اللهم أعوذ بك من زوال نعمتك

اللهم أعوذ بك من زوال نعمتك

اللهم أعوذ بك من زوال نعمتك

المقدمة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد، فنعمة الله تعالى على عباده كثيرة ومتنوعة، لا تحصى ولا تعد، وقد أمرنا الله تعالى بشكره على نعمه، فقال سبحانه وتعالى: {وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [آل عمران: 103].

ومن أعظم النعم التي أنعم الله تعالى بها على عباده نعمة الإسلام، قال صلى الله عليه وسلم: “نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ” [البخاري ومسلم].

فضل الاستعاذة من زوال النعمة

ومن أعظم ما يدل على فضل الاستعاذة من زوال النعمة، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستعيذ بها، فقد روى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه قال: بسمك اللهم أموت وأحيا”.

أنواع النعم التي يجب الاستعاذة من زوالها

1. نعمة الإسلام: وهي أعظم النعم التي أنعم بها الله تعالى على عباده، وسبب سعادتهم في الدنيا والآخرة، قال تعالى: {مَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ} [البقرة: 130].

2. نعمة الأمن: وهي نعمة عظيمة لا يشعر بقدرها إلا من فقدها، قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} [الأنعام: 82].

3. نعمة الصحة: وهي من أعظم النعم التي يمن الله بها على عباده، قال صلى الله عليه وسلم: “نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ” [البخاري ومسلم].

4. نعمة الرزق: وهي من النعم العظيمة التي يجب على العبد أن يشكر الله تعالى عليها، قال تعالى: {وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقَكُمُ اللَّهُ وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ أَنْ تُبِرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 267].

5. نعمة العافية: وهي من النعم الكبيرة التي لا يشعر بقدرها إلا من فقدها، قال صلى الله عليه وسلم: “لا يزال العبد في نعمة ما لم يصب بدنه” [البخاري ومسلم].

6. نعمة الزوجة الصالحة: وهي من النعم العظيمة التي يمن الله بها على عباده، قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الروم: 21].

7. نعمة الأبناء الصالحين: وهم ثمار الحياة وريحانة الدنيا، قال صلى الله عليه وسلم: “رضيتم أو كرهتم فالأولاد أكباد منكم تحنو عليهم ويرحمونكم”[الترمذي].

أسباب زوال النعم

1. الكفر بالنعم: وهو أخطر الأسباب التي تؤدي إلى زوال النعم، قال تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} [إبراهيم: 7].

2. النسيان بالنعم: وهو سبب آخر يؤدي إلى زوال النعم، قال تعالى: {وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [الحشر: 19].

3. الإسراف في النعم: وهو سبب ثالث يؤدي إلى زوال النعم، قال تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} [الأعراف: 31].

4. البخل بالنعم: وهو سبب رابع يؤدي إلى زوال النعم، قال تعالى: {وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا} [الإسراء: 29].

5. الظلم بالنعم: وهو سبب خامس يؤدي إلى زوال النعم، قال تعالى: {وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [البقرة: 190].

كيف نتفادى زوال النعم؟

1. شكر النعم: وهو أول وأهم شيء يجب أن نقوم به لتفادي زوال النعم، قال تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} [إبراهيم: 7].

2. الدعاء: وهو من أهم الوسائل التي نتوسل بها إلى الله تعالى لتفادي زوال النعم، قال تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [غافر: 60].

3. الإنفاق في سبيل الله: وهو من أفضل الأعمال التي نتتقرب بها إلى الله تعالى، قال تعالى: {مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} [سبأ: 39].

4. الإحسان إلى الناس

أضف تعليق