اللَّهُمَّ إنَّكَ تُحِبُّ العَفْوَ فاعْفُ عَنَّا
المقدمة:
إن الله تعالى غفور رحيم، وهو يحب العفو والتجاوز عن عباده، قال تعالى: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى} [طه: 82]. وقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “إن الله تعالى ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: هل من سائل فأعطيه؟ هل من داع فأستجيب له؟ هل من مستغفر فأغفر له؟” [رواه البخاري ومسلم].
العفو عن الذنوب والمعاصي:
1. الذنوب والمعاصي: الذنوب هي كل ما نهى الله تعالى عنه من الأقوال والأفعال، والمعاصي هي ما نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد تكون الذنوب والمعاصي صغيرة أو كبيرة، فالصغيرة هي التي لا توجب عقوبة في الدنيا ولا في الآخرة، أما الكبيرة فهي التي توجب عقوبة في الدنيا أو في الآخرة، أو في كليهما.
2. توبة العبد من الذنوب والمعاصي: التوبة هي الندم على الذنب مع العزم على تركه وعدم العودة إليه، والتوبة واجبة على كل مسلم مذنب، قال تعالى: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور: 31].
3. عفو الله تعالى عن الذنوب والمعاصي: إن الله تعالى غفور رحيم، وهو يحب العفو والتجاوز عن عباده، قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [البقرة: 173]. وقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “التائب من الذنب كمن لا ذنب له” [رواه ابن ماجه].
فضل العفو والتجاوز عن الناس:
1. الفضل الكبير: إن العفو والتجاوز عن الناس من الأخلاق الكريمة التي يتحلى بها المؤمنون، قال تعالى: {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [النور: 22]. وقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “أفضل الناس عند الله تعالى يوم القيامة أحسنهم خلقًا، الذين يألفون ويؤلفون” [رواه الترمذي].
2. بناء العلاقات الاجتماعية القوية: إن العفو والتجاوز عن الناس يساعد على بناء علاقات اجتماعية قوية ومتينة، قال تعالى: {وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَاعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} [الأعراف: 199]. وقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “خير الناس من نفع الناس” [رواه البخاري ومسلم].
3. نيل رضا الله تعالى: إن العفو والتجاوز عن الناس من الأعمال التي يحبها الله تعالى ويرضاها، قال تعالى: {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا} [النساء: 86]. وقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “إن الله تعالى قال: إني عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإذا ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإذا ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه” [رواه البخاري ومسلم].
كيف نطلب العفو من الله تعالى؟
1. الدعاء والتضرع: إن الدعاء والتضرع إلى الله تعالى من أفضل العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، قال تعالى: {وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} [الأعراف: 56]. وقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “الدعاء هو العبادة” [رواه الترمذي].
2. التوبة النصوح: التوبة النصوح هي التوبة التي تنبع من القلب، والتي يعزم العبد فيها على ترك الذنب وعدم العودة إليه، قال تعالى: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور: 31]. وقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “التائب من الذنب كمن لا ذنب له” [رواه ابن ماجه].
3. الإكثار من الأعمال الصالحة: إن الإكثار من الأعمال الصالحة يكفر السيئات، قال تعالى: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} [هود: 114]. وقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من تصدق بصدقة أطفأت ذنبه كما يطفئ الماء النار” [رواه الترمذي].
كيف نعفو عن الناس؟
1. القدرة على العفو: إن العفو والتجاوز عن الناس يحتاج إلى قدرة كبيرة على التحمل والصبر، قال تعالى: {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [النور: 22]. وقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “لا تغضب ولا