حكم تأخير زكاة الفطر بعد صلاة العيد

حكم تأخير زكاة الفطر بعد صلاة العيد

العنوان: حكم تأخير زكاة الفطر بعد صلاة العيد

المقدمة:

زكاة الفطر هي أحد أركان الإسلام الخمسة، وهي الركن الرابع بعد الصلاة والصيام والحج، وهي واجبة على كل مسلم ومسلمة قادرين على إخراجها، وتُستخرج من طعام البلد، ويُخرج مقدار صاع من الطعام عن كل فرد، والصاع يساوي حوالي ثلاثة كيلو جرامات، وتُخرج زكاة الفطر في يوم العيد قبل صلاة العيد أو بعدها، فما حكم تأخير زكاة الفطر بعد صلاة العيد؟

أولاً: مشروعية زكاة الفطر

1. دليل مشروعية زكاة الفطر في الكتاب والسنة:

– عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: “فرض رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم زكاةَ الفطرِ صاعًا من تمرٍ، أو صاعًا من شعيرٍ، على كلِّ حرٍّ، أو عبدٍ، ذكر أو أنثى، من المسلمين، وأمر بها أن تُؤدَّى قبل خروج النَّاس إلى الصَّلاة”. (رواه البخاري)

– عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: “أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بزكاة الفطر، صاعًا من تمر، أو صاعًا من شعير، على كل حر أو عبد، ذكر أو أنثى، صغير أو كبير، من المسلمين”. (رواه مسلم)

2. حكمة مشروعية زكاة الفطر:

– تطهير النفس من الشح والبخل.

– توفير قوت يوم العيد للفقراء والمساكين.

– سد حاجة المحتاجين في العيد وإدخال السرور عليهم.

– تعزيز التكافل الاجتماعي والتضامن بين أفراد المجتمع الإسلامي.

3. مقدار زكاة الفطر:

– صاع من الطعام عن كل فرد، والصاع يساوي حوالي ثلاثة كيلو جرامات.

– يجوز إخراج زكاة الفطر من أي طعام البلد، مثل القمح أو الشعير أو التمر أو الزبيب أو الأرز أو الذرة أو الدقيق.

– يُنصح بإخراج زكاة الفطر من أفضل أنواع الطعام المتوفر في البلد.

ثانيًا: وقت إخراج زكاة الفطر

1. الوقت المفضل لإخراج زكاة الفطر:

– يُفضل أن تُخرج زكاة الفطر في يوم العيد قبل صلاة العيد.

– قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات” (رواه أبو داود والترمذي).

– الحكمة من التقديم دفع الحاجة المستعجلة للفقراء والمساكين في يوم العيد، وإدخال السرور عليهم.

2. الوقت الذي يجوز فيه إخراج زكاة الفطر:

– يجوز إخراج زكاة الفطر من غروب الشمس في آخر يوم من شهر رمضان إلى قبل صلاة العيد.

– قال ابن عباس رضي الله عنهما: “وقت زكاة الفطر من غروب الشمس إلى طلوع الشمس” (رواه أبو داود).

– الحكمة من الجواز إلى هذا الوقت إعطاء الفرصة للمتأخرين الذين لم يُخرجوا زكاة الفطر قبل العيد.

3. حكم تأخير زكاة الفطر بعد صلاة العيد:

– يحرم تأخير زكاة الفطر عن وقتها المُحدد دون عذر شرعي.

– قال الإمام النووي رحمه الله: “يكره تأخير الزكاة عن وقتها بغير عذر شرعي، كالمرض والفاقة، فإن كان عذر فلا حرج عليه”، (المجموع شرح المهذب، ج4، ص389).

– الحكمة من التحريم سد باب التساهل في أداء هذه الفريضة وإضاعة حق الفقراء والمساكين.

ثالثًا: عذر تأخير زكاة الفطر بعد صلاة العيد

1. النسيان والتأخر:

– إذا نسي المسلم إخراج زكاة الفطر قبل صلاة العيد أو تأخر عن إخراجها لسبب ما، فعليه المبادرة إلى إخراجها بعد الصلاة.

– لا إثم على المسلم في هذه الحالة، لكن عليه أن يتوب إلى الله تعالى ويستغفره على تأخيره.

2. عدم القدرة على إخراجها قبل العيد:

– إذا لم يتمكن المسلم من إخراج زكاة الفطر قبل العيد لعدم وجود المال أو الطعام، فيجوز له تأخيرها إلى ما بعد العيد.

– قال الإمام ابن قدامة رحمه الله: “إذا لم يجد ما يخرجه من الطعام حتى مضى يوم العيد، فإنه يخرجه بعده، وإن تأخر إلى آخر العمر، ولا إثم عليه في التأخير” (المغني، ج2، ص619).

3. المرض والفقر:

– إذا كان المسلم مريضًا أو فقيرًا لا يملك ما يُخرج به زكاة الفطر، فيجوز له تأخيرها إلى أن يشفى أو يرزقه الله تعالى.

– قال الإمام الشافعي رحمه الله: “إذا كان عاجزًا عن إخراجها أو نسيها، دفعها في أي وقت شاء، ويجزئه ذلك” (الأم، ج2، ص357).

رابعًا: كيفية إخراج زكاة الفطر

1. إخراجها بنفسها أو بالوكالة:

– يجوز للمسلم أن يُخرج زكاة الفطر بنفسه أو يُوكل غيره بإخراجها عنه.

– قال الإمام النووي رحمه الله: “يجوز للمسلم أن يُخرجها بنفسه، ويجوز له أن يُوكل غيره بإخراجها عنه” (المجموع شرح المهذب، ج4، ص388).

2. إخراجها من الطعام أو القيمة:

– يُفضل إخراج زكاة الفطر من الطعام نفسه، لكن يجوز إخراجها من القيمة أيضًا.

– قال الإمام ابن قدامة رحمه الله: “يجوز إخراج زكاة الفطر من الطعام أو من القيمة، وهو قول الجمهور” (المغني، ج2، ص618).

3. إخراجها للفقراء والمساكين:

– تُخرج زكاة الفطر إلى الفقراء والمساكين، ولا تُعطى للأغنياء والمتيسرين.

– قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أغنوهم عن السؤال في هذا اليوم” (رواه ابن ماجه).

خامسًا: فضل إخراج زكاة الفطر

1. قبول الصدقات:

– قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أدى زكاة الفطر قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات” (رواه أبو داود والترمذي).

– الحكمة من ذلك أن زكاة الفطر تُعتبر صدقة واجبة، فتكون أولى بالقبول من الصدقات التطوعية.

2. تكفير الخطايا:

– قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “زكاة الفطر تكفر خطايا السنة الماضية” (رواه ابن ماجه).

– الحكمة من ذلك أن زكاة الفطر تُعتبر تطهيراً للنفس من الشح والبخل، وتكفيراً للخطايا والذنوب اليسيرة.

3. إدخال السرور على الفقراء والمساكين:

– قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أطعموا الفقراء والمساكين، وأدخِلوا عليهم السرور في هذا العيد” (رواه ابن ماجه).

– الحكمة من ذلك أن زكاة الفطر تُعتبر إدخالاً للسرور على الفقراء والمساكين في يوم العيد، وتعزيزاً للتكافل الاجتماعي.

سادسًا: من تجب عليه زكاة الفطر

1. المسلم الحر:

– تجب زكاة الفطر على كل مسلم حر، سواء كان ذكرًا أو أنثى، صغيرًا أو كبيرًا، عاقلًا أو مجنونًا.

2. المسلم العبد:

– تجب زكاة الفطر على كل مسلم عبد، سواء كان ذكرًا أو أنثى، صغيرًا أو كبيرًا، عاقلًا أو مجنونًا.

3. من تجب عليه نفقتهم:

– تجب زكاة الفطر على من تجب عليهم نفقتهم، مثل الزوجة والأولاد والوالدين، إذا كان المنفق قادرًا على إخراجها عنهم.

سابعًا: من لا تجب عليه زكاة الفطر

1. الكافر:

– لا تجب زكاة الفطر على الكافر، سواء كان ذميًا أو حربيًا.

2. الصبي غير المميز:

– لا تجب زكاة الفطر على الصبي غير المميز، وهو الذي لم يبلغ سن التكليف.

3. الفقير المعدم:

– لا تجب

أضف تعليق