اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عنا png

No images found for اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عنا png

المقدمة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد،

فإن الله سبحانه وتعالى هو العفو، وهو يحب العفو، وهو يقبل التوبة من عباده، ويغفر لهم ذنوبهم، ويمحو سيئاتهم.

وقد ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة العديد من الأدلة على عفو الله ومغفرته لذنوب عباده، ومن ذلك قوله تعالى:

“وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحًا ثم اهتدى” (طه: 82).

“قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعًا إنه هو الغفور الرحيم” (الزمر: 53).

“إلا من تاب وآمن وعمل عملًا صالحًا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورًا رحيمًا” (الفرقان: 70).

فضل الاستغفار وكثرة اللجوء إلى الله بالدعاء

إن الاستغفار من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، وقد أمرنا الله سبحانه وتعالى بالإكثار من الاستغفار، فقال تعالى:

“استغفروا ربكم ثم توبوا إليه” (هود: 90).

“فاستغفروا الله وتوبوا إليه إن الله غفور رحيم” (التحريم: 8).

إن الاستغفار يمحو الذنوب ويرفع الدرجات، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

“من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجًا ومن كل هم فرجًا ورزقه من حيث لا يحتسب” (رواه ابن ماجه).

“من قال أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه غفر له وإن كان قد فر من الزحف” (رواه الترمذي).

شروط قبول التوبة

أن تكون التوبة صادقة، وأن يندم العبد على ما اقترفه من ذنوب، وأن يعزم على عدم العودة إليها أبدًا.

أن يقلع العبد عن الذنب فورًا، ولا يعود إليه أبدًا.

أن يرد المظالم إلى أهلها، فإن كان قد ظلم أحدًا في ماله أو عرضه أو بدنه، فعليه أن يرد إليه حقه.

أن يتوب العبد إلى الله وحده، ولا يشرك به أحدًا.

أسباب عدم قبول التوبة

أن تكون التوبة غير صادقة، وأن يظل العبد مصرًا على ذنوبه، ولا ينوي التخلي عنها.

أن يعود العبد إلى الذنب بعد التوبة، فإن التوبة لا تنفع ما لم يقلع العبد عن الذنب نهائيًا.

أن لا يرد العبد المظالم إلى أهلها، فإن التوبة لا تقبل مع بقاء الظلم.

أن يتوب العبد إلى غير الله، أو يشرك به أحدًا في التوبة.

فضل العفو عن الآخرين

إن العفو عن الآخرين من الأخلاق الحميدة التي يحبها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

“من عفا وأصلح فأجره على الله” (رواه البخاري ومسلم).

“خير الناس من عفا وأصلح” (رواه الإمام أحمد والنسائي).

إن العفو عن الآخرين يجعل العبد أكثر رضا بقضاء الله وقدره، ويجعله أكثر محبة للناس، وأكثر رغبة في فعل الخير.

إن العفو عن الآخرين يجعل العبد أكثر سعادة في حياته، وأكثر راحة بال، وأكثر طمأنينة في قلبه.

العفو عند المقدرة

إن العفو عند المقدرة من أعظم الأعمال التي تدل على قوة إيمان العبد، وعلى صدق توبته إلى ربه.

إن العفو عند المقدرة يجعل العبد أكثر شبهًا بالله سبحانه وتعالى، الذي أمرنا بالعفو عن الآخرين، فقال تعالى:

“والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين” (آل عمران: 134).

إن العفو عند المقدرة يجعل العبد أكثر احترامًا وتقديرًا في قلوب الناس، ويجعله أكثر محبوبًا لديهم.

كيف نطلب العفو من الله تعالى

ندعو الله تعالى بالعفو والمغفرة ونلجأ إليه بالدعاء والتضرع.

نتوب إلى الله تعالى من ذنوبنا وسيئاتنا ونعزم على عدم العودة إليها أبدًا.

نرد المظالم إلى أهلها ونصلح ما أفسدناه من أمور.

نكثر من الاستغفار والذكر والتسبيح والحمد لله تعالى.

نحسن الظن بالله تعالى ونثق في رحمته ومغفرته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *