اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا تفسير

اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا تفسير

المقدمة:

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد، أما بعد، فإن الله تعالى قد أمرنا بأن نطيعه ولا نعصيه، وأن نفعل ما أمرنا به ونبتعد عما نهانا عنه، وقد حذرنا من اتباع السفهاء، ومن الوقوع في معاصيهم وذنوبهم، قال تعالى: ﴿وَاتْرُكْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّىٰ يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ﴾ [الأنعام: 102]، وفي هذه الآية الكريمة أمر الله تعالى نبيه الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بأن يترك الذين يلعبون ويخوضون في الباطل، ولا ينشغل بهم، وذلك حتى يلقوا يوم القيامة الذي وعدوا به.

1. معنى السفهاء:

والسفهاء هم الذين ينقصهم العقل، وهم الذين لا يعرفون الخير من الشر، ولا الصواب من الخطأ، ولا الحكمة من الجهل، وهم الذين لا يتدبرون في الأمور، ولا يفكرون في العواقب، ولا يزنون الأمور بموازين العقل والشرع، وهم الذين يتبعون أهواءهم، ولا يلتزمون بأوامر الله تعالى ونواهيه، وهم الذين لا يحسنون التصرف في الأمور، ولا يحسنون إدارة شؤون حياتهم، وهم الذين يرتكبون المعاصي والذنوب، ولا يتورعون عن فعل المنكرات، وهم الذين لا يبالون بما يفعلون، ولا بما يقولون، ولا بما يترتب على أقوالهم وأفعالهم من آثار.

2. أسباب السفه:

هناك أسباب كثيرة تؤدي إلى السفه، منها:

قلة العقل: فالسفيه هو الذي ينقصه العقل، ولا يستطيع أن يفكر في الأمور بشكل صحيح، ولا أن يتخذ القرارات السليمة.

اتباع الهوى: فالسفيه هو الذي يتبع هواه، ولا يلتزم بأوامر الله تعالى ونواهيه، ولا يزن الأمور بموازين العقل والشرع.

قلة العلم: فالسفيه هو الذي يجهل الكثير من الأمور، ولا يعرف الخير من الشر، ولا الصواب من الخطأ، ولا الحكمة من الجهل.

سوء التربية: فالسفيه هو الذي لم يتلق تربية صحيحة، ولم يُعلم على الأخلاق الفاضلة، ولم يُدرب على اتخاذ القرارات السليمة.

الرفقة السيئة: فالسفيه هو الذي يصاحب السفهاء، ويتأثر بهم، ويتعلم منهم السفه والجهل.

3. آثار السفه:

السفه له آثار وخيمة على الفرد والمجتمع، ومن هذه الآثار:

الوقوع في المعاصي والذنوب: فالسفيه هو الذي لا يبالي بما يفعل، ولا بما يقول، ولا بما يترتب على أقواله وأفعاله من آثار، لذلك فهو يقع في كثير من المعاصي والذنوب.

سوء العاقبة: فالسفيه هو الذي لا يفكر في العواقب، ولا يزن الأمور بموازين العقل والشرع، لذلك فهو غالبًا ما يقع في سوء العاقبة.

الضياع والهلاك: فالسفيه هو الذي لا يعرف كيف يدير شؤون حياته، ولا كيف يتصرف في الأمور، لذلك فهو غالبًا ما يضيع ويهلك.

الفتنة والفساد: فالسفيه هو الذي ينشر الفتنة والفساد، ويسبب المشاكل والأزمات، ويؤذي الناس بلسانه وأفعاله.

4. حكم اتباع السفهاء:

اتباع السفهاء من الأمور المحرمة في الإسلام، وقد حذرنا الله تعالى من اتباعهم، قال تعالى: ﴿وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِن قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيراً وَهُمْ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ﴾ [المائدة: 77]، وفي هذه الآية الكريمة نهى الله تعالى المؤمنين عن اتباع أهواء قوم قد ضلوا من قبل، وأضلوا كثيرًا، وهم في ضلال مبين.

5. كيف نتجنب اتباع السفهاء:

هناك عدة أمور يمكننا أن نفعلها حتى نتجنب اتباع السفهاء، ومن هذه الأمور:

علينا أن نعرف السفهاء ونحذرهم: فإذا عرفنا السفهاء وتجنبناهم، فإننا بذلك نتجنب اتباعهم.

علينا أن نلتزم بأوامر الله تعالى ونواهيه: فإذا التزمنا بأوامر الله تعالى ونواهيه، فإننا بذلك نتجنب الوقوع في المعاصي والذنوب، وبالتالي نتجنب اتباع السفهاء.

علينا أن نتعلم ونثقف أنفسنا: فإذا تعلمنا وثقفنا أنفسنا، فإننا بذلك نعرف الخير من الشر، والصواب من الخطأ، والحكمة من الجهل، وبالتالي نتجنب اتباع السفهاء.

علينا أن نختار أصدقاءنا بعناية: فإذا اخترنا أصدقاءنا بعناية، فإننا بذلك نتجنب مصاحبة السفهاء، وبالتالي نتجنب اتباعهم.

6. فضل اجتناب السفهاء:

اجتناب السفهاء من الأمور التي لها فضل كبير على الفرد والمجتمع، ومن فضل اجتناب السفهاء:

الوقاية من الوقوع في المعاصي والذنوب: فإذا اجتنبنا السفهاء، فإننا بذلك نتجنب الوقوع في المعاصي والذنوب، وبالتالي نسلم من عذاب الله تعالى.

النجاة من سوء العاقبة: فإذا اجتنبنا السفهاء، فإننا بذلك ننجو من سوء العاقبة، وبالتالي نفوز برضا الله تعالى وجنته.

الفوز بالنجاة والهلاك: فإذا اجتنبنا السفهاء، فإننا بذلك نفوز بالنجاة والهلاك، وبالتالي ننعم بحياة سعيدة وهانئة.

نشر الخير والفضيلة: فإذا اجتنبنا السفهاء، فإننا بذلك ننشر الخير والفضيلة، وبالتالي نكون سببًا في إصلاح المجتمع.

7. خاتمة:

السفه من الأمور التي لها آثار وخيمة على الفرد والمجتمع، وقد حذرنا الله تعالى من اتباع السفهاء، وأمرنا باجتنابهم، فإذا اجتنبنا السفهاء، فإننا بذلك ننجو من الوقوع في المعاصي والذنوب، ونسلم من عذاب الله تعالى، ونفوز برضا الله تعالى وجنته.

أضف تعليق