المقدمة:
السجدة من أهم أركان العبادة في الإسلام، وهي تعبير عن الخضوع والذل لله تعالى، وهي واجبة في موضعين في القرآن الكريم، وهما سجدتا التلاوة وسجدتا الشكر، وقد اختلف العلماء في وجوب السجود في القرآن الكريم، فمنهم من قال إنها واجبة ومنهم من قال إنها مستحبة، وفي هذا المقال سوف نناقش أدلة الفريقين ورأي جمهور العلماء في هذه المسألة.
أولاً: أدلة وجوب السجود في القرآن الكريم:
1. قوله تعالى في سورة النحل: “وإذا قرأت القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون”، وقد فسَّر العلماء هذه الآية بأنها تدل على وجوب السجود عند قراءة القرآن الكريم، لأن الاستماع والإنصات هما من علامات الخضوع والذل لله تعالى.
2. قوله تعالى في سورة الحج: “وإذا قرأوا ما أنزل إليهم من ربهم خروا سجداً ويبكون”، وهذه الآية تدل على أن النبي (ص) وأصحابه كانوا يسجدون عند قراءة القرآن الكريم، وهذا يدل على وجوب السجود عند قراءة القرآن الكريم.
3. قوله تعالى في سورة السجدة: “وتراهم راكعين ساجدين يبتغون فضلاً من الله ورضواناً”، وهذه الآية تدل على أن السجود من علامات العبودية لله تعالى، وهذا يدل على وجوب السجود عند قراءة القرآن الكريم.
ثانياً: أدلة عدم وجوب السجود في القرآن الكريم:
1. قوله تعالى في سورة السجدة: “وإذا قرأوا ما أنزل إليهم من ربهم خروا سجداً ويبكون”، وقد فسر العلماء هذه الآية بأنها تدل على أن السجود عند قراءة القرآن الكريم مستحب وليس واجباً، لأن الآية لم تصرح بوجوب السجود.
2. قوله تعالى في سورة النجم: “فاسجدوا لله واسجدوا له”، وقد فسر العلماء هذه الآية بأنها تدل على وجوب السجود لله تعالى وليس عند قراءة القرآن الكريم، لأن الآية لم تذكر قراءة القرآن الكريم.
3. لم يرد في السنة النبوية الصحيحة نص صريح يدل على وجوب السجود عند قراءة القرآن الكريم، وهذا يدل على أن السجود عند قراءة القرآن الكريم مستحب وليس واجباً.
ثالثاً: رأي جمهور العلماء في وجوب السجود في القرآن الكريم:
جمهور العلماء على أن السجود عند قراءة القرآن الكريم مستحب وليس واجباً، وذلك لأن الأدلة التي استدل بها القائلون بوجوب السجود في القرآن الكريم غير صريحة في الدلالة على وجوب السجود، ولأن عدم ورود نص صريح في السنة النبوية يدل على عدم وجوب السجود.
رابعاً: حكم من ترك السجود عند قراءة القرآن الكريم:
من ترك السجود عند قراءة القرآن الكريم لا يعتبر آثماً، لأن السجود عند قراءة القرآن الكريم مستحب وليس واجباً، ولكن يسن له أن يسجد عند قراءة القرآن الكريم لأن السجود من علامات العبودية لله تعالى.
خامساً: مواضع السجود في القرآن الكريم:
عدد مواضع السجود في القرآن الكريم أربعة عشر موضعاً، وهي: سورة الأعراف، الرعد، النحل، الإسراء، مريم، الحج، الفرقان، النمل، السجدة، ص، فصلت، النجم، الانشقاق، والتكوير.
سادساً: كيفية السجود في القرآن الكريم:
كيفيّة السجود في القرآن الكريم ككيفيّة السجود في الصلاة، فيكبر المصلي تكبيرة الإحرام ثم يضع ركبتيه ثم يديه ثم جبهته وأنفه على الأرض، ثم يعتدل رافعاً رأسه ثم يسجد مرة أخرى، ثم يتشهد ويسلِّم.
سابعاً: فضل السجود في القرآن الكريم:
السجود في القرآن الكريم من أعظم القربات إلى الله تعالى، وهو سبب لمغفرة الذنوب ورفع الدرجات، وقد ورد في السنة النبوية الصحيحة أن النبي (ص) قال: “أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء”.
الخلاصة:
السجود في القرآن الكريم مستحب وليس واجباً، ومن ترك السجود عند قراءة القرآن الكريم لا يعتبر آثماً، ولكن يسن له أن يسجد عند قراءة القرآن الكريم لأن السجود من علامات العبودية لله تعالى، ومواضع السجود في القرآن الكريم أربعة عشر موضعاً، وكيفيّة السجود في القرآن الكريم ككيفيّة السجود في الصلاة، والسجود في القرآن الكريم من أعظم القربات إلى الله تعالى، وهو سبب لمغفرة الذنوب ورفع الدرجات.