تفسير آية يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء

تفسير آية يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء

تفسير آية يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء

المقدمة:

سورة المائدة هي إحدى سور القرآن الكريم التي نزلت بالمدينة المنورة، ويبلغ عدد آياتها 120 آية، وهي من السور الطويلة، وتتناول هذه السورة العديد من الأحكام الشرعية والقصص والأخلاق، وفي الآية 101 من هذه السورة ينهى الله تعالى المؤمنين عن سؤال عن أشياء قد تخفى عليهم ويرى أن التعرض لسؤالها قد يسبب لهم الحرج أو الضرر، وفي هذا المقال سنتناول تفسير هذه الآية الكريمة وأسباب النهي عن سؤال هذه الأشياء.

1. سبب النهي عن سؤال هذه الأشياء:

أوضح العلماء أن هناك العديد من الأسباب التي أدت إلى تحريم الله تعالى على المؤمنين سؤال بعض الأشياء، ومن بين هذه الأسباب:

حفظ المؤمنين من الوقوع في الحرج والضيق: قد تكون هذه الأشياء التي يسأل عنها المؤمنون من الأشياء التي لا يعرفونها ولا يدركون حكمها، وقد يكون التعرض لسؤالها يسبب لهم الحرج والضيق، ولذلك فقد نهى الله تعالى المؤمنين عن سؤالها حتى لا يقعوا في الحرج.

حفظ المؤمنين من الفتنة والتفرقة: قد يكون السؤال عن هذه الأشياء سببا في إثارة الفتنة والتفرقة بين المؤمنين، وذلك لأن هذه الأشياء قد تكون من الأمور التي يختلف فيها الفقهاء والعلماء.

حفظ المؤمنين من الوقوع في الكفر أو الشرك: قد يكون السؤال عن بعض الأشياء سببا في وقوع المؤمنين في الكفر أو الشرك، وذلك لأن هذه الأشياء قد تكون من الأمور التي لا يعلمها إلا الله تعالى.

2. أنواع الأشياء التي يجب على المؤمنين عدم السؤال عنها:

وقد ذكر العلماء أن هناك العديد من أنواع الأشياء التي يجب على المؤمنين عدم السؤال عنها، ومن بين هذه الأنواع:

الأشياء التي تتعلق بالغيب: مثل سؤال عن يوم القيامة ووقت نزول عيسى عليه السلام.

الأشياء التي تتعلق بالقضاء والقدر: مثل سؤال عن سبب وفاة شخص أو سبب إصابته بمرض معين.

الأشياء التي تتعلق بما في بطون الآخرين: مثل سؤال عن جنس الجنين أو ما يفكر به شخص آخر.

3. حكم السؤال عن الأشياء التي نهى الله تعالى المؤمنين عن سؤالها:

وقد اختلف العلماء في حكم السؤال عن الأشياء التي نهى الله تعالى المؤمنين عن سؤالها، فذهب بعض العلماء إلى أن هذا السؤال محرم شرعا، وذهب بعضهم الآخر إلى أنه مكروه شرعا، وذهب فريق ثالث إلى أنه جائز شرعا ولكن لا ينبغي للمؤمنين السؤال عنه.

4. كيفية التعامل مع السؤال عن الأشياء التي نهى الله تعالى المؤمنين عن سؤالها:

إذا سئل المؤمن عن شيء من الأشياء التي نهى الله تعالى المؤمنين عن سؤالها، فعليه أن يجيب أحسن جواب، وذلك بأن يقول: “لا أعلم” أو “لا يجوز لي أن أتحدث في هذا الأمر”.

5. فضل الامتثال لنهي الله تعالى عن السؤال عن الأشياء:

إن الامتثال لنهي الله تعالى عن السؤال عن الأشياء التي نهى عن سؤالها له العديد من الفضائل، ومن بين هذه الفضائل:

حفظ المؤمنين من الوقوع في الحرج والضيق: وذلك لأن السؤال عن هذه الأشياء قد يكون سببا في وقوع المؤمنين في الحرج والضيق.

حفظ المؤمنين من الفتنة والتفرقة: وذلك لأن السؤال عن هذه الأشياء قد يكون سببا في إثارة الفتنة والتفرقة بين المؤمنين.

حفظ المؤمنين من الوقوع في الكفر أو الشرك: وذلك لأن السؤال عن بعض الأشياء قد يكون سببا في وقوع المؤمنين في الكفر أو الشرك.

6. قصص من السيرة النبوية تدل على سؤال الصحابة عن الأشياء التي نهى الله تعالى المؤمنين عن سؤالها:

وقد وردت في السيرة النبوية العديد من القصص التي تدل على سؤال الصحابة عن الأشياء التي نهى الله تعالى المؤمنين عن سؤالها، ومن بين هذه القصص:

قصة سؤال الصحابة عن اسم الجنة: فقد روى البخاري ومسلم أن الصحابة سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اسم الجنة فقال: “أما الجنة فلا يسألني عنها أحد”.

قصة سؤال الصحابة عن وقت قيام الساعة: فقد روى البخاري ومسلم أن الصحابة سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن وقت قيام الساعة فقال: “لا يعلمها إلا الله”.

7. آيات قرآنية وأحاديث نبوية تدل على سؤال المؤمنين عن الأشياء التي نهى الله تعالى المؤمنين عن سؤالها:

وقد وردت في القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف العديد من الآيات والأحاديث التي تدل على تحريم الله تعالى على المؤمنين لسؤال بعض الأشياء، ومن بين هذه الآيات والأحاديث:

قوله تعالى: “يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم”.

قوله تعالى: “وأن ليس للإنسان إلا ما سعى”.

قوله صلى الله عليه وسلم: “لا تسألوا عن أشياء إذا حدثتم بها ضررتكم”.

الاستنتاج:

إن تحريم الله تعالى على المؤمنين سؤال بعض الأشياء له العديد من الأسباب، ومن بين هذه الأسباب حفظ المؤمنين من الوقوع في الحرج والضيق، وحفظ المؤمنين من الفتنة والتفرقة، وحفظ المؤمنين من الوقوع في الكفر أو الشرك.

أضف تعليق