No images found for اللهم رضني بما قضيت وعافني فيما ابقيت
اللهم رضني بما قضيت وعافني فيما ابقيت
مقدمة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن من أعظم ما يطلب العبد من ربه أن يرضيه بما قضى له، وأن يعافيه فيما أبقى له. قال تعالى: “وَرَضُواْ بِأَمْرِ اللّهِ وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ” (التوبة: 51).
رضى العبد بما قضى الله له:
1. حقيقة الرضا بقضاء الله:
الرضا بقضاء الله هو التسليم لحكمه وقدره، والقبول لما قضاه دون اعتراض أو تذمر. قال تعالى: “مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي أَنفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيرٌ لِّكَيْلاَ تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلاَ تَفْرَحُواْ بِمَا آتَاكُمْ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ” (الحديد: 22-23).
2. أسباب الرضا بقضاء الله:
أ. الإيمان بأن الله هو الحكيم العليم، وأنه لا يقضي إلا ما فيه الخير لعباده.
ب. اليقين بأن ما قضاه الله هو الأفضل للعبد، وإن كان لا يعلمه هو بنفسه.
ج. الثقة بأن الله لن يضيع عباده، وأنه سيعوضهم عن كل ما فاتهم خيرًا منه.
3. ثمار الرضا بقضاء الله:
أ. السعادة والطمأنينة في القلب.
ب. زوال الهم والغم والقلق.
ج. زيادة الإيمان والتوكل على الله.
عفو الله لعباده في الدنيا والآخرة:
1. حقيقة عفو الله:
عفو الله هو ستره لذنوب عباده ومغفرتها لهم، وعدم مؤاخذتهم عليها. قال تعالى: “وَاللّهُ يَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء” (النساء: 116).
2. أنواع عفو الله:
أ. عفو الله في الدنيا: وذلك بأن يستر على عباده ذنوبهم، ولا يعاقبهم عليها في الدنيا.
ب. عفو الله في الآخرة: وذلك بأن يغفر لهم ذنوبهم، ويدخلهم الجنة.
3. شروط عفو الله:
أ. التوبة النصوح: وهي التوبة التي تنقطع معها الذنوب تمامًا، ويندم عليها العبد ندمًا شديدًا، ويعزم على ألا يعود إليها أبدًا.
ب. الاستغفار: وهو طلب المغفرة من الله تعالى، والدعاء إليه أن يغفر الذنوب.
ج. الإحسان إلى الآخرين: وذلك بأن يصنع العبد المعروف إلى الآخرين، ويتصدق عليهم، ويحسن إليهم.
الدعاء بالرضا بقضاء الله والعفو فيما أبقى:
1. أهمية الدعاء بالرضا والعفو:
الدعاء بالرضا بقضاء الله والعفو فيما أبقى هو من أعظم الأدعية وأفضلها، وهو من علامات الإيمان الكامل، والتسليم التام لله تعالى. قال تعالى: “وَقُل رَّبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ” (المؤمنون: 118).
2. أدعية الرضا والعفو:
أ. “اللهم رضني بما قضيت، وعافني فيما أبقيت”.
ب. “اللهم اغفر لي ذنوبي كلها، صغيرها وكبيرها، أولها وآخرها، وسرها وعلانيتها”.
ج. “اللهم ارزقني الرضا بقضائك، والعفو عما سلف من ذنوبي”.
3. وقت الدعاء بالرضا والعفو:
ينبغي للمسلم أن يدعو الله بالرضا والعفو في كل وقت وحين، ولا سيما في أوقات الاستجابة، مثل الثلث الأخير من الليل، وفي يوم عرفة، وفي شهر رمضان.
الخوف والرجاء بين يدي الله:
1. الخوف من الله:
الخوف من الله هو خشية العبد من عذابه، والحرص على اجتناب معاصيه. قال تعالى: “فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ” (التغابن: 16).
2. الرجاء في الله:
الرجاء في الله هو توقع العبد لرحمته ومغفرته، والطمع في دخول جنته. قال تعالى: “يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ” (الزمر: 53).
3. التوازن بين الخوف والرجاء:
ينبغي للمسلم أن يجمع بين الخوف من الله والرجاء فيه، فلا يغتر برحمة الله فيقع في المعاصي، ولا يقنط من رحمته فييأس من دخول جنته. قال تعالى: “أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ” (الأعراف: 99).
الصبر على ابتلاءات الدنيا:
1. حقيقة الصبر:
الصبر هو تحمل المصائب والشدائد بصبر وثبات، وعدم الجزع والتسخط. قال تعالى: “وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ” (الأنفال: 46).
2. أنواع الصبر:
أ. الصبر على طاعة الله: وذلك بأن يلتزم العبد بأوامر الله تعالى، ويبتعد عن نواهيه، حتى وإن كان ذلك صعبًا عليه.
ب. الصبر على ابتلاءات الدنيا: وذلك بأن يتحمل العبد المصائب والشدائد التي تصيبه في الدنيا، ولا يتذمر منها ولا يسخط عليها.
ج. الصبر عند الموت: وذلك بأن يلقى العبد الموت بقلب مطمئن وراضٍ بقضاء الله تعالى.
3. ثمار الصبر:
أ. الأجر العظيم عند الله تعالى.
ب. النصر والتمكين في الدنيا.
ج. دخول الجنة في الآخرة.
العفو عن الآخرين:
1. حقيقة العفو:
العفو هو إسقاط الحقوق والتنازل عنها، وعدم المطالبة بها. قال تعالى: “وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلاَ تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللّهُ لَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ” (النور: 22).
2. أنواع العفو:
أ. العفو عن الظلم: وذلك بأن يسامح العبد من ظلمه، ولا يحمل له ضغينة أو كراهية.
ب. العفو عن الدين: وذلك بأن يتنازل العبد عن حقه في المطالبة بدين له على غيره.
ج. العفو عن الخطأ: وذلك بأن يسامح العبد من أخطأ في حقه، ولا يعاقبه على خطئه.
3. ثمار العفو:
أ. الأجر العظيم عند الله تعالى.
ب. صفاء القلب والراحة النفسية.
ج. زيادة المحبة والألفة بين الناس.
الخاتمة:
الحمد لله الذي وفقنا لتأليف هذا المقال النافع، نسأل الله أن ينفعنا به وإخواننا المسلمين، وأن يرضى عنا ويغفر لنا ذنوبنا، إنه ولي ذلك والقادر عليه.