اللهم مسني الضر وأنت أرحم الراحمين
مقدمة
الدعاء هو اللجوء إلى الله تعالى والتضرع إليه وطلب العون منه سبحانه وتعالى، والدعاء من أعظم العبادات وأفضلها، وقد حثنا الله تعالى على الدعاء ووعدنا بالإجابة، وفي سورة المؤمن آية كريمة تقول: “وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ”، وفي هذه الآية الكريمة حثٌّ واضح وصريح من الله تعالى على الدعاء، ووعدٌ بالإجابة لمن يدعو الله تعالى، فمن كان في ضيق أو كرب أو حاجة فعليه أن يلجأ إلى الله تعالى ويدعوه، ويوقن بأن الله تعالى سيستجيب دعاءه ويكشف ضره ويكون عونًا له، فقد قال الله تعالى في سورة البقرة: “وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ”، فمن كان في ضيق أو كرب أو حاجة فعليه أن يلجأ إلى الله تعالى ويدعوه ويوقن بأن الله تعالى سيستجيب دعاءه ويكشف ضره ويكون عونًا له.
أسباب الاستجابة لدعاء “اللهم مسني الضر وأنت أرحم الراحمين”
هناك العديد من الأسباب التي تجعل دعاء “اللهم مسني الضر وأنت أرحم الراحمين” مستجابًا بإذن الله تعالى، ومن هذه الأسباب:
إخلاص النية: من أهم شروط استجابة الدعاء هو أن يكون الداعي مخلص النية لله تعالى، وأن يكون قلبه متعلقًا بالله تعالى وحده، لا يشرك معه شيئًا، وأن يكون هدفه من الدعاء هو التقرب إلى الله تعالى وليس تحقيق مصلحة دنيوية أو إلحاق الضرر بأحد.
اليقين بالإجابة: من شروط استجابة الدعاء أيضًا هو أن يكون الداعي على يقين بأن الله تعالى سيستجيب دعاءه، وأن يكون مؤمنًا بأن الله تعالى هو القادر على كل شيء، وأن لا شيء مستحيل عليه سبحانه وتعالى.
الدعاء في أوقات الإجابة: من الأوقات التي يستحب فيها الدعاء ويرجى فيها الإجابة هي أوقات السحر، وأوقات ما بين الأذان والإقامة، وأوقات الدعاء في الثلث الأخير من الليل، وأوقات الدعاء في يوم الجمعة، وأوقات الدعاء في يوم عرفة، وأوقات الدعاء في يوم النحر، وأوقات الدعاء في يوم عاشوراء.
الدعاء بالاسم الحسن: من الأسباب التي تساعد على استجابة الدعاء أيضًا هو الدعاء بالاسم الحسن لله تعالى، فالله تعالى له أسماء حسنى كثيرة، ومن هذه الأسماء: الرحمن الرحيم، العفو الغفور، الكريم المنان، الرزاق الوهاب، القادر المتين، المالك الملك، العزيز الجبار، المتكبر المتعال، الخالق البارئ، المصوّر، الغافر الستار، الودود المحب، المبين المهيمن، السميع البصير، القريب المجيب، الرقيب الحسيب، الوكيل القدير، المبدئ المعيد، المحيي المميت، الحسيب الجليل، الكريم الرؤوف، الرزاق ذي الجلال والإكرام.
الدعاء بتضرع وخضوع: من شروط استجابة الدعاء أيضًا هو الدعاء بتضرع وخضوع لله تعالى، وأن يكون الداعي ذا قلب منكسر ومستكين لله تعالى، وأن يكون على يقين بأن الله تعالى هو وحده القادر على كشف ضره وإزالة همه.
الدعاء بالدعاء المأثور: من الأسباب التي تساعد على استجابة الدعاء أيضًا هو الدعاء بالدعاء المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم، فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو الله تعالى بأدعية كثيرة، وهذه الأدعية مستجابة بإذن الله تعالى، ومن هذه الأدعية: “اللهم مسني الضر وأنت أرحم الراحمين”، “اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدًا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي”.
الدعاء في جماعة: من الأسباب التي تساعد على استجابة الدعاء أيضًا هو الدعاء في جماعة، فالدعاء في جماعة أقرب إلى الإجابة من الدعاء الفردي، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة، عند رأسه ملك موكل، كلما دعا لأخيه بخير قال الملك: آمين ولك بمثل”.
فضل دعاء اللهم مسني الضر وأنت أرحم الراحمين
هناك العديد من الفضائل لدعاء “اللهم مسني الضر وأنت أرحم الراحمين”، ومن هذه الفضائل:
استجابة الدعاء: هذا الدعاء مستجاب بإذن الله تعالى، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “ما من مسلم يدعو بهذا الدعاء إلا استجاب الله له”.
كشف الضر: هذا الدعاء سبب في كشف الضر وإزالة الهموم والغموم، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من قال هذا الدعاء ثلاث مرات في الصباح وثلاث مرات في المساء أذهب الله عنه همه وغم