المقدمة
الإسلام دين العلم والمعرفة، فقد حث القرآن الكريم والسنّة النبوية المطهّرة على طلب العلم والبحث عن المعرفة في جميع المجالات، وذلك لما للعلم من أهمية في حياة الإنسان وارتباطه الوثيق بالعبادة والعمل الصالح. وقد وردت في القرآن الكريم العديد من الآيات التي تحث على العلم والمعرفة وتمدح أهل العلم، وفي هذا المقال سنعرض بعضًا من هذه الآيات مع شرح مختصر لها.
1. العلم أساس العبادة:
– قال تعالى: ﴿وَمَا يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [الزمر: 9].
– هذه الآية الكريمة توضح أن هناك فرقًا كبيرًا بين من يملك العلم ومن لا يملكه، فالعلم أساس العبادة وشرط من شروطها. فمن يعلم معنى العبادة ومقاصدها سيؤديها على أكمل وجه، أما من يجهل معناها ومقاصدها فلن يؤديها كما ينبغي.
– ولذلك قال تعالى: ﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ﴾ [محمد: 19]. فالاستغفار عبادة عظيمة، ولكنها لن تُقبل من الجاهل الذي يجهل معناها ومقاصدها.
2. العلم أساس العمل الصالح:
– قال تعالى: ﴿وَاعْمَلُوا الصَّالِحَاتِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [الحج: 77].
– هذه الآية الكريمة تحث على العمل الصالح، وتبين أن العمل الصالح لا يتأتى إلا بالعلم. فالعلم هو الذي يرشد الإنسان إلى الأعمال الصالحة ويكسبه المعرفة اللازمة لأدائها على أكمل وجه.
– ولذلك قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾ [العنكبوت: 69]. فالجهاد في سبيل الله عمل صالح عظيم، ولكن لا يتأتى إلا لمن يملك العلم والمعرفة الكافية بأحكام الجهاد ومقاصده.
3. العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة:
– قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ﴾ [التحريم: 6].
– هذه الآية الكريمة تحث على طلب العلم والمعرفة، وتبين أن طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة. فالعلم هو الذي ينقذ الإنسان من النار ويُدخله الجنة.
– ولذلك قال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ﴾ [التوبة: 122]. فهذه الآية الكريمة تحث على طلب العلم والمعرفة وترغّب فيه وتحثّ على الاجتهاد في تحصيله.
4. العلم يرفع قدر الإنسان:
– قال تعالى: ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ [الزمر: 9].
– هذه الآية الكريمة توضح أن هناك فرقًا كبيرًا بين من يملك العلم ومن لا يملكه، فالعلم يرفع قدر الإنسان ويجعله في مكانة عالية. فالعالم محترم ومقدر في المجتمع، وتُقبل آراؤه ويُستشار في الأمور المهمة.
– ولذلك قال تعالى: ﴿وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ﴾ [الشرح: 4]. فرفع الله ذكر النبي محمد صلى الله عليه وسلم بسبب علمه ومعرفته.
5. العلم نور يضيء حياة الإنسان:
– قال تعالى: ﴿اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ [النور: 35].
– هذه الآية الكريمة تشبّه نور العلم بنور المصباح الذي يضيء المكان ويهديه. فالعلم يضيء حياة الإنسان ويجعلها أكثر وضوحًا ويجعله قادرًا على فهم الأمور واتخاذ القرارات الصحيحة.
– ولذلك قال تعالى: ﴿وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ