المقدمة
الله الرحمن الرحيم بعباده، رحمته واسعة وشاملة، يغفر الذنوب ويتقبل التوبة، يرزق عباده ويحفظهم من كل مكروه، يهديهم إلى الصراط المستقيم ويثبتهم عليه.
من مظاهر رحمة الله تعالى
– غفران الذنوب وتقبل التوبة:
– قوله تعالى: ( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله، إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم )
– من تاب إلى الله توبة نصوحاً غفر له الله ذنوبه وأبدلها حسنات.
– روى البخاري ومسلم عن أبي موسى الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ” إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها “
– رزق العباد وحفظهم من كل مكروه:
– قوله تعالى: (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها، إن الله لغفور رحيم)
– روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ” إن الله تعالى قال: أنفق يا ابن آدم أنفق عليك “
– روى الترمذي عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ” ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان من السماء، فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقاً خلفاً، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكاً تلفاً “
– هداية العباد إلى الصراط المستقيم و إثباتهم عليه:
– قوله تعالى: (ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم)
– روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ” إن الله لا يهدي لعمل الخير إلا من أحب أن يهديه له، وإنه لا يضل عن عمل السوء إلا من أحب أن يضله له “
– قال ابن القيم في “مدارج السالكين”: “والهداية من الله على أقسام: هداية التوفيق، وهداية التيسير، وهداية الإلهام، وهداية القلب، وهداية البصيرة، وهداية النظر، وهداية التوفيق إلى السبب، وهداية الاضطرار، وهداية النجاة من المهالك، وهداية الاعتصام بالله، وهداية الاختيار، وهداية الامتنان، وهداية الكمال، وهداية الدعوة إلى الخير، وهداية التبشير، وهداية الإنذار، وهداية الرحمة، وهداية العدل، وهداية البيان، وهداية البرهان، وهداية الحجة، وهداية الفرقان، وهداية الكتاب، وهداية السنة، وهداية النبوة، وهداية الرسالة، وهداية الإيمان، وهداية الإسلام، وهداية الإحسان، وهداية التقوى، وهداية الورع، وهداية الزهد، وهداية الصبر، وهداية الشكر، وهداية التوكل، وهداية الخوف، وهداية الرجاء، وهداية المحبة “
رحمة الله في القرآن الكريم
– قوله تعالى: (ورحمتي وسعت كل شيء)
– قوله تعالى: (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله، إن الله يغفر الذنوب جميعاً، إنه هو الغفور الرحيم)
– قوله تعالى: (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم)
رحمة الله في السنة النبوية
– روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إن الله خلق مائة رحمة، فأمسك عنده تسعة وتسعين رحمة، وأنزل في الأرض رحمة واحدة، يتراحم بها العباد، و بها تعطف الوحش على أولادها، ولو نزلت في الأرض الرحمات كلها لفسدت الأرض بأهلها “
– روى الترمذي عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ” إن الله تعالى ليرحم من عباده الرحماء “
– روى ابن ماجه عن عبد الله بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ” إن الله إذا خلق العباد كتب في كتاب تحت العرش: إن رحمتي سبقت غضبي “
فضل رحمة الله على المسلمين
– مغفرة الذنوب وتقبل التوبة: تفتح رحمة الله تعالى للمسلمين أبواب المغفرة والتوبة، فيغفر لهم ذنوبهم ويقبل توبتهم، ويمحو آثارها من قلوبهم.
– رزق العباد وحفظهم من كل مكروه: يرزق الله تعالى المسلمين من فضله ورحمته، ويحفظهم من كل مكروه، ويصرف عنهم البلاء والضرر.
– هداية العباد إلى الصراط المستقيم و تثبيتهم عليه: يهدي الله تعالى المسلمين إلى الصراط المستقيم، ويثبتهم عليه حتى يصلوا إلى الجنة، ويحفظهم من الضلالات والبدع.
رحمة الله دافع للإحسان إلى الخلق
– إذ أن رحمة الله تعالى تحفز المسلم على الإحسان إلى الخلق، وإكرامهم، والرفق بهم، ومعاملتهم بالحسنى.
– فالمسلم الرحيم هو الذي يرحم الناس ويشفق عليهم، ويتعاون معهم، ويعطف عليهم، ويكون سبباً في إسعادهم.
– كما أن رحمة الله تعالى تحفز المسلم على التسامح والعفو عن الناس، وعدم التمسك بالحقوق، وتجاوز الأخطاء.
رحمة الله مصدر سعادة وراحة للمسلمين
– إذ أن رحمة الله تعالى مصدر سعادة وراحة للمسلمين، فهي تغمر قلوبهم بالطمأنينة والسكينة، وتزيل عنهم الهم والحزن والغم.
– كما أن رحمة الله تعالى تجعل المسلمين متفائلين بالحياة، متحمسين للعمل الصالح، واثقين برحمة الله تعالى ومغفرته.
– كما أن رحمة الله تعالى تحفز المسلمين على عبادة الله تعالى، وحمده وشكره على نعمه الوفيرة، وتساعدهم على الصبر على البلاء والشدائد.
الختام
فإن رحمة الله تعالى واسعة وشاملة، وقد أنعم الله بها على المسلمين في الدنيا والآخرة، فيا عباد الله اغتنموا رحمة الله تعالى، وتقربوا إليه بالطاعات، وتجنبوا المعاصي، ولا تيأسوا من رحمته، فإنه غفور رحيم.