اللهم انك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا مزخرف

No images found for اللهم انك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا مزخرف

اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا مزخرف

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فإن من أعظم صفات الله تعالى أنه عفو كريم، يحب العفو ويحب من يعفو، قال الله تعالى في سورة البقرة: ﴿وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ﴾ [البقرة: 237]، وقال تعالى في سورة الشورى: ﴿وَالَّذِينَ إِذَا أَصابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ﴾ [الشورى: 39-40].

الاستغفار والاعتراف بالذنوب:

والمسلم مطالب بأن يكون دائم الاستغفار والاعتراف بذنوبه مهما كانت صغيرة، قال الله تعالى في سورة الذاريات: ﴿وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ﴾ [الذاريات: 15]، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون» [جامع الترمذي: 2499].

أنواع العفو:

وللعفو أنواع كثيرة، منها:

العفو عن الذنوب: وهو أن يغفر الله لعباده ذنوبهم ويتجاوز عنهم، قال الله تعالى في سورة آل عمران: ﴿وَإِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [آل عمران: 155].

العفو عن العقوبة: وهو أن يعفو الله عن عباده ولا يعاقبهم على ذنوبهم، قال الله تعالى في سورة النور: ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾ [الأنفال: 33].

العفو عن الناس: وهو أن يعفو المسلم عن من أساء إليه، قال الله تعالى في سورة الشورى: ﴿فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ﴾ [الشورى: 40].

أسباب العفو:

وللعفو أسباب كثيرة، منها:

رحمة الله تعالى: فالله تعالى رحيم بعباده، يحب لهم الخير ويكره لهم الشر، قال الله تعالى في سورة الأنعام: ﴿وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ﴾ [الأنعام: 125].

فضل العفو: فالعفو من أفضل الأخلاق وأحبها إلى الله تعالى، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله يحب العفو عند المقدرة» [سنن أبي داود: 4801].

مصلحة العفو: فالعفو في كثير من الأحيان يكون فيه مصلحة للمعفو عنه وللمعفو، قال الله تعالى في سورة يوسف: ﴿فَلَعَلَّكَ تَرْحَمُهُمْ كَمَا رَحِمُوكَ﴾ [يوسف: 94].

فوائد العفو:

وللعفو فوائد كثيرة، منها:

تطهير النفس من الحقد والغل: فالعفو يخلص النفس من مشاعر الحقد والغل والكراهية، ويجعلها نقية صافية.

جلب محبة الله تعالى: فالعفو من الأخلاق التي يحبها الله تعالى ويجزي عليها أجراً عظيماً.

جلب محبة الناس: فالمسلم الذي يعفو عن الناس ويكرمهم يكتسب محبتهم واحترامهم.

الظلم وعدم العفو:

ومن ظلم نفسه ولم يعف عن الناس كان له في ذلك عواقب وخيمة، منها:

حرمانه من محبة الله تعالى: فالله تعالى لا يحب الظالمين ولا يحب من يكره العفو.

حرمانه من محبة الناس: فالناس لا يحبون الظالمين ولا يحبون من يكره العفو.

تعرضه لعقوبة الله تعالى: فالله تعالى يعاقب الظالمين الذين لا يعفون عن الناس، قال الله تعالى في سورة الشورى: ﴿وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ﴾ [الشورى: 40].

الخاتمة:

فالعفو من أعظم الأخلاق وأفضلها، وهو من صفات الله تعالى التي يحبها ويحب من يتحلى بها، فالمسلم مطالب بأن يكون عفو كريمًا، يعفو عن الناس كما يحب أن يعفو الله عنه، وأن يكون حريصًا على اكتساب هذه الخصلة المباركة التي تجلب له محبة الله تعالى ومحبة الناس، وتنأى به عن عذاب الله تعالى في الدنيا والآخرة.

أضف تعليق