الحمد لله من قبل ومن بعد
مقدمة:
الحمد لله من قبل ومن بعد، هذه العبارة التي نرددها كثيرًا في حياتنا اليومية، دون أن نتعمق في معناها أو نفهم أبعادها، فما معنى الحمد لله من قبل ومن بعد؟ ولماذا نرددها؟ وما هي فوائدها؟
سنحاول في هذا المقال أن نلقي الضوء على هذه العبارة المباركة، ونتعرف على معناها وأهميتها، وكيف يمكننا أن نجعلها جزءًا من حياتنا اليومية.
1. معنى الحمد لله من قبل ومن بعد:
الحمد لله من قبل ومن بعد، تعني أن الحمد لله قبل كل شيء وبعده، أي أن الحمد لله على كل حال، سواء كانت الحال سعيدة أو حزينة، مريحة أو متعبة، سهلة أو صعبة.
الحمد لله من قبل ومن بعد هو اعتراف منا بأن كل ما لدينا هو من الله تعالى، وأنه هو المتفضل علينا بالنعم الظاهرة والباطنة، وأن كل ما نملكه هو ملكه، وأننا لا نملك منه شيئًا، كما قال تعالى: “وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ” (النحل: 53).
2. أهمية الحمد لله من قبل ومن بعد:
الحمد لله من قبل ومن بعد، عبادة عظيمة لها أهمية كبيرة في حياتنا، فهي تعبر عن مدى إيماننا بالله تعالى ورضانا بقضائه وقدره، كما أنها تعكس مدى امتناننا لله على نعمه العديدة.
الحمد لله من قبل ومن بعد، يجعلنا ننظر إلى الحياة بعين إيجابية، فبدلاً من أن نركز على ما ينقصنا، نركز على ما نمتلكه من نعم، وهذا يساعدنا على أن نكون أكثر امتنانًا لله تعالى، وأكثر رضا بقضائه وقدره.
الحمد لله من قبل ومن بعد، يجعلنا أكثر صبرًا وتحملاً للمصاعب والابتلاءات، فمهما كانت المصيبة التي تصيبنا، فإننا نعلم أن الله تعالى هو الذي قدرها لنا، وأنه هو الذي سيكفينا شرها، وهذا يساعدنا على أن نتحمل المصاعب والابتلاءات بصبر واحتساب.
3. فوائد الحمد لله من قبل ومن بعد:
الحمد لله من قبل ومن بعد، عبادة عظيمة لها فوائد عديدة في حياتنا، من أهمها:
– يزيد من إيماننا بالله تعالى ورضانا بقضائه وقدره.
– يجعلنا أكثر امتنانًا لله تعالى على نعمه العديدة.
– يجعلنا أكثر صبرًا وتحملاً للمصاعب والابتلاءات.
– يساعدنا على أن نرى الحياة بعين إيجابية.
– يجعلنا أكثر سعادة وراحة بال.
– يبعد عنا الحزن والاكتئاب.
– يحمينا من الشيطان ووسوسته.
4. متى نقول الحمد لله من قبل ومن بعد؟
يمكننا أن نقول الحمد لله من قبل ومن بعد في أي وقت وفي أي مكان، فالحمد لله عبادة لا تقتصر على وقت أو مكان معين، ويمكننا أن نرددها في سجودنا وركوعنا وفي قيامنا وقعودنا وفي مشينا وفي جلوسنا، كما يمكننا أن نقولها عندما نرى نعمة من نعم الله تعالى، أو عندما ننجو من مكروه، أو عندما نشعر بالراحة والسعادة.
5. كيف نجعل الحمد لله من قبل ومن بعد جزءًا من حياتنا اليومية؟
هناك عدة طرق يمكننا من خلالها أن نجعل الحمد لله من قبل ومن بعد جزءًا من حياتنا اليومية، ومن أهمها:
– أن نرددها كثيرًا في حياتنا اليومية، سواء في أوقات الفرح أو الحزن، وأن نجعلها جزءًا من دعائنا وتسبيحنا.
– أن نشكر الله تعالى على نعمه العديدة، وأن نمتن له على كل ما أعطانا.
– أن نصبر على المصاعب والابتلاءات التي تصيبنا، وأن نعلم أنها من الله تعالى، وأنه هو الذي سيكفينا شرها.
– أن نرى الحياة بعين إيجابية، وأن نركز على ما نمتلكه من نعم، بدلاً من أن نركز على ما ينقصنا.
6. قصص من القرآن الكريم عن الحمد لله من قبل ومن بعد:
هناك العديد من القصص في القرآن الكريم التي تتحدث عن الحمد لله من قبل ومن بعد، ومن أهمها:
– قصة سيدنا نوح عليه السلام، عندما نجاه الله تعالى من الطوفان، وقال: “الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ” (المؤمنون: 28).
– قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام، عندما نجاه الله تعالى من النار، وقال: “الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي فِي الكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ” (إبراهيم: 39).
7. قصص من السنة النبوية عن الحمد لله من قبل ومن بعد:
هناك العديد من القصص في السنة النبوية التي تتحدث عن الحمد لله من قبل ومن بعد، ومن أهمها:
– حديث سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من أصبح منكم آمنًا في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها” (الترمذي).
– حديث سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من قال حين يصبح: الحمد لله الذي عافاني في جسدي، ورد علي روحي، وأذن لي بذكره، فله مثل أجر الحاج المبرور” (أبو داود).
الخلاصة:
الحمد لله من قبل ومن بعد هي عبادة عظيمة لها أهمية وفوائد كبيرة في حياتنا، فهي تعبر عن مدى إيماننا بالله تعالى ورضانا بقضائه وقدره، وعن مدى امتناننا لله تعالى على نعمه العديدة.
يمكننا أن نجعل الحمد لله من قبل ومن بعد جزءًا من حياتنا اليومية من خلال أن نرددها كثيرًا في حياتنا اليومية، وأن نشكر الله تعالى على نعمه العديدة، وأن نصبر على المصاعب والابتلاءات التي تصيبنا، وأن نرى الحياة بعين إيجابية.