اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق

اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد، فإن الله تعالى خلق الكون بأسره على علم وحكمة، وهو يعلم كل شيء غيبًا قبل أن يحدث، كما أنه قادر على خلق أي شيء بإرادته ومشيئته. في هذا المقال، سنتحدث عن علم الله الغيب وقدرته على الخلق، وسنورد العديد من الأمثلة والشواهد من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.

علم الله الغيب:

1. علم الله بذات نفسه وصفاته وأسمائه:

– يعلم الله تعالى ذاته وصفاته وأسمائه كلها علمًا تامًا لا نقص فيه ولا جهل، فهو يعلم أنه واحد أحد، وأنه الخالق المدبر، وأنه الرحيم المحسن.

– كما يعلم الله تعالى أسماءه الحسنى، فهو الرحمن الرحيم، وهو الملك القدوس، وهو السلام المؤمن، وغير ذلك من الأسماء الحسنى التي لا تحصى ولا تعد.

2. علم الله بعالم الغيب والشهادة:

– يعلم الله تعالى كل شيء في عالم الغيب والشهادة، فهو يعلم ما في السماوات وما في الأرض، وما كان وما سيكون، وما هو كائن الآن.

– يعلم الله تعالى سر كل نفس وما تخفي الصدور، وهو يعلم الغيب كله، وهو يعلم ما كان وما يكون وما هو كائن الآن، يعلم مثاقله ومكاييله، والذرة في ظلمات الأرض والسماء.

3. علم الله بالأقدار والمصائر:

– يعلم الله تعالى أقدار ومصائر جميع المخلوقات، ويعلم أجل كل نفس ومتى تموت، ويعلم ما يصيب الإنسان من خير أو شر، ويعلم ما يناله من سعادة أو شقاء في الدنيا والآخرة.

– يعلم الله تعالى ما في الأرحام، وما تخفي الصدور، وما تكسب الأيدي، وما تنطق به الألسن، ويعلم ما كان وما يكون وما هو كائن الآن.

– يعلم الله تعالى ما في بطون الأنعام، وما في أصلاب الرجال، وما في أرحام النساء، يعلم ذلك كله علمًا تامًا لا نقص فيه ولا جهل.

قدرة الله على الخلق:

1. قدرة الله على خلق الكون من العدم:

– خلق الله تعالى الكون بأسره من العدم، ولم يكن قبل ذلك شيء، فخلق السماوات والأرض، والشمس والقمر، والكواكب والنجوم، والملائكة والجن، والإنسان والحيوان، والنبات والجماد.

– خلق الله تعالى كل شيء بقدر معلوم، وحدد له أجله ومصيره، ونظم الكون بنظام دقيق ومحكم، فلا يخرج شيء عن إرادته ومشيئته.

2. قدرة الله على خلق أي شيء بإرادته ومشيئته:

– قادر الله تعالى على خلق أي شيء بإرادته ومشيئته، فهو قادر على خلق الكون من جديد، وقادر على خلق مخلوقات جديدة لم توجد من قبل.

– قادر الله تعالى على إحياء الموتى، وإعادة خلقهم كما كانوا من قبل، وقادر على خلق الجنة والنار، وقادر على خلق أي شيء آخر بإرادته ومشيئته.

3. قدرة الله على تغيير مجرى الأحداث وتحويلها:

– قادر الله تعالى على تغيير مجرى الأحداث وتحويلها كيف يشاء، فهو قادر على نصر المؤمنين وإذلال الكافرين، وقادر على هلاك الظالمين وإنجاء الصالحين.

– قادر الله تعالى على تغيير القلوب والأفكار، فهو قادر على هداية الضالين وإرشادهم إلى طريق الصواب، وقادر على إضلال الكافرين وإبعادهم عن طريق الحق.

– قادر الله تعالى على تغيير الأقدار والمصائر، فهو قادر على تغيير أجل الإنسان وتأخيره أو تقديمه، وقادر على تغيير مصير الإنسان من سعادة إلى شقاء ومن شقاء إلى سعادة.

الخاتمة:

في الختام، لا يسعنا إلا أن نقول: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم. إن علم الله تعالى وقدرته على الخلق من أعظم صفاته وأسمائه الحسنى، وهو ما يجعلنا نؤمن به إيمانًا مطلقًا، ونتوكل عليه توكلًا تامًا، ونفوض إليه أمورنا كلها، فهو خير وكيل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *