العنوان: النهي عن صيام يوم العيد
المقدمة:
يعتبر عيد الفطر وعيد الأضحى من أهم المناسبات الدينية عند المسلمين، حيث يحتفل المسلمون بهذه الأعياد بعد أداء فريضة الصيام في شهر رمضان والحج في موسم الحج. وقد شرع الله تعالى للمسلمين أن يفرحوا ويحتفلوا بهذه المناسبات، ونهى عن صيام هذين اليومين لما فيهما من فرحة وسرور.
أولاً: حكم صيام يوم العيد:
1. يحرم صيام يوم العيدين، عيد الفطر وعيد الأضحى، لما رواه البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “يومُ الفطر ويومُ الأضحى يومُ أكل وشرب”.
2. ثبت النهي عن صيام يوم العيدين لما فيهما من شعائر العيد ومن مظاهر الفرح والسرور، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لا تصوموا يوم الفطر ولا يوم الأضحى فإنهما يومان للفرح والسرور”.
3. جعل الله تعالى يومي العيدين فرصة للمسلمين للراحة والاستجمام بعد شهر من الصيام أو بعد موسم الحج، كما أنهما فرصة للتواصل الاجتماعي وصلة الرحم وتبادل التهاني والتبريكات.
ثانياً: الأحاديث النبوية الواردة في النهي عن صيام يوم العيد:
1. روى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا تصوموا يوم الفطر حتى تطعموا ولا يوم الأضحى حتى تصبحوا وتأكلوا من نسككم”.
2. روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من صام يوم الفطر فقد عصى أبا القاسم محمداً”.
3. روى النسائي وابن ماجه عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا تصوموا يومين العيد ولا يوم النحر”.
ثالثاً: الحكمة من النهي عن صيام يوم العيد:
1. إظهار الفرح والسرور بالعيد: إن صيام يوم العيد ينافي حكمة تشريعه، وهي إظهار الفرح والسرور بهذه المناسبة الدينية العظيمة.
2. التوسعة على المسلمين: لقد شرع الله تعالى للمسلمين أن يتناولوا الطعام والشراب يوم العيد، حتى يتمكنوا من الاحتفال بهذه المناسبة على أكمل وجه.
3. مراعاة ضعف بعض المسلمين: قد يكون هناك بعض المسلمين الذين يعانون من ضعف أو مرض، ولذلك فإن صيام يوم العيد قد يشق عليهم وقد يؤدي إلى الضرر بهم.
رابعاً: أقوال العلماء في النهي عن صيام يوم العيد:
1. قال الإمام النووي رحمه الله: “اتفق العلماء على تحريم صيام يومي العيدين، عيد الفطر وعيد الأضحى، لحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه”.
2. قال الإمام ابن قدامة رحمه الله: “يحرم صيام يوم العيدين، لما فيهما من الفرح والسرور، ولما فيهما من الأكل والشرب”.
3. قال الإمام ابن حجر الهيتمي رحمه الله: “يحرم صيام يوم العيدين، لحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، ولأن صيام هذين اليومين ينافي حكمة تشريعهما، وهي إظهار الفرح والسرور بهما”.
خامساً: من صام يوم العيد:
1. من صام يوم العيد جهلاً بالحكم الشرعي، فإن عليه أن يفطر ويطعم مسكيناً عن كل يوم صامه.
2. من صام يوم العيد نسياناً، فإن عليه أن يفطر ولا شيء عليه.
3. من صام يوم العيد عمداً مع علمه بالحكم الشرعي، فإن عليه أن يتوب إلى الله تعالى ويستغفره على ما فعله.
سادساً: ما يجوز فعله في يوم العيد:
1. تناول الطعام والشراب: يجوز للمسلمين تناول الطعام والشراب في يوم العيد، لما رواه البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “يومُ الفطر ويومُ الأضحى يومُ أكل وشرب”.
2. صلاة العيد: صلاة العيد هي صلاة مشروعة في يومي العيدين، عيد الفطر وعيد الأضحى، وهي من شعائر العيدين.
3. التهنئة بالعيد: يجوز للمسلمين أن يهنئوا بعضهم البعض بالعيد، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يهنئ أصحابه بالعيد.
سابعاً: فضل يوم العيد:
1. يوم العيد هو يوم فرح وسرور للمسلمين، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “يومُ الفطر ويومُ الأضحى يومُ أكل وشرب وذكر الله عز وجل”.
2. يوم العيد هو يوم مغفرة الذنوب، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من صام رمضان ثم أتبعه بست من شوال، كان كصيام الدهر”.
3. يوم العيد هو يومصلة الرحم وتبادل التهاني والتبريكات، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “تهادوا تحابوا”.
الخاتمة:
يعتبر النهي عن صيام يوم العيد من الأمور الثابتة في السنة النبوية، وقد اتفق العلماء على تحريم صيام هذين اليومين لما فيهما من الفرح والسرور، ولما فيهما من الأكل والشرب. كما أن صيام يوم العيد ينافي حكمة تشريعه، وهي إظهار الفرح والسرور بهذه المناسبة الدينية العظيمة.