مقدمة
الرضا هو حالة من القبول والسلام الداخلي، حيث يشعر الفرد بالرضا عن حياته وظروفه. وهو فضيلة إسلامية عظيمة دعا إليها القرآن الكريم في آيات عديدة، حثت المسلمين على الرضا بقضاء الله وقدره، وأن يكونوا قانعين بما قسمه لهم، وأن يشكروا الله على نعمه.
الرضا وفضله
ورد في القرآن الكريم العديد من الآيات التي تحث على الرضا، ومنها:
1. قال تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ} [محمد: 19].
وفي هذه الآية، يحث الله تعالى عباده على الإيمان به وحده، وأن يستغفروا له وللمؤمنين والمؤمنات، ويخبرهم أنّه يعلم حالهم في كل مكان.
2. قال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل: 97].
وفي هذه الآية، يعد الله تعالى عباده المؤمنين الذين يعملون الصالحات بحياة طيبة في الدنيا والآخرة، ويجزيهم بأحسن ما كانوا يعملون.
3. قال تعالى: {وَرَضُوا بِاللَّهِ رَبًّا وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ رَّسُولًا فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ} [التوبة: 100].
وفي هذه الآية، يمدح الله تعالى الذين يرضون به ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا، ويخبرهم أنهم هم الفائزون.
الرضا بالله والتسليم لقضائه
يعد الرضا بالله والتسليم لقضائه من أهم مراتب الرضا، ومنها:
1. قال تعالى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [الحشر: 19].
وفي هذه الآية، يحذر الله تعالى عباده من أن يكونوا كالذين نسوه فأنساهم أنفسهم، ويخبرهم أن هؤلاء هم الفاسقون.
2. قال تعالى: {وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَن يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا} [الكهف: 23-24].
وفي هاتين الآيتين، يأمر الله تعالى عباده ألا يقولوا شيئا إلا بإذن الله، وأن يذكروه إذا نسوه، وأن يتقربوا إليه بالطاعات.
3. قال تعالى: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} [الأنفال: 24].
وفي هذه الآية، يخبر الله تعالى عباده أنه يحول بين المرء وقلبه، وأنهم إليه يحشرون.
الرضا بالقضاء والقدر
يعد الرضا بالقضاء والقدر من أهم مراتب الرضا، ومنها:
1. قال تعالى: {إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [يوسف: 86].
وفي هذه الآية، يقول سيدنا يعقوب عليه السلام إنه يشكو همه وحزنه إلى الله، وأنه يعلم من الله ما لا يعلمه الناس.
2. قال تعالى: {فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ نَادَاهُ أَن يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} [الصافات: 103-105].
وفي هذه الآيات، يخبر الله تعالى سيدنا إبراهيم عليه السلام أنه قد صدق الرؤيا، وأنه يجازي المحسنين.
3. قال تعالى: {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ} [الذاريات: 22-23].
وفي هاتين الآيتين، يؤكد الله تعالى عباده على أن رزقهم في السماء، وأن الوعد الذي وعدهم به حق لا شك فيه.
الرضا بالمكتوب
يعد الرضا بالمكتوب من أهم مراتب الرضا، ومنها:
1. قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [لقمان: 34].
وفي هذه الآية، يخبر الله تعالى عباده أنه عنده علم الساعة، وأنه ينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام، وأن الإنسان لا يدري ماذا سيكسب غدا ولا أين سيموت.
2. قال تعالى: {وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى} [النجم: 39-41].
وفي هذه الآيات، يخبر الله تعالى عباده أنه ليس للإنسان إلا ما سعى، وأن سعيه سيوفي له، وأنه سيجزى جزاءً وافيا.
3. قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} [الذاريات: 58].
وفي هذه الآية، يخبر الله تعالى عباده أنه هو الرزاق ذو القوة المتين.
الرضا بالابتلاء
يعد الرضا بالابتلاء من أهم مراتب الرضا، ومنها:
1. قال تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} [البقرة: 155].
وفي هذه الآية، يخبر الله تعالى عباده أنه سيبتليهم بالخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات، ويبشر الص