المقدمة:
الحمد لله هو مفتاح الدعاء، والمدخل الصحيح للعبادة، وهو أول ما يُعلم العبد المسلم أن يقوله في صلاته ودعائه، قال تعالى: (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) [الفاتحة: 1]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب) [البخاري ومسلم].
الحمد لله يرفع منزلة الداعي:
1. الحمد لله يرفع منزلة الداعي عند الله تعالى: قال تعالى: (الَّذِينَ يُسَبِّحُونَ بِالْحَمْدِ لِرَبِّهِمْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ) [غافر: 55]، قال ابن كثير: “أي يرفعهم الله إلى أعلى درجاته”، وقال القرطبي: “هذا وعيد شديد وتهديد مبين لمن ترك التسبيح والحمد لله تعالى بكرة وأصيلاً”.
2. الحمد لله يجعل الدعاء مقبولاً عند الله تعالى: قال تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ) [البقرة: 186]، قال ابن عباس: “إذا حمد الله وأثنى عليه قبل أن يسأل حاجته قبلها الله منه”.
3. الحمد لله يفتح أبواب الرزق على الداعي: قال تعالى: (وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ) [النحل: 18]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (من شكر الله زاده الله) [أحمد والترمذي].
الحمد لله ينفي الكبر عن الداعي:
1. الحمد لله ينفي الكبر عن الداعي: قال تعالى: (وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) [لقمان: 18]، قال ابن كثير: “أي لا تتكبر على الناس”.
2. الحمد لله يجعل الداعي من المتواضعين: قال تعالى: (وَالْعَبِدُ الصَّالِحُ الَّذِي يُنَادِينَكَ مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ) [ص: 35]، قال ابن كثير: “أي خاشع متواضع”.
3. الحمد لله يجعل الداعي من المحبين لله تعالى: قال تعالى: (وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ) [الشورى: 25]، قال ابن كثير: “أي الذين يحبونه ويحبهم”.
الحمد لله يثبت الداعي على الإسلام:
1. الحمد لله يثبت الداعي على الإسلام: قال تعالى: (الَّذِينَ آَمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ) [التوبة: 20]، قال ابن كثير: “أي أنهم أعلى عند الله درجة وأكثر ثواباً وأجرًا”.
2. الحمد لله يعصم الداعي من الفتن: قال تعالى: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) [العنكبوت: 69]، قال ابن كثير: “أي سنوفقهم ونرشدهم إلى ما فيه صلاحهم”.
3. الحمد لله ينصر الداعي على أعدائه: قال تعالى: (وَإِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) [آل عمران: 160]، قال ابن كثير: “أي أن الله تعالى قادر على أن ينصركم على أعدائكم وينصر أعداءكم عليكم، فمن ينصركم بعد ذلك إن خذلكم الله تعالى؟ لا أحد ينصركم، فعلى الله فتوكلوا في أموركم كلها”.
الحمد لله يورث الداعي الجنة:
1. الحمد لله يورث الداعي الجنة: قال تعالى: (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) [البقرة: 82]، قال ابن كثير: “هذه أعلى درجة من درجات الجنة”.
2. الحمد لله يرفع الداعي درجات في الجنة: قال تعالى: (وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا) [النساء: 124]، قال ابن كثير: “أي ولا شيئاً مقدار ثقله ذرة”.
3. الحمد لله يجعل الداعي من المقربين عند الله تعالى: قال تعالى: (إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) [يونس: 62]، قال ابن كثير: “أي من كان مؤمناً بالله تعالى وبصفاته وآياته ورسله وكتبه”.
الحمد لله يجعل الداعي من أهل الفلاح:
1. الحمد لله يجعل الداعي من أهل الفلاح: قال تعالى: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ) [الزمر: 10]، قال ابن كثير: “أي الذين أحسنوا أعمالهم وأدوا فرائض ربهم واجتنبوا معاصيه”.
2. الحمد لله يجعل الداعي من أهل النجاة: قال تعالى: (وَنُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا) [مريم: 72]، قال ابن كثير: “أي لا أحد ينقذهم من عذاب النار”.
3. الحمد لله يجعل الداعي من أهل السعادة: قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) [البينة: 7]، قال ابن كثير: “هذه أعلى درجة من مراتب الخلق”.