حديث النهي عن سب الدهر

حديث النهي عن سب الدهر

العنوان: حديث النهي عن سب الدهر

المقدمة:

الدهر هو الزمن الذي لا أول له ولا آخر، وهو ما خلقه الله تعالى ليكون محلًا لوجود المخلوقات، وسيره نظامًا دقيقًا محكمًا، إذ جعل له بداية ونهاية، وجعل فيه ليلًا ونهارًا، وجعله ميدانًا للاختبار والابتلاء لعباده، في الدنيا قبل الآخرة، ليميز المطيع من العاصي، والمحسن من المسيء، وليكافئ كلاً منهم بما يستحقه يوم القيامة.

1- النهي عن سب الدهر:

نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن سب الدهر، وذلك في أحاديث متواترة عن الصحابة، منها ما رواه الإمام أحمد في مسنده عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر”.

2- الحكمة من النهي عن سب الدهر:

النهي عن سب الدهر له حكم عديدة، منها:

– أن الدهر من خلق الله تعالى، وسبُّه يعدّ سبًا لله تعالى، وهذا من الكفر والإلحاد.

– أن سب الدهر من الظلم، فإن الدهر لم يفعل شيئًا يستحق اللوم عليه، بل هو مسيّر بقدر الله تعالى.

– أن سب الدهر من الجهل، فإن الدهر ليس شيئًا مستقلاً عن الله تعالى، بل هو مخلوق من مخلوقاته، وهو لا يملك لنفسه نفعًا ولا ضرًا.

3- عقوبة من يسب الدهر:

وردت أحاديث كثيرة في وعيد من يسب الدهر، منها ما رواه الإمام البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من سب الدهر فقد سب الله”.

4- صور سب الدهر:

من صور سب الدهر:

– الشكوى من الدهر، والزعم أنه جار وظالم، وأن به عيبًا ونقصًا.

– الدعاء على الدهر، والتمني بزواله أو تغيُّره.

– لعن الدهر، والتلفظ بألفاظ بذيئة ومستقذَرة بحقه.

5- فضل من لا يسب الدهر:

وردت أحاديث كثيرة في فضل من لا يسب الدهر، منها ما رواه الإمام الترمذي في جامعه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من لم يسب الدهر لم يهرم”.

6- كيفية التعامل مع الدهر:

ينبغي على المسلم أن يتعامل مع الدهر بالرضا والقبول، وأن يعلم أنه لا يستطيع تغييره أو تبديله، وأنه مسيّر بقدر الله تعالى، فإذا أصابه شيءٌ مكروه، عليه أن يصبر ويتحمل ولا يسب الدهر.

7- الدعاء عند المكاره:

إذا أصاب المسلم شيءٌ مكروه، فعليه أن يدعو الله تعالى أن يصرفه عنه، وأن يرضيه بما قسم له، فقد قال الله تعالى: {وَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ} [الزمر: 49].

الخاتمة:

النهي عن سب الدهر من الأمور المهمة التي يجب على المسلم الالتزام بها، وذلك لما يترتب عليه من مفاسد عظيمة، كالوقوع في الكفر والإلحاد، والظلم والجهل، والتعرض للعقوبة الشديدة في الدنيا والآخرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *