No images found for اللهم اكفني بحلالك عن حرامك للرزق
اللهم اكفني بحلالك عن حرامك للرزق
مقدمة
إن الرزق هو ما ينعم الله به على عباده من طعام وشراب وكسوة ومسكن وغير ذلك مما يحتاجون إليه في حياتهم، وهو من الأمور التي يجب على الإنسان أن يسعى إليها ويكدح من أجل الحصول عليها، ولكن يجب عليه أن يسعى إليها بطريقة مشروعة وحلال، وأن يتجنب الطرق المحرمة التي نهى الله عنها، وذلك لأن الله تعالى قد وعد عباده بأن يرزقهم من حيث لا يحتسبون إذا اتقوه وأطاعوه، فقال تعالى: ﴿وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ﴾ [الطلاق: 2-3].
الفقرات الفرعية:
1. البركة في الرزق الحلال:
– إن الرزق الحلال مبارك فيه، فمن أكله نال بركته في بدنه وماله وأهله وولده، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الحلال بين والحرام بين، وبينهما مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه» [رواه مسلم].
– ومن بركة الرزق الحلال أنه يجعل صاحبه شاكراً لله تعالى، قانعاً بما قسم له، بعيداً عن الطمع والجشع والحسد، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله عز وجل يحب العبد التقي الغني الخفي» [رواه الترمذي].
2. الابتعاد عن الرزق الحرام:
– يجب على المسلم أن يبتعد عن الرزق الحرام، وذلك لأنه من الأمور التي نهى الله عنها ولعن فاعلها، فقال تعالى: ﴿وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ﴾ [الأنعام: 121]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «من أكل لقمة حرام حرم الله عليه الجنة أربعين عاماً، وإن لحم الحرام لا ينمى، وإن الله تعالى ليمقت العبد يأكل الحرام ويشرب الحرام ويلبس الحرام، ويتصدق بالحرام» [رواه أحمد].
– ومن أضرار الرزق الحرام أنه يجعل صاحبه فاجراً آثماً، بعيداً عن الله تعالى، معرضاً لسخطه وغضبه، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من اكتسب مالاً من حرام حرم الله عليه أن يدعو الله فيستجاب له، أو ينفق فيصيب خيراً» [رواه أحمد].
3. السعي في الرزق الحلال:
– يجب على المسلم أن يسعى في الرزق الحلال، وذلك لأن السعي في الرزق الحلال من العبادات التي يتقرب بها إلى الله تعالى، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ما من مسلم يخرج في طلب الرزق الحلال إلا كان في عبادة حتى يرجع» [رواه الترمذي].
– ومن آداب السعي في الرزق الحلال أن يكون بطريقة مشروعة، وأن يكون في حدود الطاقة والقدرة، وأن لا يضر بالآخرين، وأن لا يؤدي إلى ترك الواجبات الدينية، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من طلب الدنيا حلالاً استعفاً وأغنى، ومن طلبها من غير حلال أفقره وأتعب» [رواه الترمذي].
4. الرضا بالقسمة الإلهية:
– يجب على المسلم أن يرضى بالقسمة الإلهية، وذلك لأن الرزق بيد الله تعالى، وهو الذي يقدره ويقسمه بين عباده كما يشاء، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله قسم الأرزاق بين العباد قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة» [رواه الترمذي].
– ومن علامات الرضا بالقسمة الإلهية أن يكون العبد شاكراً لله تعالى على ما أعطاه، وأن لا يحسده على ما أعطى غيره، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من رضي بما قسم له أغناه الله، ومن سخط بما قسم له لم يغن عنه شيء» [رواه أحمد].
5. التوكل على الله تعالى في الرزق:
– يجب على المسلم أن يتوكل على الله تعالى في الرزق، وذلك لأن الله تعالى هو الرزاق ذو الفضل العظيم، وهو الذي يرزق من يشاء بغير حساب، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لو أنكم توكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصاً وتروح بطاناً» [رواه الترمذي].
– ومن ثمرات التوكل على الله تعالى في الرزق أن يطمئن قلب العبد ويستقر، وأن لا يحزن ولا يقلق على رزقه، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من اتقى الله رزقه الله من حيث لا يحتسب» [رواه الترمذي].
6. الحسد والرزق:
– يجب على المسلم أن يحذر من الحسد، وذلك لأن الحسد من الأمور التي تدمر الرزق وتقطع البركة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إياكم والحسد، فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب» [رواه أبو داود].
– ومن أضرار الحسد أنه يجعل صاحبه ساخطاً على قسمة الله تعالى، حاق