حديث القران عن بغاة الفتنة

حديث القران عن بغاة الفتنة

مقدمة:

لقد حذرنا القرآن الكريم من الفتن وبغاة الفتنة، وبيّن لنا عاقبتهم الوخيمة في الدنيا والآخرة، وقد وردت آيات كثيرة في القرآن الكريم تحذر من الفتن وبغاة الفتنة، وتدعو إلى الابتعاد عنهم والتصدي لهم، وفي هذا المقال سنتناول الحديث عن بغاة الفتنة في القرآن الكريم، وسنستعرض بعض الآيات التي تحذر منهم وتبين عاقبتهم.

1. مفهوم الفتنة:

الفتنة هي كل ما يثير الاضطراب والفساد في المجتمع، وهي من الأمور التي نهى عنها الإسلام وحذر منها، وقد عرّف العلماء الفتنة بأنها كل ما يُفتن به المرء عن دينه وعقيدته، وهي تشمل الفتن الدينية والفتن السياسية والفتن الاجتماعية، وقد حذرنا القرآن الكريم من الفتن وبغاة الفتنة في كثير من الآيات، ومن ذلك قوله تعالى: “وَإِذَا فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَابًا مِّنَ الْعَذَابِ إِذَا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ” (الأنعام: 44).

2. أسباب الفتنة:

هناك أسباب كثيرة تؤدي إلى الفتنة، ومن أبرز هذه الأسباب:

– الجهل والتطرف الديني: الجهل بالتدين والتطرف فيه من أهم أسباب الفتنة، فالجاهل بدينه يكون أكثر عرضة للانحراف والوقوع في الفتن، كما أن المتطرف في دينه يكون أكثر ميلاً إلى العنف والإرهاب.

– الصراعات السياسية: الصراعات السياسية بين الحكام والمحكومين وبين الأحزاب المختلفة من أهم أسباب الفتنة، فعندما يشعر الناس بالظلم والاضطهاد يكونون أكثر ميلاً إلى الثورة والتمرد، وهذا ما يؤدي إلى الفتنة والاقتتال.

– التدخل الأجنبي: التدخل الأجنبي في شؤون الدول الإسلامية من أهم أسباب الفتنة، فالدول الأجنبية تسعى إلى إثارة الفتن والاضطرابات من أجل تحقيق مصالحها الخاصة، وهذا ما يؤدي إلى زعزعة استقرار الدول الإسلامية وإضعافها.

3. عواقب الفتنة:

للفتنة عواقب وخيمة في الدنيا والآخرة، ومن أبرز هذه العواقب:

– سفك الدماء: تؤدي الفتنة إلى سفك الدماء وقتل الأبرياء، ففي الفتنة يقتل الناس بعضهم بعضًا بدافع التعصب الديني أو السياسي أو العرقي.

– الفوضى والاضطرابات: تؤدي الفتنة إلى الفوضى والاضطرابات، ففي الفتنة ينتشر العنف والإرهاب وينعدم الأمن والأمان، وهذا ما يؤدي إلى تدمير البنية التحتية للدول وإضعاف اقتصادها.

– انقسام المجتمع: تؤدي الفتنة إلى انقسام المجتمع وتفككه، ففي الفتنة ينقسم الناس إلى فئتين متناحرتين، وهذا ما يؤدي إلى ضعف المجتمع وتشتيته.

4. بغاة الفتنة:

بغاة الفتنة هم الذين يسعون إلى إثارة الفتنة والاضطرابات في المجتمع، وهم من أخطر الناس على الإسلام والمسلمين، وقد حذرنا القرآن الكريم من بغاة الفتنة وبيّن لنا عاقبتهم الوخيمة، ومن ذلك قوله تعالى: “وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ” (البقرة: 205).

5. صفات بغاة الفتنة:

من صفات بغاة الفتنة:

– حب الفتنة والإفساد: حب الفتنة والإفساد من أهم صفات بغاة الفتنة، فهم يسعون إلى إثارة الفتنة والاضطرابات في المجتمع من أجل تحقيق مصالحهم الشخصية أو الحزبية.

– التطرف والتعصب: التطرف والتعصب من أهم صفات بغاة الفتنة، فهم متطرفون في دينهم أو عقيدتهم أو انتمائهم السياسي أو العرقي، وهذا ما يجعلهم أكثر ميلاً إلى العنف والإرهاب.

– الخداع والغدر: الخداع والغدر من أهم صفات بغاة الفتنة، فهم لا يتورعون عن استخدام أي وسيلة من أجل تحقيق أهدافهم، حتى لو كانت هذه الوسيلة غير مشروعة أو أخلاقية.

6. عاقبة بغاة الفتنة:

لعقوبة بغاة الفتنة عاقبة وخيمة في الدنيا والآخرة، ومن أبرز هذه العقاب:

– اللعنة في الدنيا والآخرة: لعن الله بغاة الفتنة في الدنيا والآخرة، وذلك بسبب ما يسببونه من فساد وإفساد في المجتمع، ومن ذلك قوله تعالى: “إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لا تَعْلَمُونَ” (النور: 19).

– العذاب الشديد في الآخرة: أعد الله لبغاة الفتنة عذابًا شديدًا في الآخرة، وذلك بسبب ما اقترفت أيديهم من جرائم وذنوب، ومن ذلك قوله تعالى: “وَإِنَّ الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ” (الشورى: 42).

7. كيفية التعامل مع بغاة الفتنة:

هناك عدة طرق للتعامل مع بغاة الفتنة، ومن أهم هذه الطرق:

– الوعظ والإرشاد: يمكن التعامل مع بغاة الفتنة عن طريق الوعظ والإرشاد، وذلك من خلال تبيين حقيقة الفتنة وبيان عواقبها الوخيمة في الدنيا والآخرة.

– الحوار والمناقشة: يمكن التعامل مع بغاة الفتنة عن طريق الحوار والمناقشة، وذلك من خلال الاستماع إلى حججهم ومحاولة إقناعهم بالحق.

– القوة والسلطة: يمكن التعامل مع بغاة الفتنة عن طريق القوة والسلطة، وذلك من خلال استخدام القوة العسكرية أو السلطة السياسية لإجبارهم على التوقف عن إثارة الفتنة والاضطرابات.

خاتمة:

في ختام هذا المقال نؤكد على ضرورة الحذر من بغاة الفتنة والتصدي لهم، وذلك من خلال الوعظ والإرشاد والحوار والمناقشة والقوة والسلطة، كما نؤكد على ضرورة التمسك بحبل الله تعالى والاعتصام به، وذلك من أجل حماية أنفسنا ومجتمعاتنا من الفتن وبغاة الفتنة.

أضف تعليق