الخطبة الثانية لشهر رمضان
مقدمة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:
فإن شهر رمضان هو شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النيران، وهو شهر القرآن، وفيه ليلة القدر خير من ألف شهر. وقد خص الله تعالى هذا الشهر المبارك بخطبة ثانية بعد خطبة العيد، وذلك لأهميته العظيمة ومكانته الجليلة.
فضائل شهر رمضان:
1. شهر المغفرة والرحمة:
شهر رمضان هو شهر المغفرة والرحمة والعتق من النيران، وقد ورد في الحديث القدسي: “من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه”.
وقد حثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على اغتنام هذا الشهر المبارك والتوبة إلى الله تعالى من جميع الذنوب، فقال: “من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه”.
كما أن شهر رمضان هو فرصة عظيمة للتخلص من الذنوب والمعاصي، وقد قال صلى الله عليه وسلم: “الصيام جُنّة من النار”.
2. شهر القرآن:
شهر رمضان هو شهر القرآن، وقد قال تعالى: “شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدىً للناس وبينات من الهدى والفرقان”.
وقد ورد في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من قرأ القرآن في رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه”.
كما أن شهر رمضان هو فرصة عظيمة لتدبر القرآن الكريم وفهم معانيه ودلالاته، وقد قال تعالى: “كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب”.
3. شهر ليلة القدر:
شهر رمضان هو شهر ليلة القدر، وقد قال تعالى: “إنا أنزلناه في ليلة القدر، وما أدراك ما ليلة القدر، ليلة القدر خير من ألف شهر”.
وقد ورد في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه”.
كما أن ليلة القدر هي فرصة عظيمة للدعاء إلى الله تعالى بكل ما نريده من خير الدنيا والآخرة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله تعالى يعتق في كل ليلة من رمضان ستمائة ألف أو سبعمائة ألف أو ثمانمائة ألف”.
أعمال شهر رمضان:
1. الصيام:
الصيام هو الركن الأول من أركان الإسلام، وهو أحد أركان الصيام، وقد قال تعالى: “يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون”.
وقد ورد في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “الصيام نصف الصبر، والصبر نصف الإيمان”.
كما أن الصيام هو فرصة عظيمة لتعويد النفس على الصبر والتقوى والإحسان، وقد قال تعالى: “وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون”.
2. القيام:
القيام هو أحد السنن المؤكدة في شهر رمضان، وقد قال تعالى: “قوموا لله قانتين”.
وقد ورد في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه”.
كما أن القيام هو فرصة عظيمة للدعاء إلى الله تعالى بكل ما نريده من خير الدنيا والآخرة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله تعالى يعتق في كل ليلة من رمضان ستمائة ألف أو سبعمائة ألف أو ثمانمائة ألف”.
3. الإكثار من تلاوة القرآن:
الإكثار من تلاوة القرآن هو أحد الأعمال المستحبة في شهر رمضان، وقد قال تعالى: “شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدىً للناس وبينات من الهدى والفرقان”.
وقد ورد في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من قرأ القرآن في رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه”.
كما أن الإكثار من تلاوة القرآن هو فرصة عظيمة لتدبر القرآن الكريم وفهم معانيه ودلالاته، وقد قال تعالى: “كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب”.
دعاء ختم شهر رمضان:
اللهم تقبل منا صيامنا وقيامنا وتلاوة قرآننا، واغفر لنا ذنوبنا وتجاوز عن سيئاتنا، وأعتق رقابنا من النار، وأدخلنا جنات النعيم.
اللهم اجعلنا من عتقائك من النار، ومن الفائزين برضاك وجنتك، ومن الذين سعدوا في الدنيا والآخرة.
اللهم ارزقنا حسن الخاتمة وتوفنا على الإسلام، واجمعنا مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا.
خاتمة:
عباد الله: إن شهر رمضان هو شهر عظيم مبارك، وهو فرصة عظيمة للتوبة إلى الله تعالى من جميع الذنوب، والعتق من النيران، والفوز برضا الله وجنته. نسأل الله تعالى أن يوفقنا لصيام هذا الشهر المبارك وقيامه وتلاوة قرآنه، وأن يتقبل منا صالح أعمالنا، وأن يغفر لنا ذنوبنا وتجاوز عن سيئاتنا، وأن يعتق رقابنا من النار، وأن يدخلنا جنات النعيم.