الخشوع في الدعاء
مقدمة
الدعاء هو من أهم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، وهو سلاح المؤمن وكنزه، كما أنه شفاء القلوب والأجساد، وفيه يحقق العبد المعنى الحقيقي للسعادة والطمأنينة، ولكن هذه العبادة الجليلة لا تتحقق قيمتها الحقيقية إلا إذا تحققت فيها صفة أساسية، وهي الخشوع، فالخشوع في الدعاء هو حالة من الوعي التام والإخلاص الشديد لله تعالى، حيث يشعر العبد أنه بين يدي الله، ويخضع قلبه وجوارحه لله تعالى، ويستحضر عظمة الله وجبروته، فيزداد خوفه من الله وطمعه فيه، وتكون دعوته أكثر صدقًا وإخلاصًا.
أهمية الخشوع في الدعاء
1- الخشوع يجعل الدعاء أكثر قبولاً عند الله تعالى، كما قال تعالى: (وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) [الأعراف: 56]
2- الخشوع في الدعاء يزيد من خشية الله تعالى، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من خشع لله قلبه ألقى الله السكينة في جوارحه، وأرضاه بالحياة الدنيا، وأرضاه يوم القيامة”.
3- الخشوع في الدعاء يزيد من إخلاص العبد لله تعالى، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: “أفضل الدعاء ما كان في السر”.
أسباب الخشوع في الدعاء
1- الإيمان بالله تعالى والإيمان بقدرته على تحقيق الدعاء، كما قال تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) [البقرة: 186]
2- استحضار عظمة الله وجبروته، كما قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ) [البقرة: 28]
3- الخوف من الله تعالى، كما قال تعالى: (وَأَنَّ اللَّهَ لَشَدِيدُ الْعِقَابِ) [البقرة: 161]
آثار الخشوع في الدعاء
1- استجابة الدعاء، كما قال تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) [البقرة: 186]
2- زيادة محبة الله تعالى، كما قال تعالى: (وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ) [البقرة: 165]
3- زيادة خشية الله تعالى، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من خشع لله قلبه ألقى الله السكينة في جوارحه، وأرضاه بالحياة الدنيا، وأرضاه يوم القيامة”.
كيف نحقق الخشوع في الدعاء
1- الإخلاص لله تعالى، بأن يكون الدعاء خالصًا لله تعالى، ولا يُشرك فيه أحدًا، كما قال تعالى: (وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ) [يونس: 106]
2- استحضار عظمة الله وجبروته، كما قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ) [البقرة: 28]
3- الخوف من الله تعالى، كما قال تعالى: (وَأَنَّ اللَّهَ لَشَدِيدُ الْعِقَابِ) [البقرة: 161]
أدعية للخشوع في الدعاء
1- “اللهم ارزقني خشوع القلب في الدعاء، وأعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك”.
2- “اللهم أصلح لي قلبي وحسِّن ظني بك، وارزقني الخشوع في الدعاء، وأعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك”.
3- “اللهم اهدني إلى سبيلك المستقيم، واجعلني من المتخشعين لك، وأعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك”.
خاتمة
إن الخشوع في الدعاء هو من أهم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، وهو سلاح المؤمن وكنزه، كما أنه شفاء القلوب والأجساد، وفيه يحقق العبد المعنى الحقيقي للسعادة والطمأنينة، ويمكن للعبد أن يحقق الخشوع في الدعاء من خلال الإخلاص لله تعالى، واستحضار عظمة الله وجبروته، والخوف من الله تعالى، ومن خلال الدعاء بأدعية الخشوع، فيزداد خوفه من الله وطمعه فيه، وتكون دعوته أكثر صدقًا وإخلاصًا، فيستجيب الله لدعائه وينعم عليه بالخير والبركات في الدنيا والآخرة.