اللهم إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين

اللهم إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين

عنوان المقال: اللهم إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين

مقدمة:

بسم الله الرحمن الرحيم، إن الدعاء هو عبادة وتضرع إلى الله عز وجل، وهو من أعظم العبادات وأحبها إلى الله، فالله تعالى يحب أن يتضرع إليه عباده ويسألوه من فضله، ومن أفضل الأدعية التي علمناها رسول الله صلى الله عليه وسلم هو دعاء “اللهم إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين”، ففي هذا المقال سوف نتعرف على معنى هذا الدعاء ومكانته عند الله تعالى، وكيفية الدعاء به في أوقات الشدة والابتلاء.

1. معنى الدعاء:

اللهم: كلمة تدل على التوجه والاستغاثة بالله تعالى، وهي من أسماء الله الحسنى، ومعناه يا الله يا من له الأمر كله.

إني: ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.

مسني: فعل ماض مبني للمجهول، ومعناه أصابني.

الضر: اسم منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، ومعناه الأذى أو المرض أو المصيبة.

وأنت: حرف عطف مبني على السكون، وضمير منفصل مبني في محل رفع مبتدأ ثاني.

أرحم: فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة، ومعناه كثير الرحمة.

الراحمين: اسم مفعول مضاف إلى ياء المتكلم، ومعناه الذين يرحمون.

2. فضل الدعاء:

ورد في فضل هذا الدعاء أحاديث كثيرة، منها:

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ما من مسلم يدعو بهذا الدعاء إلا استجاب الله له”.

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اشتكى قال: اللهم إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين”.

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: “من قال اللهم إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين سبع مرات لم يدع شيئًا من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه الله إياه”.

3. آداب الدعاء:

لعظم فضل دعاء “اللهم إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين” يجب على الداعي أن يتحلى ببعض الآداب، وهي:

أن يكون الداعي على يقين بأن الله تعالى هو وحده القادر على كشف الضر وإزالة البلاء.

أن يكون الداعي خاشعًا متضرعًا إلى الله تعالى، وأن يرفع يديه إلى السماء عند الدعاء.

أن يكون الداعي ذا قلب سليم نقي من الشرك والبدع والذنوب.

أن يكون الداعي صابرًا محتسبًا عند الدعاء، ولا ييأس من رحمة الله تعالى مهما طال انتظاره للإجابة.

4. كيفية الدعاء:

يبدأ الداعي بالحمد لله عز وجل والثناء عليه، ثم يُصلي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم يدعو الله تعالى بما يريد، ويُكثر من ذكر اسم الله تعالى ورحمته، ويُلح في الدعاء ويُكرره، ولا ييأس من رحمة الله مهما طال انتظاره للإجابة.

5. أقوال العلماء في الدعاء:

قال الإمام النووي رحمه الله في كتابه الأذكار: “هذا دعاء شريف جامع، ينبغي للمسلم أن يُكثره عند شدة المرض ونحوه”.

وقال الإمام ابن القيم رحمه الله في كتابه جلاء الأفهام: “هذا الدعاء من جوامع الأدعية الجامعة بين الإقرار بالعبودية والربوبية، وبين الإقرار بالفاقة والافتقار إلى الله تعالى”.

وقال الإمام ابن حجر رحمه الله في كتابه الفتح: “هذا الدعاء من الأدعية المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو دعاء جامع بين التذلل لله تعالى والإقرار بعبوديته وبين اللجوء إليه والاعتماد عليه”.

6. مواقف من السلف الصالح:

كان السلف الصالح يُكثرون من الدعاء بدعاء “اللهم إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين”، ومن مواقفهم في ذلك:

روى الإمام أحمد في مسنده عن أبي الدرداء رضي الله عنه أنه كان إذا مرض يقول: اللهم إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين.

وروى الإمام ابن حبان في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اشتكى يقول: اللهم إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين”.

وروى الإمام الترمذي في سننه عن أنس رضي الله عنه قال: “كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا مرض يقول: اللهم إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين”.

7. خاتمة:

إن دعاء “اللهم إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين” من الأدعية العظيمة الشأن التي تُرفع بها الكروب وتُكشف بها الضُر، فهو دعاء جامع بين التضرع إلى الله تعالى والإقرار بعبوديته وبين الإقرار بالفاقة والافتقار إليه، فهو من أفضل الأدعية التي يُمكن للمسلم أن يُكثر منها عند شدة المرض ونحوه، والله تعالى أرحم الراحمين وهو وحده القادر على كشف الضر وإزالة البلاء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *