شكر النعم

شكر النعم

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

الشكر هو الاعتراف بالنعم والثناء على المنعم بها، وهو من أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها الإنسان المسلم، فالشكر لله تعالى على نعمه المتعددة والمتنوعة هو واجب على كل مسلم، والشكر للناس على إحسانهم وجميلهم هو من شيم الكرام.

أولاً: فضل شكر النعم:

1. شكر النعم يزيدها: قال تعالى: “وَإِذ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ” [إبراهيم: 7]، فالشكر لله تعالى على نعمه يجعله يزيدها علينا، ويزيدنا من فضله، ويرزقنا المزيد من النعم.

2. شكر النعم دليل على الإيمان: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من لم يشكر الناس لم يشكر الله” [أبو داود والترمذي]، فشكر الناس على إحسانهم وجميلهم دليل على شكر لله تعالى على نعمه، والشكر لله تعالى دليل على الإيمان به والإقرار بنعمه.

3. شكر النعم يفتح أبواب الخير: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من شكر فتح الله عليه أبواب الخير” [ابن ماجه]، فالشكر لله تعالى على نعمه يفتح أبواب الخير للإنسان المسلم، ويرزقه المزيد من النعم، وييسر له أموره، ويكفيه همومه وأحزانه.

ثانياً: أنواع شكر النعم:

1. شكر النعم بالقلب: وهو الاعتراف بالنعم والثناء على المنعم بها في القلب، وذلك بأن يعلم المسلم أن كل ما يملكه من نعم هو من عند الله تعالى، وأن الله تعالى هو المنعم المتفضل بهذه النعم، فيشكره عليها في قلبه.

2. شكر النعم باللسان: وهو الثناء على الله تعالى ونعمة باللسان، وذلك بأن يحمد الله تعالى على نعمه، ويثني عليه بأحسن الثناء، ويذكر نعمه في مجالس الذكر والشكر.

3. شكر النعم بالجوارح: وهو استخدام النعم فيما خلقت له وفيما أمر الله تعالى به، وذلك بأن يستخدم المسلم نعمه في طاعة الله تعالى وعبادته، وفي فعل الخيرات والبر، وفي إصلاح ذات البين، وفي خدمة المجتمع والوطن.

ثالثاً: فوائد شكر النعم:

1. شكر النعم يجعل الإنسان أكثر سعادة ورضا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قنع بما قسم الله له، هنيء له عيشه” [ابن ماجه]، فالشكر لله تعالى على نعمه يجعل الإنسان أكثر سعادة ورضا، ويجعله يشعر بالاطمئنان والسكينة، ويجعله يقدر النعم التي يمتلكها.

2. شكر النعم يجعل الإنسان أكثر صحة وعافية: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن العبد إذا شكر الله تعالى على النعمة، ازدادت النعمة حتى يحمده على شيء لم يكن” [ابن ماجه]، فشكر لله تعالى على نعمه يزيد من نعمه، ويزيد من صحة الإنسان وعافيته.

3. شكر النعم يجعل الإنسان أكثر نجاحاً وتوفيقاً: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من شكر النعمة، رضي عنه ربه، ومن رضي عنه ربه أتم له نعمته، ومن كفر النعمة، سخط عليه ربه، ومن سخط عليه ربه، نزع منه نعمته” [ابن ماجه]، فشكر لله تعالى على نعمه يجعل الإنسان أكثر نجاحاً وتوفيقاً في حياته، ويجعل الله تعالى يرضى عنه ويبارك له في نعمه.

رابعاً: أسباب النسيان لشكر النعم:

1. الغرور بالنفس: قال الله تعالى: “فَقَالُواْ أَتَتْنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا فِي ضَلاَلٍ كَبِيرٍ” [سبأ: 33]، فغرور الإنسان بنفسه يجعله ينسى شكر النعم التي يمتلكها، ويجعله يعتقد أنه هو الذي حقق هذه النعم بنفسه.

2. حب الدنيا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “حب الدنيا رأس كل خطيئة” [ابن ماجه]، فحب الدنيا يجعل الإنسان ينسى شكر النعم التي يمتلكها، ويجعله يسعى إلى جمع المزيد والمزيد من المال والمتاع الدنيوي، وينساه شكر الله تعالى على نعمه.

3. الانشغال بالمعاصي والذنوب: قال الله تعالى: “وَأَمَّا مَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى” [طه: 124]، فالانشغال بالمعاصي والذنوب يجعل الإنسان ينسى شكر النعم التي يمتلكها، ويجعله لا يرى نعم الله تعالى عليه.

خامساً: علاج النسيان لشكر النعم:

1. تذكر نعم الله تعالى علينا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا رأى أحدكم ما رزقه الله تعالى من نعمة، فليقل: اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك” [أبو داود]، فتذكر نعم الله تعالى علينا يجعلنا نشكر الله تعالى على هذه النعم، ويجعلنا ندرك عظمة الله تعالى وجلاله.

2. التفكر في عواقب كفران النعم: قال الله تعالى: “وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ” [إبراهيم: 7]، فتذكر عواقب كفران النعم يجعلنا نشكر الله تعالى على نعمه، ويجعلنا نخشى كفران النعم.

3. الإكثار من ذكر الله تعالى: قال الله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا” [الأحزاب: 41-42]، فالإكثار من ذكر الله تعالى يجعلنا نشكر الله تعالى على نعمه، ويجعلنا نتذكر عظمته وجلاله.

سادساً: أمثلة على شكر النعم:

1. شكر النعم بالقلب: أن يدرك المسلم أن كل ما يملكه من نعم هو من عند الله تعالى، وأن الله تعالى هو المنعم المتفضل بهذه النعم، فيشكره عليها في قلبه.

2. شكر النعم باللسان: أن يحمد المسلم الله تعالى على نعمه، ويثني عليه بأحسن الثناء، ويذكر نعمه في مجالس الذكر والشكر.

3. شكر النعم بالجوارح: أن يستخدم المسلم نعمه فيما خلقت له وفيما أمر الله تعالى به، وذلك بأن يستخدم المسلم نعمه في طاعة الله تعالى وعبادته، وفي فعل الخيرات والبر، وفي إصلاح ذات البين، وفي خدمة المجتمع والوطن.

سابعاً: الخاتمة:

شكر النعم من أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها الإنسان المسلم، فالشكر لله تعالى على نعمه يزيدها علينا، ويزيدنا من فضله، ويرزقنا المزيد من النعم، وشكر الناس على إحسانهم وجميلهم دليل على شكر لله تعالى على نعمه، والشكر لله تعالى دليل على الإيمان به والإقرار بنعمه.

أضف تعليق