الأم هي عمود الأسرة وأساسها، وهي من أهم وأعظم الأشخاص في حياة كل فرد. فهي التي تحملنا في أحشائها وتلدنا وتعتني بنا وتربينا، وهي التي تغمرنا بحبها وحنانها ودفئها. وفي المقابل، فإن بر الوالدين هو من أهم الفرائض التي يجب أن نؤديها تجاه والدينا، ومن أهم أسباب دخول الجنة.
فضل الأم في الإسلام
يعتبر فضل الأم في الإسلام عظيماً جداً، وقد وردت العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة التي تحث على بر الوالدين وإكرامهما. ومن هذه الآيات قوله تعالى: “وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا” (سورة الإسراء: 23).
كما ورد عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال: “الجنة تحت أقدام الأمهات” (رواه الترمذي). وهذا يدل على عظم فضل الأم في الإسلام، وأنها تستحق منا كل التقدير والاحترام والبر والإحسان.
كيف نبر أمهاتنا
هناك العديد من الطرق التي يمكننا من خلالها بر أمهاتنا وإكرامهن، ومنها:
الإحسان إليهن في القول والفعل: وذلك من خلال معاملتهن بالحسنى، والتحدث إليهن بكلام طيب، وتجنب قول أي شيء قد يجرح مشاعرهن.
الاهتمام بهن ورعايتهن: وذلك من خلال توفير كل ما يحتاجونه من رعاية واهتمام، مثل مساعدتهن في الأعمال المنزلية، والعناية بهن عندما يمرضن، وتوفير الراحة لهن.
طاعتهن: وذلك من خلال تنفيذ أوامرهن ونواهيهم، إلا إذا كانت مخالفة لشرع الله تعالى.
أهمية بر الأم في الإسلام
يعتبر بر الأم في الإسلام من أهم الفرائض التي يجب أن نؤديها تجاه والدينا، ومن أهم أسباب دخول الجنة. ومن أهمية بر الأم في الإسلام ما يلي:
الرضا بالله تعالى: إن بر الأم هو من أهم أسباب رضا الله تعالى عنا، وقد ورد عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال: “رضا الله في رضا الوالدين، وسخط الله في سخط الوالدين” (رواه الترمذي).
دخول الجنة: إن بر الأم هو من أهم أسباب دخول الجنة، وقد ورد عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال: “الجنة تحت أقدام الأمهات” (رواه الترمذي).
حسن العاقبة في الدنيا والآخرة: إن بر الأم يسبب حسن العاقبة في الدنيا والآخرة، وقد ورد عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من بر والديه، أطال الله في عمره، وأحسن إليه في ولده” (رواه الترمذي).
قصص عن الأمهات
هناك العديد من القصص التي وردت عن الأمهات في الإسلام، والتي تدل على عظم فضلهن وأهمية برهن. ومن هذه القصص ما يلي:
قصة السيدة هاجر: كانت السيدة هاجر زوجة النبي إبراهيم عليه السلام، وقد هاجرت معه من أرض العراق إلى أرض فلسطين، حيث ولدت هناك ابنها إسماعيل عليه السلام. وبعد ذلك، أمرها النبي إبراهيم عليه السلام بأن تذهب مع ابنها إسماعيل إلى مكة وتسكن هناك. وعندما وصلت السيدة هاجر وابنها إسماعيل إلى مكة، لم تجد هناك إلا شجرة وماء. فوضعت ابنها إسماعيل تحت الشجرة وبقيت هي تبحث عن الماء. وبينما هي تبحث عن الماء، سمعت صوتاً يناديها، فقالت: “أنت يا جبريل؟”. قال: “لا، أنا ملك من السماء، وقد أرسلت إليك لتبشرك بأن الله تعالى سيجعل في ذرية ابنك إسماعيل نبيّاً عظيماً، اسمه محمد صلى الله عليه وسلم”. ففرحت السيدة هاجر كثيراً، وبقيت في مكة مع ابنها إسماعيل حتى كبر وترعرع.
قصة السيدة مريم: كانت السيدة مريم ابنة عمران، وقد ولدت في بيت المقدس. وقد كانت السيدة مريم عذراء، أي لم تتزوج ولم تلد من قبل. فجاءها ملك من السماء وبشرها بأنها ستلد ابناً مباركاً، اسمه عيسى عليه السلام. فتعجبت السيدة مريم وقالت: “أنى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر؟”. فقال الملك: “إن الله على كل شيء قدير”. فولدت السيدة مريم ابنها عيسى عليه السلام في بيت لحم، وأصبح نبياً عظيماً من أنبياء الله تعالى.
قصة السيدة فاطمة: كانت السيدة فاطمة ابنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وقد ولدت في مكة المكرمة. وكانت السيدة فاطمة رضي الله عنها من أطهر النساء وأتقاهن، وقد كانت محبوبة الرسول صلى الله عليه وسلم كثيراً. وقد تزوجت السيدة فاطمة من الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ورزقت منه بولدين هما الحسن والحسين رضي الله عنهما.
خاتمة
الأم هي عمود الأسرة وأساسها، وهي من أهم وأعظم الأشخاص في حياة كل فرد.