حسبنا الله سيؤتينا

حسبنا الله سيؤتينا

حسبنا الله سيؤتينا

مقدمة:

إن ذكر الله تعالى والاستعانة به والتوكل عليه من أعظم وأجل ما يتحصن به المسلم في مواجهة الشدائد والابتلاءات، ومن أفضل ما يردده المسلم في حال الشدة والبلاء هو (حسبنا الله سيؤتينا)، ومعنى هذا الكلام أن الله عز وجل كافينا لما ينزل بنا من مصائب وابتلاءات، وهو ولينا وناصرنا في كل الأحوال، وإذا استعان به المسلم وتوكل عليه فإن الله يكفيه كل أمر.

1- حسبنا الله سيؤتينا: التوكل على الله:

أ. التوكل على الله تعالى في كل شئ هو أعظم أسباب النجاة والنجاح في الدنيا والآخرة، قال تعالى: (وَتَوَكَّل عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ).

ب. والتوكل على الله تعالى يعني أن يجعل المسلم ثقته ويقينه ورجاءه في الله وحده، لا في غيره من الخلق، قال تعالى: (وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ).

ج. والتوكل على الله تعالى يكون في العبادات والمعاملات وكل أمور الحياة، قال تعالى: (وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ)

2- حسبنا الله سيؤتينا: الإيمان بالله:

أ. الإيمان بالله تعالى ركن أساسي من أركان العقيدة الإسلامية، وهو أساس كل عمل صالح، قال تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا بِالْغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُم يُنفِقُونَ).

ب. والإيمان بالله تعالى يكون بالاعتراف بوجوده ووحدانيته والإيمان بأسمائه وصفاته، قال تعالى: (هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ).

ج. والإيمان بالله تعالى يقتضي الإيمان بكتبه ورسله واليوم الآخر، قال تعالى: (وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ).

3- حسبنا الله سيؤتينا: اليقين بالله:

أ. اليقين بالله تعالى هو درجة عالية من الإيمان، وهي أعلى من الإيمان الظني، قال تعالى: (وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ)

ب. واليقين بالله تعالى هو التصديق الجازم بوجود الله تعالى وبوحدانيته وبأسمائه وصفاته، قال تعالى: (وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ).

ج. واليقين بالله تعالى يقتضي اليقين بكتبه ورسله واليوم الآخر، قال تعالى: (مَن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاَهَا مَذْمُومًا مَّدْحُورًا).

4- حسبنا الله سيؤتينا: الصبر على البلاء:

أ. الصبر على البلاء من الأخلاق العظيمة التي أمرنا الله تعالى بها، قال تعالى: (وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ).

ب. والصبر على البلاء هو تحمل المشقة والألم دون شكوى أو جزع، وهو من صفات المؤمنين الصادقين، قال تعالى: (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ).

ج. والصبر على البلاء يعود على المسلم بالخير الكثير في الدنيا والآخرة، قال تعالى: (وَأَن تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَّكُمْ).

5- حسبنا الله سيؤتينا: الشكر لله تعالى:

أ. شكر الله تعالى من العبادات العظيمة التي أمرنا الله تعالى بها، قال تعالى: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ).

ب. والشكر لله تعالى يكون بالقلب واللسان والجوارح، بأن يحمد المسلم الله تعالى على نعمه الظاهرة والباطنة، وأن يمتثل أوامره ويجتنب نواهيه.

ج. والشكر لله تعالى على البلاء من أعظم العبادات وأجلها، قال تعالى: (وَاصْبِرُوا وَإِن تُصْبِرُوا فَإِنَّ ذَلِكَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرِينَ).

6- حسبنا الله سيؤتينا: الدعاء إلى الله تعالى:

أ. الدعاء من العبادات العظيمة التي أمرنا الله تعالى بها، قال تعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ).

ب. والدعاء هو طلب العبد من ربه حاجته على وجه التضرع والانكسار، وهو من أسباب قضاء الحوائج وكشف الكربات.

ج. والدعاء إلى الله تعالى من أفضل ما يردده المسلم في حال البلاء والشدة، قال تعالى: (وَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا).

7- حسبنا الله سيؤتينا: حسن الظن بالله تعالى:

أ. حسن الظن بالله تعالى من صفات المؤمنين الصادقين، وهو من أسباب قضاء الحوائج وكشف الكربات.

ب. وحسن الظن بالله تعالى هو أن يعتقد المسلم أن الله تعالى خير له في كل حال، وأن ما أصابه من بلاء أو شدة هو خير له في الدنيا والآخرة.

ج. وحسن الظن بالله تعالى يمنح المسلم قوة معنوية عظيمة، ويجعله يتحمل البلاء والصعوبات بصبر وقوة.

خاتمة:

إن ذكر الله تعالى والاستعانة به والتوكل عليه من أعظم وأجل ما يتحصن به المسلم في مواجهة الشدائد والابتلاءات، ومن أفضل ما يردده المسلم في حال الشدة والبلاء هو (حسبنا الله سيؤتينا، ومعنى هذا الكلام أن الله عز وجل كافينا لما ينزل بنا من مصائب وابتلاءات، وهو ولينا وناصرنا في كل الأحوال، وإذا استعان به المسلم وتوكل عليه فإن الله يكفيه كل أمر.

أضف تعليق