بوستات للدفاع عن الرسول

بوستات للدفاع عن الرسول

العنوان: بوستات للدفاع عن الرسول

المقدمة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، وبعد:

فقد كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم أعظم الناس صبرًا وأخلاقًا وتسامحًا، ومن أعظم ما يدل على ذلك مواقفه في الدفاع عن الرسالة والدعوة إلى الإسلام، فقد واجه صلى الله عليه وسلم الكثير من الصعوبات والاضطهادات من قومه، إلا أنه ثبت على الحق ولم يتزحزح عنه قيد أنملة، بل واجه كل ذلك بالصبر والحكمة.

1. صبر النبي صلى الله عليه وسلم على أذى قريش:

كان النبي صلى الله عليه وسلم يواجه كل يوم أذىً شديدًا من قريش، فقد كانوا يرمونه بالحجارة، ويشتمونه، ويسبونه، ويطردونه من مكة، ولكنه صلى الله عليه وسلم كان يواجه كل ذلك بالصبر والحكمة.

وفي يوم من الأيام، جاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى المسجد الحرام، فوجد قريشًا مجتمعة فيه، فصعد المنبر وبدأ في الدعوة إلى الإسلام، فانهالوا عليه بالحجارة حتى سال الدم من رأسه، ولكنه صلى الله عليه وسلم ثبت على الحق ولم يتزحزح عنه.

وقد جاء في صحيح البخاري عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: “ما رأيت أحدًا أشد صبرًا على أذى سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، لقد كان يؤذى وهو يصلي، فينضح الدم على ظهره، وهو لا يلتفت”.

2. دعوة النبي صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة:

لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يرد الأذى بالإذى، بل كان يدعو إلى الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة، فقد كان يقول لهم: “يا قوم، إني رسول الله إليكم، أدعوكم إلى عبادة الله وحده لا شريك له، والكفر بما تعبدون من دون الله”.

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتحاور معهم بالحكمة والموعظة الحسنة، ويجيب عن أسئلتهم، ويوضح لهم عقائد الإسلام، حتى يدخلهم الله في الإسلام.

وفي يوم من الأيام، جاء أبو جهل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال له: “يا محمد، إنك تزعم أنك رسول الله، فهل تستطيع أن تدعو الله أن ينزل علينا مائدة من السماء؟”. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “نعم، ادعوا قومك واجتمعوا في غد في مكان كذا وكذا”. فاجتمع أبو جهل وقريش في اليوم التالي في المكان الذي حدده النبي صلى الله عليه وسلم، ودعاهم النبي صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام، ثم دعا الله أن ينزل عليهم مائدة من السماء، فنزلت عليهم مائدة من السماء، فأكلوا منها جميعًا، حتى شبعوا، ثم آمن الكثير منهم بالإسلام.

3. دفاع النبي صلى الله عليه وسلم عن الإسلام في بدر وأحد:

عندما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة، واجه المشركون من قريش، فكانت غزوة بدر الكبرى، وغزوة أحد، وقد انتصر النبي صلى الله عليه وسلم في بدر، وهُزم في أحد، ولكن لم يتزحزح عن الحق ولم يتراجع عن دعوته.

وفي غزوة بدر، اصطف المسلمون والمشركون في مواجهة بعضهم البعض، وكان عدد المسلمين قليلًا جدًا مقارنة بعدد المشركين، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم حث المسلمين على الصبر والثبات، وقال لهم: “يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون”. فصبر المسلمون وقاتلوا حتى انتصروا على المشركين.

وفي غزوة أحد، خرج النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمون لقتال المشركين، وكان عدد المشركين أكثر من عدد المسلمين، وقد انتصر المشركون في البداية، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم ثبّت المسلمين وحثهم على القتال، حتى هزموا المشركين في النهاية.

4. صبر النبي صلى الله عليه وسلم على حصار قريش للمدينة المنورة:

بعد غزوة أحد، حاصرت قريش المدينة المنورة لمدة ثمانية أشهر، وكان الحصار شديدًا جدًا، وكان المسلمون يعانون من الجوع والمرض، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم ظل صابرًا وثابتًا ولم يتزحزح عن الحق.

وقد جاء في صحيح البخاري عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: “حاصرت قريش المدينة ثمانية أشهر، حتى أكل الناس العظام والجلود، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج إلى الناس ويقول: “اصبروا آل ياسر، فإن موعدكم الجنة”.

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يواسي المسلمين ويقول لهم: “إني لأرجو أن يفتح الله عليكم مصر، فتأكلون منها قمحها وشعيرها، وأرجو أن يفتح الله عليكم الشام، فتأكلون منها زيتونها وتينها”.

5. صبر النبي صلى الله عليه وسلم على مرضه ووفاته:

مرض النبي صلى الله عليه وسلم في آخر حياته، وكان مرضه شديدًا جدًا، ولكنه صلى الله عليه وسلم ظل صابرًا وثابتًا ولم يتذمر من مرضه.

وقد جاء في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اشتد به الوجع يقول: “لا إله إلا الله، إن للموت سكرات”.

وفي يوم من الأيام، جاء جبريل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال له: “يا محمد، إن الله يقرئك السلام ويقول لك: اختر بين أن تمكث في الدنيا أبدًا، وبين أن تلقاه”. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “لقاء ربي أحب إلي”، ثم توفي صلى الله عليه وسلم.

6. دفاع الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم:

لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم وحده من صبر وثبت في الدفاع عن الإسلام، بل كان معه صحابته الكرام الذين آزروه ونصروه، ودافعوا عنه بكل ما يملكون من قوة.

وقد جاء في صحيح البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب يومًا، فقام إليه رجل من المشركين فضربه على وجهه، فغضب أبو بكر رضي الله عنه وأراد أن يضربه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “دعه، فإن الله منتصر له”.

وفي يوم من الأيام، جاء أبو جهل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي، فحمل عليه وأراد أن يقتله، فقام عمر بن الخطاب رضي الله عنه ووقف بين النبي صلى الله عليه وسلم وأبو جهل وقال: “يا أبا جهل، أتقتل رجلاً أن يقول ربي الله؟”. فقال أبو جهل: “نعم”. فقال عمر بن الخطاب: “فوالله إني لأقول ربي الله”.

7. فضل النبي صلى الله عليه وسلم في الدفاع عن الإسلام:

كان النبي صلى الله عليه وسلم أعظم الناس صبرًا وأخلاقًا وتسامحًا، وقد واجه الكثير من الصعوبات والاضطهادات في سبيل الدفاع عن الإسلام، ولكنه صلى الله عليه وسلم ثبت على الحق ولم يتزحزح عنه قيد أنملة.

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة للمسلمين في الصبر والثبات، وقد تعلم المسلمون منه كيف يصبرون على

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *