No images found for اللهم انك عفو تحب العفو حديث
اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني
مقدمة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فإن من أعظم أسماء الله الحسنى وأحبها إليه “العفو”، وهو سبحانه وتعالى عفو يحب العفو، ويحب أن يتوب إليه عباده ويغفر لهم ذنوبهم وخطاياهم، وقد ورد في الحديث القدسي الشريف عن الله تعالى: “يا عبادي أنتم تخطئون بالليل والنهار، وأنا أغفر الذنوب جميعًا، فاستغفروني أغفر لكم”.
الرحيم الغفور:
-الله سبحانه وتعالى رحيم بعباده، يغفر لهم ذنوبهم وخطاياهم ويتجاوز عنهم، قال تعالى: “وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ” (الشورى: 25).
-وعلى العبد أن لا يغتر برحمة الله تعالى ومغفرته، وأن يسارع إلى التوبة والاستغفار قبل فوات الأوان، قال تعالى: “وَأَنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ” (الأنعام: 12).
-وأن يتذكر أن رحمة الله واسعة وأنها تشمل كل شيء، قال تعالى: “وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ” (الأعراف: 156).
العفو عند المقدرة:
-من صفات المتقين أنهم يعفون عند المقدرة، قال تعالى: “وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ” (الرعد: 21).
-والعفو عند المقدرة من أخلاق الأنبياء والمرسلين، فقد قال سيدنا يوسف عليه السلام لإخوته الذين ظلموه وباعوه: “لاَ تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ” (يوسف: 92).
-والعفو عند المقدرة من علامات الإيمان والقوة، قال تعالى: “وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ” (آل عمران: 134).
فضل العفو:
-العفو من الأخلاق الحميدة التي يحبها الله تعالى ويرضى عنها، قال تعالى: “وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى” (البقرة: 237).
-والعفو سبب لمغفرة الله تعالى ودخوله الجنة، قال تعالى: “وَمَنْ يَعْفُ وَيَصْفَحْ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ” (الشورى: 40).
-والعفو سبب لحسن العاقبة في الدنيا والآخرة، قال تعالى: “وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ” (الأعراف: 128).
شروط العفو:
-أن يكون عن ظلم وقع أو حق ضاع، وليس عن حق لله تعالى، قال تعالى: “وَلاَ تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ” (البقرة: 188).
-أن يتم العفو عن طيب خاطر واختيار حر، لا عن إكراه أو اضطرار، قال تعالى: “وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى” (البقرة: 237).
-أن يكون العفو عامًا وشاملًا، لا أن يكون انتقامًا أو عقابًا، قال تعالى: “وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ” (الشورى: 40).
حالات لا يجوز فيها العفو:
-إذا كان العفو يؤدي إلى ظلم آخر أو ضياع حق، قال تعالى: “وَلاَ تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ” (البقرة: 188).
-إذا كان العفو يؤدي إلى تفشي الفساد والجريمة، قال تعالى: “وَلاَ تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَلْتَشْهَدْ فِئَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ” (النور: 2).
-إذا كان العفو يؤدي إلى الإضرار بمصلحة الجماعة، قال تعالى: “وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلاَ تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ” (البقرة: 237).
خاتمة:
العفو من الأخلاق الحميدة التي يحبها الله تعالى ويرضى عنها، وهو سبب لمغفرة الله تعالى ودخوله الجنة، وسبب لحسن العاقبة في الدنيا والآخرة، ومن شروط العفو أن يكون عن ظلم وقع أو حق ضاع، وأن يتم عن طيب خاطر واختيار حر، وأن يكون عامًا وشاملًا، لا أن يكون انتقامًا أو عقابًا، وهناك حالات لا يجوز فيها العفو، مثل: إذا كان العفو يؤدي إلى ظلم آخر أو ضياع حق، أو إذا كان العفو يؤدي إلى تفشي الفساد والجريمة، أو إذا كان العفو يؤدي إلى الإضرار بمصلحة الجماعة.