بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم اجرنا من الفتن ماظهر منها ومابطن
المقدمة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فإن الفتن من الأمور العظيمة التي حذرنا منها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد قال: “ستكون فتن كقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا” وقال: “إن أعظم الفتن فتنة الدجال”، فالدعاء اللهم اجرنا من الفتن ماظهر منها ومابطن هو من الأدعية المهمة التي يجب أن ندعو بها الله عز وجل في كل وقت وحين.
أولا: أسباب حدوث الفتن:
1. الجهل: إن الجهل من أسباب حدوث الفتن، لأن الجاهل لا يعرف الحق من الباطل، ولا يعرف حكم الله في الأشياء، فيكون عرضه للوقوع في الفتن، كمن يفتن بقول الدجال أو فتنة المسيح الدجال.
2. الهوى: إن الهوى من أسباب حدوث الفتن، لأن صاحب الهوى لا يتبع الحق، وإنما يتبع شهواته وأهوائه، فيكون عرضه للوقوع في الفتن، كمن يفتن بحب الدنيا أو بحب الجاه أو بحب المال.
3. الشيطان: إن الشيطان من أسباب حدوث الفتن، لأنه عدو الإنسان، وهو يسعى لإغوائه وإضلاله، فيكون عرضه للوقوع في الفتن، كمن يفتن بالكفر أو بالشرك أو بالمعاصي.
ثانيا: أقسام الفتن:
1. الفتن الظاهرة: وهي الفتن التي تظهر للناس، كالحروب والنزاعات والفتن السياسية والفتن الاقتصادية والفتن الاجتماعية.
2. الفتن الباطنة: وهي الفتن التي لا تظهر للناس، كالشكوك والشبهات والوساوس التي تقع في قلب الإنسان.
3. الفتن الكبرى: وهي الفتن التي تحدث في آخر الزمان، كفتنة الدجال وفتنة المسيح الدجال وفتنة يأجوج ومأجوج.
ثالثا: آثار الفتن:
1. هلاك النفوس: تؤدي الفتن إلى هلاك النفوس، لأن الناس يقتلون بعضهم بعضا، كما حدث في الحروب والفتن التي وقعت في الماضي.
2. خراب البلاد: تؤدي الفتن إلى خراب البلاد، لأن الناس يهدمون بيوتهم ومدنهم وقراهم، كما حدث في الحروب والفتن التي وقعت في الماضي.
3. انعدام الأمن: تؤدي الفتن إلى انعدام الأمن، لأن الناس لا يأمنون على أنفسهم ولا على أموالهم ولا على أهلهم، كما حدث في الحروب والفتن التي وقعت في الماضي.
رابعا: كيفية الوقاية من الفتن:
1. الإيمان بالله تعالى: إن الإيمان بالله تعالى هو أفضل وقاية من الفتن، لأن المؤمن يعلم أن الله تعالى هو الذي يقدر الأمور، وهو الذي يحمي عباده من الفتن، كما قال تعالى: “وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَأَنْبِيَائِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ”.
2. اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم هو من أفضل وقاية من الفتن، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حذرنا من الفتن وأخبرنا بكيفية الوقاية منها، كما قال: “يا أيها الناس اتقوا الفتن كما تتقون الأسد في غابته”.
3. الدعاء الله تعالى: إن الدعاء الله تعالى هو من أفضل وقاية من الفتن، لأن الله تعالى هو الذي يحمي عباده من الفتن، كما قال تعالى: “وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُضِلَّ أَوْ أُضَلَّ أَوْ أَظْلِمَ أَوْ يُظْلَمَ عَلَيَّ أَوْ أَفْتِنَ أَوْ يُفْتَنَ عَنِّي”.
خامسا: علاج الفتن:
1. الحكمة والموعظة الحسنة: إن الحكمة والموعظة الحسنة من أفضل الطرق لعلاج الفتن، لأنها تساعد على إقناع الناس بالح