلّا الله تعالى.

3. التوكل على الله من أسباب دخول الجنة؛ لقوله تعالى: {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق: 3].

ثانيًا: فوائد التوكل على الله

1. التوكل على الله يجعل العبد ذا همّة عالية، وقلب مطمئن، وعزيمة قوية، فلا يخشى من أحد إلا الله تعالى.

2. التوكل على الله من أسباب النجاح، والفلاح في الدنيا والآخرة؛ إذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من توكل على الله، وكله الله”.

3. التوكل على الله سبب لاستجابة الدعاء؛ لقوله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [البقرة: 186].

ثالثًا: شروط التوكل على الله

1. الإيمان بالله تعالى، وتوحيده، والإقرار بأنَّه هو الرزّاق، والهادي، والمنعم، وأنَّه بيده الخير كله.

2. بذل الأسباب والعمل بالواجب؛ فالتوكل لا يعني الكسل، والتواكل، وإنما يعني الاعتماد على الله تعالى مع العمل بالأسباب.

3. اليقين بأن الله تعالى سيحقق ما فيه الخير للعبد، وأنَّه لن يخيب ظنه به.

رابعًا: دعاء التوكل على الله

1. “اللهم إني توكلت عليك في أمري كله، فاكفني شرّ نفسك، وشرّ خلقك، ولا تكلني إلى أحد سواك”.

2. “يا حي يا قيوم، برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين”.

3. “يا رب، إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته لأحد من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي”.

خامسًا: قصص عن التوكل على الله

1. قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام؛ إذ توكل على الله تعالى عند إلقائه في النار، فنجاه الله منها.

2. قصة سيدنا موسى عليه السلام؛ إذ توكل على الله تعالى عند خروجه من مصر، فنجاه الله، وأغرق فرعون وقومه.

3. قصة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم؛ إذ توكل على الله تعالى في غزوة بدر، فحقق له النصر على المشركين.

سادسًا: علاج قلة التوكل على الله

1. الإكثار من ذكر الله تعالى، وتلاوة القرآن الكريم؛ فذكر الله تعالى يقوي القلب، ويطمئنه، ويجعله متوكلاً على الله تعالى.

2. الدعاء والتضرع إلى الله تعالى؛ فالدعاء من أهم أسباب تقوية التوكل على الله تعالى.

3. التأمل في قدرة الله تعالى، وإحسانه إلى عباده؛ فالتأمل في قدرة الله تعالى، وإحسانه إلى عباده، يقوي اليقين، ويبعث على التوكل عليه تعالى.

سابعًا: حكم من لم يتوكل على الله

1. من لم يتوكل على الله تعالى، فقد ظلم نفسه، وأساء إليها؛ إذ حرم نفسه من الطمأنينة، والسعادة، والنجاح في الدنيا والآخرة.

2. من لم يتوكل على الله تعالى، فقد أشرك بالله تعالى؛ إذ جعل غير الله تعالى شريكًا له في الرزق، والتدبير، والتصرف.

3. من لم يتوكل على الله تعالى، فقد استخفّ بعظمة الله تعالى، وجحد قدرته، وحكمته.

الخاتمة

التوكل على الله تعالى من أعظم العبادات، وأفضلها، وهو من صفات المؤمنين، بل من أعلى درجات الإيمان؛ إذ هو دليل على حسن ظن العبد بربه، وثقته به، ويقينه بأنه لن يخزيه، قال تعالى: {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق: 3].

أضف تعليق