مقدمة
الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام، وهي عمود الدين، ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “بُنِيَ الإسلامُ على خمسٍ: شهادة أن لا إله إلا الله وأنّ محمّداً رسولُ الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصومُ رمضان، وحجُّ البيت من استطاع إليه سبيلا” [رواه البخاري ومسلم]، وتعتبر الصلاة من أهم العبادات التي فرضها الله -عز وجل- على المسلمين، وهي صلة بين العبد وربه، وقد فرضت في أماكن مختلفة، وفي أوقات محددة، وهذه الأماكن متعددة، إلا أن هناك مكانا واحدا يكون فرض الصلاة فيه أفضل وأولى من غيره بسبب فضله وبركته.
1. المسجد الحرام بمكة المكرمة
– يقع المسجد الحرام في قلب مدينة مكة المكرمة، وهو أول بيت وضع للناس لعبادة الله -عز وجل-، وقد بناه سيدنا إبراهيم وولده سيدنا إسماعيل -عليهما السلام-، وقد ورد في فضل الصلاة في المسجد الحرام أحاديث كثيرة، منها ما روي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “صلاةٌ في المسجد الحرام بمائة ألف صلاةٍ فيما سواه” [رواه ابن ماجه].
– تعد الصلاة في المسجد الحرام أفضل من غيرها من الأماكن، ويكون أجرها مضاعفًا بأضعاف كثيرة، وقد ورد في ذلك أحاديث نبوية صحيحة، منها حديث: “صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه، إلا المسجد الحرام” [رواه البخاري ومسلم].
– قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: “بُني الإسلام على خمسٍ، شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصيام رمضان” [رواه البخاري ومسلم].
2. المسجد النبوي بالمدينة المنورة
– يعد المسجد النبوي ثاني الحرمين الشريفين، وهو المكان الذي هاجر إليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعد أن هاجر من مكة المكرمة، ويقع المسجد النبوي في مدينة المدينة المنورة، وقد بناه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بمساعدة أصحابه -رضي الله عنهم-، وقد ورد في فضل الصلاة في المسجد النبوي أحاديث كثيرة، منها ما روي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه، إلا المسجد الحرام” [رواه البخاري ومسلم].
– إن الصلاة في المسجد النبوي الشريف أفضل من الصلاة في غيره من المساجد، سوى المسجد الحرام، وقد وردت أحاديث نبوية صحيحة تدل على ذلك، منها: “صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام” [رواه البخاري ومسلم].
– قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “من صلى في مسجدي أربعين صلاة لا تفوته صلاة حضرها، إلا غفر الله له ذنوبه” [رواه الترمذي].
3. المسجد الأقصى في بيت المقدس
– المسجد الأقصى هو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، ويقع في مدينة القدس، وقد بناه سيدنا يعقوب -عليه السلام-، وهو من أكثر الأماكن قدسية عند المسلمين، وقد ورد في فضل الصلاة في المسجد الأقصى أحاديث كثيرة، منها ما روي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى” [رواه النسائي].
– تعد الصلاة في المسجد الأقصى من أفضل القربات عند الله -عز وجل-، وتكثير الصلاة فيه من أفضل الأعمال الصالحة التي ينال بها المسلم الأجر والثواب العظيمين، فقد روى البخاري عن أبي ذر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “صلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة، وصلاة في مسجدي بألف صلاة، وصلاة في المسجد الأقصى بخمسمائة صلاة”.
– ورد في فضل الصلاة في المسجد الأقصى أحاديث كثيرة، ومنها ما رواه أبو داود والنسائي عن عقبة بن عامر أنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “من أتى المسجد الأقصى فصلى فيه ركعتين كان كمن صلى أربعين صلاة في غيره من المساجد”.
4. غير المساجد الثلاثة
– إذا تعذر على المسلم الصلاة في أحد المساجد الثلاثة، فإن الصلاة تكون فرضًا عليه في أي مكان طاهر، وذلك لقول الله -تعالى-: “وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ” [سورة البقرة: 43]، وقد ورد في ذلك أحاديث كثيرة، منها ما روي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “جعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا” [رواه البخاري ومسلم].
– قال الله تعالى: “وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ” [سورة البقرة: 43]، وهذا دليل على أن الصلاة فرض على كل مسلم، ذكرًا كان أو أنثى، حرًا كان أو عبدًا، صغيرًا كان أو كبيرًا.
– قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “صلوا أينما أدركتكم الصلاة، فإن لم تجدوا مسجدًا ففي أي مكان طاهر” [رواه ابن ماجه].
5. الأماكن المكروهة للصلاة
– هناك بعض الأماكن التي تُكره الصلاة فيها، منها: الحمامات، والمقابر، والمزابل، والأماكن النجسة، والأماكن التي فيها صور أو تماثيل، والأماكن التي فيها ضوضاء أو مشتتات للانتباه، والأماكن التي فيها خطر على المصلي، مثل: أسطح المنازل العالية.
– قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “لا تصلوا في الحمامات، ولا في المقابر، ولا في المزابل” [رواه أبو داود].
– قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “إذا صلى أحدكم إلى شيء يستره من الناس، كالجدار، أو الشجرة، أو الستارة، فلا يقربن صلاته، فإن الشيطان ينفذ من تحته” [رواه أبو داود].
6. صلاة الجماعة
– صلاة الجماعة أفضل من الصلاة الفردية بسبع وعشرين درجة، وقد ورد في فضل صلاة الجماعة أحاديث كثيرة، منها ما روي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “صلاة الرجل في جماعة تفضل صلاته في بيته أو في سوقه بسبع وعشرين درجة” [رواه البخاري ومسلم].
– قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “من سمع النداء فلم يجبه فلا صلاة له إلا من عذر” [رواه البخاري ومسلم].
– قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “من صلى خلف إمام فليتم صلاته وراءه، فإنما جعل الإمام ليؤتم به” [رواه أبو داود].
7. صلاة المسافر
– يجوز للمسافر أن يجمع بين الصلاتين، وقصر الصلاة الرباعية إلى ركعتين، وذلك لقول الله -تعالى-: “وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِينًا” [سورة النساء: 101]، وقد ورد في ذلك أحاديث كثيرة، منها ما روي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “إذا سافر أحدكم فليقصّر الصلاة، فإن ذلك صدقة تصدق الله بها