العنوان: اللهم لا تجعله آخر عهدنا
المقدمة:
الحياة فيض من العطاء الرباني، منحنا الله -تعالى- فيها أسمى المعاني وأنبل القيم، وجعل هذا الكون بأسره في خدمتنا لنعمر الأرض بالخير والصلاح. لكن في غمرة الانشغال بأعباء الحياة ومشاغلها، نغفل أحيانًا عن الغاية الحقيقية لوجودنا في هذا العالم، وندرك متأخرين أهمية اللحظات التي نفلت من بين أيدينا. لذا، فإننا نردد بحرقة “اللهم لا تجعله آخر عهدنا” كلماّ ودعنا شخصًا عزيزًا أو مناسبة سعيدة، لعل دعاءنا هذا يحفظ لنا هذه النعم ويُبقينا في رباط أخوة ومحبة دائم.
1. اللحظات الفريدة:
– إن الحياة مليئة باللحظات الفريدة التي لا تتكرر، لحظات الفرح والحب والنجاح التي نرغب في أن تُخلَّد في ذاكرتنا إلى الأبد.
– هذه اللحظات هي ما تُعطي لحياتنا معناها وهدفها، وهي ما تجعلنا نشعر بأننا حقًا نعيش.
– لذا، علينا أن نستمتع بهذه اللحظات قدر الإمكان وأن نشكر الله -تعالى- عليها، لعل دعاءنا بأن لا تكون هذه اللحظات هي آخر عهدنا بها يُستجاب.
2. الناس الطيبون في حياتنا:
– إن من أعظم النعم التي أنعم الله بها علينا هي وجود أناس طيبين في حياتنا، أناس يحبوننا ويدعموننا ويجعلوننا نشعر بأننا لسنا وحدنا في هذا العالم.
– هؤلاء الناس هم الذين يجعلون الحياة تستحق العيش، وهم الذين نريد أن نبقى على اتصال معهم إلى الأبد.
– لذا، فإننا نخشى دائمًا من أن تكون اللحظة التي نودعهم فيها هي آخر عهدنا بهم، لذا ندعو الله -تعالى- بأن يحفظهم لنا ويجمعنا بهم في خير.
3. الأماكن الجميلة:
– كما أن هناك أشخاصًا طيبين في حياتنا، فهناك أيضًا أماكن جميلة نرغب في زيارتها والاستمتاع بها.
– هناك أماكن ساحرة تخطف الأنفاس بجمالها، وأماكن تاريخية شاهدة على أحداث الماضي العظيمة، وأماكن طبيعية تمنحنا الشعور بالسلام والسكينة.
– ونحن ندعو بأن لا تكون الزيارة الأخيرة لهذه الأماكن هي آخر عهدنا بها، وأن نتمكن من زيارتها مرة أخرى في المستقبل.
4. النعم التي نحظى بها:
– إن الحياة مليئة بالنعم التي نحظى بها، سواءً كانت كبيرة أو صغيرة.
– هذه النعم هي ما تجعل حياتنا أسهل وأكثر راحة، وهي ما تجعلنا نشعر بالامتنان لله -تعالى- على عطائه الوفير.
– لكننا أحيانًا نغفل عن هذه النعم، وندرك أهميتها فقط عندما نفقدها. لذا، فإننا نخشى دائمًا من أن تكون اللحظة التي نفقد فيها هذه النعم هي آخر عهدنا بها، لذا ندعو الله -تعالى- بأن يحفظها لنا ويزيدنا منها.
5. الصحة والعافية:
– من أعظم النعم التي نحظى بها هي الصحة والعافية، وهي ما تجعلنا قادرين على الاستمتاع بالحياة وممارسة أنشطتنا اليومية.
– لكن الصحة والعافية ليستا من الأمور الدائمة، فقد يصاب أي منا بمرض أو حادث يُفقده صحته أو عافيته.
– لذا، فإننا نخشى دائمًا من أن يكون اليوم الذي نفقد فيه صحتنا أو عافيتنا هو آخر عهدنا بها، لذا ندعو الله -تعالى- بأن يحفظنا من الأمراض والأسقام وأن يُبقي أبداننا صحيحة ومعافاة.
6. الوقت:
– الوقت هو أثمن ما نمتلك في الحياة، فهو لا يتوقف عن المرور ولا يمكننا استرجاعه.
– علينا أن نستغل الوقت قدر الإمكان وأن نفعل فيه ما يفيدنا ويفيد الآخرين.
– لذا، فإننا نخشى دائمًا من أن يكون اليوم الذي نضيع فيه وقتنا هو آخر عهدنا به، لذا ندعو الله -تعالى- بأن يُعيننا على استغلال وقتنا أحسن استغلال وأن يوفقنا في أعمالنا.
7. الحياة الدنيا:
– الحياة الدنيا هي دار الفناء والاختبار، وهي مجرد مرحلة مؤقتة نمر بها قبل أن ننتقل إلى الدار الآخرة.
– علينا أن نستعد جيدًا للدار الآخرة وأن نعمل الصالحات في هذه الحياة الدنيا.
– لذا، فإننا نخشى دائمًا من أن يكون اليوم الذي نُفارق فيه الحياة الدنيا هو آخر عهدنا بها، لذا ندعو الله -تعالى- بأن يتقبل أعمالنا الصالحة وأن يجعل حياتنا الدنيا خاتمةً لجميع أحزاننا وابتلاءاتنا.
الخاتمة:
إن دعاء “اللهم لا تجعله آخر عهدنا” هو دعاء نردده بحرقة كلماّ ودعنا شخصًا عزيزًا أو مناسبة سعيدة، لعل دعاءنا هذا يحفظ لنا هذه النعم ويُبقينا في رباط أخوة ومحبة دائم. ومن خلال هذا الدعاء، نؤكد على أننا ندرك قيمة هذه النعم وأننا لا نريد أن نفقدها أبدًا. لذا، علينا أن نشكر الله -تعالى- على هذه النعم وأن ندعوه أن يحفظها لنا ويزيدنا منها.