خطبة عن الفتنة

خطبة عن الفتنة

الخطبة: الفتنة

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد،،،

الفتنة، هي الاختبار والابتلاء الذي يمتحن الله به عباده، ويختبر صبرهم وإيمانهم، وقد تكون الفتنة في المال أو في النفس أو في الدين، وقد تكون الفتنة صغيرة وقد تكون كبيرة، وقد تكون عامة وقد تكون خاصة.

1. أسباب الفتنة:

توجد العديد من الأسباب التي تؤدي إلى الفتنة، ومن أهمها:

الجهل: الجهل بالدين وبأحكام الشريعة الإسلامية، وعدم القدرة على التمييز بين الحق والباطل.

الفقر: الفقر المدقع وقلة ذات اليد، مما يجعل الإنسان عرضة للإغراءات المادية والفتن.

الظلم: الظلم والقهر والاضطهاد، مما يدفع الناس إلى الثورة والتمرد والفتنة.

الحسد: الحسد على نعم الله التي أنعم بها على غيره، مما يدفعه إلى التمني بزوال هذه النعم.

الكبر: الكبر والتعالي على الآخرين، والرغبة في السيطرة عليهم والتحكم فيهم.

الشهوة: الشهوة والرغبة في إشباع ملذات النفس، دون مراعاة لشرع الله تعالى.

الفرقة: الفرقة والانقسام بين الناس، وعدم وجود الوحدة والتعاون فيما بينهم.

2. مظاهر الفتنة:

تتعدد مظاهر الفتنة، ومن أبرزها:

الفتنة في العقيدة: وتكون بالدعوة إلى عقائد باطلة، أو بالتشكيك في عقائد الدين الإسلامي.

الفتنة في العبادات: وتكون بالدعوة إلى تغيير العبادات أو تحريفها، أو بالفتور في أدائها.

الفتنة في الأخلاق: وتكون بالدعوة إلى الأخلاق السيئة والمنكرة، أو بالتقليل من شأن الأخلاق الحميدة.

الفتنة في السياسة: وتكون بالدعوة إلى الفتن والثورات، أو بالتحريض على الخروج على الحكام الشرعيين.

الفتنة في الاقتصاد: وتكون بالدعوة إلى الربا أو الغش أو الاحتكار، أو بالاستغلال المالي للناس.

الفتنة في المجتمع: وتكون بالدعوة إلى الفرقة والانقسام، أو بالتحريض على العنف والقتل.

الفتنة في الأسرة: وتكون بالدعوة إلى العصيان والإفساد، أو بالتحريض على الطلاق والتفريق.

3. أخطار الفتنة:

للفتنة أخطار بالغة على الأفراد والمجتمعات، ومن أبرز هذه الأخطار:

الفتنة تفرق بين الناس وتشتت شملهم وتقطع أواصر المحبة والألفة بينهم.

الفتنة تؤدي إلى إراقة الدماء وسفكها، وإلى تخريب البلاد والعباد.

الفتنة تضعف الدولة الإسلامية وتجعلها عرضة لهجمات الأعداء.

الفتنة تنشر الرعب والخوف بين الناس، وتجعلهم يعيشون في حالة من القلق وعدم الاستقرار.

الفتنة تفسد الأخلاق وتنشر الرذائل بين الناس، وتجعلهم يتخلون عن القيم والمبادئ الإسلامية.

4. كيفية الوقاية من الفتنة:

هناك العديد من الخطوات التي يمكن اتخاذها للوقاية من الفتنة، ومن أهمها:

التحصن بالإيمان والعلم: يجب على المسلم أن يتحصن بالإيمان القوي والعلم الشرعي الصحيح، حتى يكون قادراً على التمييز بين الحق والباطل، وحتى لا يقع فريسة للفتن.

الالتزام بشرع الله تعالى: يجب على المسلم أن يلتزم بشرع الله تعالى في جميع أقواله وأفعاله، حتى يكون بعيداً عن الفتن والضلالات.

الابتعاد عن أسباب الفتنة: يجب على المسلم أن يبتعد عن أسباب الفتنة، مثل الجهل والفقر والظلم والحسد والكبر والشهوة والفرقة.

التحلي بالحكمة والموعظة الحسنة: يجب على المسلم أن يتحلى بالحكمة والموعظة الحسنة، عند الحديث مع الآخرين، حتى لا يثير الفتنة أو يسبب الفرقة.

التعاون على البر والتقوى: يجب على المسلمين التعاون على البر والتقوى، ونشر الخير والإصلاح في المجتمع، حتى يبتعدوا عن الفتن والضلالات.

5. واجبات المسلم في مواجهة الفتنة:

عندما تحدث الفتنة، يجب على المسلم أن يقوم بواجباته تجاه دينه ووطنه ومجتمعه، ومن أهم هذه الواجبات:

الدعوة إلى الوحدة والتعاون: يجب على المسلم أن يدعو إلى الوحدة والتعاون بين المسلمين، حتى يقفوا صفاً واحداً في مواجهة الفتنة.

نصرة الحق والعدل: يجب على المسلم أن ينصر الحق والعدل، وأن يقف إلى جانب المظلومين والمضطهدين.

الدفاع عن الإسلام: يجب على المسلم أن يدافع عن الإسلام، وأن يحمي عقائده وشرائعه من التشويه والتحريف.

الوقوف في وجه الفتنة: يجب على المسلم أن يقف في وجه الفتنة، وأن يمنعها من الانتشار والتوسع.

التحذير من الفتنة: يجب على المسلم أن يحذر الآخرين من الفتنة، وأن يبين لهم أخطارها وعواقبها الوخيمة.

6. عواقب الفتنة:

للفتنة عواقب وخيمة على الأفراد والمجتمعات، ومن أهم هذه العواقب:

الفتنة تؤدي إلى إراقة الدماء وسفكها، وإلى تخريب البلاد والعباد.

الفتنة تضعف الدولة الإسلامية وتجعلها عرضة لهجمات الأعداء.

الفتنة تنشر الرعب والخوف بين الناس، وتجعلهم يعيشون في حالة من القلق وعدم الاستقرار.

الفتنة تفسد الأخلاق وتنشر الرذائل بين الناس، وتجعلهم يتخلون عن القيم والمبادئ الإسلامية.

الفتنة تؤدي إلى انحلال المجتمع وتفككه، وتجعله عرضة للانهيار والزوال.

7. خاتمة:

الفتنة شر عظيم، يجب على المسلمين التحذير منه والوقوف في وجهه، حتى لا ينتشر ويفسد المجتمعات ويؤدي إلى إراقة الدماء وسفكها. والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أضف تعليق