امي شفاء اللهم اشفي امي
مقدمة:
الأم هي أعظم نعمة في حياة الإنسان، فهي التي حملته في أحشائها تسعة أشهر، وربته وأسهرت الليالي من أجله، ومن واجبنا أن نرد لها الجميل ونعتني بها ونرعاها في كبرها ومرضها، فالله سبحانه وتعالى أوصانا ببر الوالدين والإحسان إليهما، فقال تعالى: “وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا”.
1- فضل بر الوالدين:
– بر الوالدين من أعظم القربات إلى الله سبحانه وتعالى، وهو من أسباب دخول الجنة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “رغم أنف ثم رغم أنف ثم رغم أنف”. قيل: من يا رسول الله؟ قال: “من أدرك والديه عند الكبر، أحدهما أو كليهما، ولم يدخل الجنة”.
– بر الوالدين سبب في طول العمر والبركة في الرزق، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أحب أن يطول عمره ويزيد في رزقه، فليصل رحمه، وليحسن إلى والديه”.
– بر الوالدين سبب في استجابة الدعاء، فعن أبي عبد الرحمن السلمي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حتى يفطر، والمسافر حتى يرجع، والوالد لولده”.
2- كيف نبر والدينا؟:
– نطيع والدينا في غير معصية الله سبحانه وتعالى، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق”.
– نحسن إلى والدينا ونعاملهما بالمعروف، فلا نؤذيهما بالقول أو الفعل، ولا نرفع عليهما صوتنا، ولا نعبس في وجههما.
– نرعى والدينا في كبرهما ومرضهما، فلا نتخل عنهما ولا نهملهما، ونقدم لهما كل ما يحتاجان إليه من رعاية وعناية.
3- عقوق الوالدين:
– عقوق الوالدين من كبائر الذنوب، وهو من أسباب دخول النار، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “سباب المسلم فسوق وقتاله كفر وعقوق الوالدين كفر”.
– عقوق الوالدين سبب في قصر العمر وانقطاع الرزق، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من عق والديه، فإنه لا يبلغ نصف عمره”.
– عقوق الوالدين سبب في استجابة دعوة الوالدين على الولد، فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ثلاثة دعوات لا ترد: دعوة المظلوم ودعوة المسافر ودعوة الوالد على ولده”.
4- قصص في بر الوالدين:
– يروى عن الإمام الشافعي رحمه الله أنه كان يخدم أمه ويحمل حاجاتها، وكان يقول: “ما خدمت أمه أحد كما خدمت أمي”.
– ويروى عن الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنه أنه كان يقبل رأس أمه ويقول: “أنت علي حرام يا أمي”.
– ويروى عن الإمام البخاري رحمه الله أنه كان يعطي أمه نصف راتبه، وكان يقول: “أمي أحق مني براتبي”.
5- قصص في عقوق الوالدين:
– يروى عن رجل عق والديه، فأصابه الفقر والعجز، ولم يجد من يعوله ويكفيه حاجته، فندم على عقوق والديه وتاب إلى الله سبحانه وتعالى.
– ويروى عن امرأة عق والدتها، فأصيبت بالمرض وألزم الفراش، ولم تجد من يخدمها ويرعاها، فندمت على عقوق والدتها وتابت إلى الله سبحانه وتعالى.
– ويروى عن شاب عق أباه، فأصيب بحادث سير ومات، فحزن والده عليه كثيرا وبكى على فراقه، وندم على عق ابنه وتاب إلى الله سبحانه وتعالى.
6- وصايا في بر الوالدين:
– أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم ببر الوالدين، فقال: “أوصيكم بأمهاتكم ثلاثا أوصيكم بأمهاتكم ثلاثا أوصيكم بأمهاتكم ثلاثا”.
– وأوصى الإمام علي رضي الله عنه ببر الوالدين، فقال: “أوصيكما بتقوى الله عز وجل، فإن تقوى الله رأس كل خير، وببر الوالدين فإنهما الجنة والنار”.
– وأوصى الإمام الشافعي رحمه الله ببر الوالدين، فقال: “ما بر الوالدين؟ بر الوالدين أن تطيعهما في جميع أمرهما إلا في معصية الله، وأن لا تدعوهما إلى طعام إلا أكلته معهما، وأن لا تلبس ثوبا جديدا إلا ألبستهما منه، وأن لا تمشي أمامهما إلا متأخرا عنهما، وأن لا تجلس قبلهما إلا بإذنهما”.
7- خاتمة:
بر الوالدين من أهم الواجبات التي يجب على الإنسان القيام بها، وهو سبب في دخول الجنة وطول العمر والبركة في الرزق، وعقوق الوالدين من كبائر الذنوب التي يجب على الإنسان أن يتجنبها، وهو سبب في دخول النار وقصر العمر وانقطاع الرزق، فاحرص على بر والديك وإكرامهما، فإن ذلك من أعظم القربات إلى الله سبحانه وتعالى.