اللهم اجعلنا عند النعماء من الشاكرين

No images found for اللهم اجعلنا عند النعماء من الشاكرين

اللهم اجعلنا عند النعماء من الشاكرين

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين.

إن الحمد لله والشكر له من أعظم العبادات وأجلها وأفضلها، فالحمد لله هو الثناء على الله تعالى بصفات كماله وجلاله ونعمه وإحسانه، والشكر لله هو الاعتراف بنعمه وإظهاره بالقول والفعل.

وقد أمرنا الله تعالى في كتابه العزيز بالحمد والشكر له في كثير من الآيات، فقال سبحانه وتعالى: {وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد} (إبراهيم: 7)، وقال تعالى: {وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الله لغفور رحيم} (النحل: 18)، وقال تعالى: {وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الله لعفو غفور} (إبراهيم: 34).

1. فضل الشكر لله تعالى:

لشكر لله تعالى فضل عظيم وثواب جزيل، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من لم يشكر الناس لم يشكر الله”، وقال عليه الصلاة والسلام: “من أنعم الله عليه نعمة فلم يحمد الله عليها فقد استخفاف بنعمة الله”، وقال عليه الصلاة والسلام: “الشاكر لله شكور للناس”.

ولشكر لله تعالى آثار عظيمة في حياة الإنسان، فهو يزيد في نعم الله تعالى ويبارك فيها، ويحفظ الإنسان من الزوال والبوار، ويقربه من الله تعالى ويرفع درجته عنده، ويدفع عنه السوء ويستجيب دعاءه، وييسر أموره ويفرج كربه، ويجعل قلبه مطمئنًا وروحه راضية.

2. شكر الله تعالى بالقول:

من أهم صور شكر الله تعالى بالقول هو الحمد والثناء عليه، وذلك بذكر أسمائه الحسنى وصفاته العلى ونعمه وإحسانه، سواء كان ذلك في الصلاة أم في الدعاء أم في غيرهما من أقوال الإنسان.

ومن صور شكر الله تعالى بالقول أيضًا التكبير والتهليل والتحميد، وذلك بقول: “الله أكبر”، “لا إله إلا الله”، “الحمد لله”، وما أشبه ذلك من الأقوال التي تعبر عن تعظيم الله تعالى وتوحيده وتمجيده والحمد له.

ومن صور شكر الله تعالى بالقول أيضًا الدعاء له تعالى وطلب الزيادة من فضله ونعمه، وذلك بقول: “اللهم زدني علمًا”، “اللهم ارزقني رزقًا طيبًا”، “اللهم عافني في بدني”، وما أشبه ذلك من الأدعية التي تعبر عن رغبة الإنسان في المزيد من نعم الله تعالى وإحسانه.

3. شكر الله تعالى بالفعل:

من أهم صور شكر الله تعالى بالفعل هو طاعة أوامره واجتناب نواهيه، وذلك بأن يؤدي الإنسان ما افترض الله عليه من عبادات كالصلاة والصيام والزكاة والحج، وأن يبتعد عن كل ما حرم الله عليه من محرمات كالشرك والزنا والربا والقتل والسرقة، وما أشبه ذلك من المعاصي والآثام.

ومن صور شكر الله تعالى بالفعل أيضًا الإحسان إلى خلقه وإفادتهم بما ينفعهم، وذلك بأن يعين الإنسان المحتاج ويرحم الضعيف وينصف المظلوم وينشر الخير في الأرض، وما أشبه ذلك من الأعمال الصالحة التي تعود بالنفع على الإنسان نفسه وعلى غيره.

ومن صور شكر الله تعالى بالفعل أيضًا الرضا بقضائه وقدره، وذلك بأن يصبر الإنسان على ما يبتليه الله تعالى به من شدائد ومصائب وأحزان، ويسلم أمره لله تعالى ويوقن بأن الله تعالى حكيم في كل ما يفعل، وأن ما يصيبه من شر إنما هو ابتلاء واختبار من الله تعالى له.

4. شكر الله تعالى بالنعم:

من صور شكر الله تعالى بالنعم هو استخدامها فيما خلقها الله تعالى له، وذلك بأن يستخدم الإنسان ماله في طاعة الله تعالى وإصلاح نفسه وإعانة غيره، وأن يستخدم علمه في نشر الخير والهداية، وأن يستخدم قوته في الدفاع عن الحق ونصرة المظلوم، وما أشبه ذلك من الاستخدامات التي تعود بالنفع على الإنسان نفسه وعلى غيره.

ومن صور شكر الله تعالى بالنعم هو حفظها وعدم إضاعتها أو تبديدها، وذلك بأن يحفظ الإنسان ماله من الضياع والسرقة، وأن يحفظ علمه من النسيان والضياع، وأن يحفظ قوته من الضعف والوهن، وما أشبه ذلك من صور الحفظ التي تحافظ على النعم وتمنعها من الزوال والضياع.

ومن صور شكر الله تعالى بالنعم هو شكر الناس عليها، وذلك بأن يعترف الإنسان بنعم الله تعالى عليه ويتحدث عنها بطريقة إيجابية، وأن يشكر الناس الذين ساعدوه في الحصول على هذه النعم، وما أشبه ذلك من صور الشكر التي تعبر عن اعتراف الإنسان بنعم الله تعالى عليه وتقديره لها.

5. شكر الله تعالى في السراء والضراء:

من علامات الشكر لله تعالى الحقيقي هو شكر الله تعالى في السراء والضراء، وذلك بأن يشكر الإنسان الله تعالى على نعمه في وقت الرخاء واليسر، وأن يشكره تعالى على صبره واحتسابه في وقت الشدة والعسر.

فالحمد لله تعالى على نعمه التي لا تحصى ولا تعد، والحمد لله تعالى على صبره واحتسابه في وقت الشدة والعسر، والحمد لله تعالى على كل حال.

6. شكر الله تعالى على نعمة الإسلام:

من أعظم النعم التي أنعم الله تعالى بها علينا هي نعمة الإسلام، فالإسلام هو دين الحق الذي يهدي الإنسان إلى الصراط المستقيم ويبعده عن طريق الضلال والغي، والإسلام هو دين الرحمة الذي يأمر بالخير وينهي عن الشر، والإسلام هو دين العدل الذي يساوي بين الناس ويحقق لهم حقوقهم.

فالحمد لله تعالى على نعمة الإسلام، والحمد لله تعالى على أن هدانا إلى الصراط المستقيم، والحمد لله تعالى على أن نجانا من الضلال والغي.

7. شكر الله تعالى على نعمة الأمن والأمان:

من أعظم النعم التي أنعم الله تعالى بها علينا هي نعمة الأمن والأمان، فالأمن والأمان من أهم مقومات الحياة الكريمة، فالإنسان لا يمكن أن يعيش في سعادة وراحة إلا إذا كان آمنًا مطمئنًا على نفسه وماله وعرضه.

فالحمد لله تعالى على نعمة الأمن والأمان، والحمد لله تعالى على أن جعلنا في بلد آمن مطمئن، والحمد لله تعالى على أن جنبنا شرور الفتن والصراعات.

الخاتمة:

إن الحمد لله والشكر له من أعظم العبادات وأجلها وأفضلها، فالحمد لله هو الثناء على الله تعالى بصفات كماله وجلاله ونعمه وإحسانه، والشكر لله هو الاعتراف بنعمه وإظهاره بالقول والفعل.

وقد أمرنا الله تعالى في كتابه العزيز بالحمد والشكر له في كثير من الآيات، ولشكر الله تعالى فضل عظيم وثواب جزيل، وشكر الله تعالى يكون بالقول والفعل وبالنعم.

ومن علامات الشكر لله تعالى الحقيقي هو شكر الله تعالى في السراء والضراء، وشكر الله تعالى على نعمة الإسلام، وشكر الله تعالى على نعمة الأمن والأمان.

فنسأل الله تعالى أن يجعلنا من الشاكرين لنعمه، وأن يزيدنا من فضله وإحسانه.

أضف تعليق