اللهم إنك تحب العفو فاعف عنا
مقدمة:
في رحاب الدعاء والتضرع إلى الله سبحانه وتعالى، نرفع أكف الضراعة إليه، راجين عفوه ومغفرته. اللهم إنك تحب العفو فاعف عنا، واغفر لنا ذنوبنا وتجاوز عن سيئاتنا، وارحمنا برحمتك الواسعة، وأدخلنا جناتك بغير حساب ولا سابق عذاب.
1. فضل العفو عند الله تعالى:
العفو من صفات الله تعالى العظيمة، وهو يدل على رحمته ورأفته بعباده.
يحب الله تعالى العفو عن عباده، ويفرح بتوبتهم ورجوعهم إليه.
وعد الله تعالى بالعفو والمغفرة لمن تاب وأناب إليه، واستغفر من ذنوبه.
2. أسباب العفو عند الله تعالى:
التوبة النصوح: هي الرجوع إلى الله تعالى بصدق وندم على الذنوب، والعزم على عدم العودة إليها.
الاستغفار: هو طلب المغفرة من الله تعالى، والتضرع إليه أن يغفر الذنوب ويمحوها.
الإحسان إلى الآخرين: من أحسن إلى الآخرين وأحسن إليهم، أحسن الله إليه وغفر له ذنوبه.
الدعاء: الدعاء إلى الله تعالى بالعفو والمغفرة، من أفضل العبادات التي تقرب العبد إلى ربه.
3. ثمرات العفو عند الله تعالى:
مغفرة الذنوب: العفو عند الله تعالى يعني مغفرة الذنوب والتجاوز عنها.
دخول الجنة: وعد الله تعالى بالجنة لمن غفر له ذنوبه، وعفا عنه.
رضا الله تعالى: العفو عند الله تعالى يعني رضا الله تعالى عن عبده، وهذا من أعظم نعم الله تعالى على عباده.
4. العفو عند الله تعالى في القرآن الكريم:
قال الله تعالى في القرآن الكريم: “وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحًا ثم اهتدى” (طه: 82).
قال الله تعالى: “قل لعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعًا إنه هو الغفور الرحيم” (الزمر: 53).
قال الله تعالى: “وأنتم تتولون حتى إذا أتاكم الموت ولّيت وجوهكم إليه وقال المنافقون إنا كنا نلهو معكم قالوا بل أنتم كنتم لا تؤمنون” (الأنفال: 55).
5. العفو عند الله تعالى في السنة النبوية:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه” (مسلم).
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها” (مسلم).
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “قال الله تعالى: يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئًا لأتيتك بقراب الأرض مغفرة” (الترمذي).
6. العفو عند الله تعالى عند السلف الصالح:
قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله: “العفو زينة الكريم، وهو خلق الله تعالى”.
قال الإمام الشافعي رحمه الله: “العفو أجمل من الانتقام، وأكرم من المكافأة”.
قال الإمام ابن القيم رحمه الله: “العفو هو الذي يعطي من حرم، ويعفو عمن ظلم، ويصفح عمن أساء”.
7. العفو عند الله تعالى في الحضارات والثقافات المختلفة:
في الحضارة الإسلامية، يعتبر العفو من أهم القيم الأخلاقية، وهو من صفات المؤمنين الصالحين.
في الحضارة المسيحية، يعتبر العفو من أهم تعاليم السيد المسيح عليه السلام، وهو من الفضائل التي يجب أن يتحلى بها المسيحيون.
في الحضارة اليهودية، يعتبر العفو من أهم وصايا الله تعالى، وهو من الفرائض التي يجب على اليهود الالتزام بها.
الخاتمة:
إن العفو عند الله تعالى من أعظم نعمه على عباده، وهو من صفات المؤمنين الصالحين. نسأل الله تعالى أن يغفر لنا ذنوبنا ويعفو عنا، ويدخلنا جناته بغير حساب ولا سابق عذاب.