اللهم إنا مغلوبون فانتصر
المقدمة:
اللهم إنا مغلوبون فانتصر، هي دعوة المؤمنين إلى الله تعالى طلبًا للنصر والغلبة على أعدائهم، وقد وردت هذه الدعوة في القرآن الكريم والسنة النبوية، وهي من الأدعية التي يكثر ترديدها في أوقات الشدة والمحن، فهي بمثابة صرخة استغاثة إلى الله تعالى لنجدتهم وتخليصهم من الظلم والاضطهاد.
1. فضل الدعاء بالنصر:
الدعاء بالنصر من العبادات العظيمة التي يتقرب بها المؤمن إلى الله تعالى، وقد ورد في فضل الدعاء بالنصر أحاديث كثيرة منها:
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدعاء هو العبادة”، وفي رواية: “الدعاء مخ العبادة”.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدعاء سلاح المؤمن وعماد الدين ونور السماوات والأرض”.
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: “ليس شيء أنجى من الدعاء”.
2. شروط الدعاء بالنصر:
الدعاء بالنصر عبادة عظيمة لها شروطها التي يجب توافرها حتى يتقبلها الله تعالى، ومن هذه الشروط:
الإخلاص لله تعالى، بأن يكون الداعي مخلصًا في دعائه لله تعالى وحده، لا يشرك به أحدًا، ولا يقصد به رياء أو سمعة.
اليقين بالإجابة، بأن يوقن الداعي بأن الله تعالى سيجيب دعاءه، فالدعاء من دون يقين بالإجابة لا يعتبر دعاءً حقيقيًا.
الحضور والخشوع، بأن يحضر الداعي قلبه وخشوعه عند الدعاء، فلا يكون قلبه شاردًا أو مشغولاً بأمور أخرى.
إلحاح الداعي في دعائه، بأن يلح في دعائه ولا يمل منه، فالإلحاح في الدعاء من علامات الإخلاص واليقين.
الدعاء في أوقات الإجابة، بأن يدعو الداعي في أوقات الإجابة، مثل الثلث الأخير من الليل، أو بين الأذان والإقامة، أو بعد صلاة الفجر، أو عند نزول المطر، أو عند رؤية الكعبة، أو عند رؤية الهلال الجديد.
3. آداب الدعاء بالنصر:
الدعاء بالنصر عبادة لها آدابها التي يجب مراعاتها حتى يتقبلها الله تعالى، ومن هذه الآداب:
أن يكون الداعي طاهرًا في بدنه وثيابه، فالدعاء على طهارة أفضل من الدعاء على غير طهارة.
أن يكون الداعي مستقبل القبلة، فالدعاء مستقبل القبلة أفضل من الدعاء على غير القبلة.
أن يرفع الداعي يديه عند الدعاء، فرفع اليدين عند الدعاء من السنة النبوية.
أن يدعو الداعي بصوت خفيض، فالدعاء بصوت خفيض أفضل من الدعاء بصوت مرتفع.
أن يدعو الداعي بلسان عربي فصيح، فالدعاء بلسان عربي فصيح أفضل من الدعاء بغير لغة عربية.
4. صيغ الدعاء بالنصر:
الدعاء بالنصر عبادة عظيمة لها صيغ متعددة، ومن هذه الصيغ:
اللهم إنا مغلوبون فانتصر.
اللهم انصرنا على أعدائنا.
اللهم أعزنا وأذل أعدائنا.
اللهم اكفنا شر أعدائنا.
اللهم احفظنا من شر أعدائنا.
اللهم اجعلنا غالبين على أعدائنا.
اللهم اجعلنا منصورين على أعدائنا.
5. مواقف من الدعاء بالنصر:
الدعاء بالنصر عبادة عظيمة لها مواقف كثيرة، ومن هذه المواقف:
موقف الدعاء بالنصر في الجهاد، فالجهاد سبيل من سبل نصرة دين الله تعالى، والدعاء بالنصر في الجهاد من العبادات العظيمة التي يتقرب بها المؤمن إلى الله تعالى.
موقف الدعاء بالنصر في الكروب والشدائد، فالكروب والشدائد من مواقف الدعاء بالنصر، فالمؤمن يدعو الله تعالى أن ينصره على الكروب والشدائد ويفرج عنه كربه.
موقف الدعاء بالنصر في الفتن والاضطرابات، فالفتن والاضطرابات من مواقف الدعاء بالنصر، فالمؤمن يدعو الله تعالى أن ينصره على الفتن والاضطرابات ويقيه شرها.
6. استجابة الدعاء بالنصر:
الدعاء بالنصر عبادة عظيمة لها استجابات كثيرة، ومن هذه الاستجابات:
نصرة الله تعالى للمؤمنين على أعدائهم، فالله تعالى هو المنصور لعباده المؤمنين، وهو الذي ينصرهم على أعدائهم، وقد ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية أحاديث كثيرة تبشر بنصرة الله تعالى للمؤمنين.
إعزاز الله تعالى للمؤمنين، فالله تعالى هو المعز للمؤمنين، وهو الذي يعزهم ويذل أعدائهم، وقد ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية أحاديث كثيرة تبشر بإعزاز الله تعالى للمؤمنين.
حفظ الله تعالى للمؤمنين من شر أعدائهم، فالله تعالى هو الحافظ لعباده المؤمنين، وهو الذي يحفظهم من شر أعدائهم، وقد ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية أحاديث كثيرة تبشر بحفظ الله تعالى للمؤمنين.
الخاتمة:
الدعاء بالنصر عبادة عظيمة يتقرب بها المؤمن إلى الله تعالى، وللدعاء بالنصر فضل كبير وثواب عظيم، وللدعاء بالنصر شروط وآداب يجب مراعاتها حتى يتقبلها الله تعالى، وللدعاء بالنصر صيغ متعددة، وللدعاء بالنصر مواقف كثيرة، وللدعاء بالنصر استجابات عظيمة، فالدعاء بالنصر عبادة عظيمة لها أثر كبير في حياة المؤمن، فالمؤمن الذي يدعو الله تعالى بالنصر يزيد إيمانه ويقينه وتوكله على الله تعالى، ويشعر بالأمن والطمأنينة والسكينة، ويكون أقوى وأشد على أعدائه، وأكثر ثقة بنفسه وبمقدرته على مواجهة التحديات والمشكلات التي تواجهه.