حكم إفطار المرضع في رمضان
مقدمة:
الصيام من الفرائض التي فرضها الله عز وجل على جميع المسلمين القادرين على الصيام، ولكن هناك بعض الحالات التي يُعفى فيها المسلم من الصيام، ومن هذه الحالات: المرضع، فما هو حكم إفطار المرضع في رمضان؟ هذا ما سنتعرف عليه في هذا المقال.
أولاً: تعريف المرضع:
المرضع هي المرأة التي ترضع طفلاً، سواء كان طفلها أو طفل غيرها، وقد أُطلق هذا الاسم عليها؛ لأنها تُرضع الطفل من ثديها، والرضاعة هي عملية إطعام الطفل من حليب الأم أو من حليب بديل للأم.
ثانيًا: أقوال الفقهاء في حكم إفطار المرضع:
اختلف الفقهاء في حكم إفطار المرضع في رمضان على أقوال ثلاثة:
1. القول الأول: ذهب جمهور الفقهاء من المذاهب الأربعة إلى أن المرضع يجوز لها الفطر في رمضان إذا كانت ترضع طفلاً، وذلك لأن الرضاعة تُضعف الجسم وتُقلل من السوائل الموجودة فيه، وهذا قد يؤدي إلى ضرر بالمرضع وبالطفل الذي ترضعه، ولذلك أجاز الفقهاء للمرضع الفطر في رمضان حتى لا تتضرر هي وطفلها.
2. القول الثاني: ذهب بعض الفقهاء إلى أنه لا يجوز للمرضع الفطر في رمضان، وذلك لأن الصيام واجب على كل مسلم قادر على الصيام، والمرضع قادرة على الصيام، فليس لها عذر في الفطر، ولأن الفطر يترتب عليه قضاء أيام الإفطار بعد رمضان، وهذا قد يكون صعبًا على المرضع.
3. القول الثالث: ذهب بعض الفقهاء إلى التخيير بين الصيام والفطر للمرضع، وذلك لأن الرضاعة قد تُضعف الجسم وتُقلل من السوائل الموجودة فيه، وهذا قد يؤدي إلى ضرر بالمرضع وبالطفل الذي ترضعه، ولكن إذا كانت المرضع قادرة على الصيام دون أن تتضرر هي وطفلها، فإنها تستحب لها الصيام، وإذا كانت لا تستطيع الصيام دون أن تتضرر هي وطفلها، فإنها تفطر.
ثالثًا: شروط جواز إفطار المرضع:
إذا أرادت المرضع أن تفطر في رمضان، فيجب أن تتوافر فيها الشروط التالية:
1. أن تكون ترضع طفلاً، سواء كان طفلها أو طفل غيرها.
2. أن تكون الرضاعة تُضعف جسمها وتُقلل من السوائل الموجودة فيه.
3. أن يكون الفطر ضروريًا للمرضع حتى لا تتضرر هي وطفلها.
رابعًا: كيفية قضاء المرضع لأيام الإفطار:
إذا أفطرت المرضع في رمضان، فعليها أن تقضي أيام الإفطار بعد رمضان، وذلك بأن تصوم يومًا عن كل يوم أفطرته، ويجوز لها أن تجمع بين قضاء أيام الإفطار وصيام النفل، فإذا صامت يومًا عن كل يوم أفطرته، ثم صامت يومًا آخر تطوعًا، فإنها تكون قد قضت يومين، وهكذا.
خامسًا: حكم فطر المرضع إذا كانت لا ترضع:
إذا كانت المرأة لا ترضع، ولكنها كانت ترضع قبل ذلك، فإن حكمها في الفطر هو حكم الحائض، فلا يجوز لها الفطر في رمضان، وعليها أن تصوم جميع أيام رمضان، وإذا أفطرت فعليها أن تقضي أيام الإفطار بعد رمضان.
سادسًا: حكم المرضع التي تتناول أدوية تُضعف جسمها:
إذا كانت المرضع تتناول أدوية تُضعف جسمها وتُقلل من السوائل الموجودة فيه، فإنها يجوز لها الفطر في رمضان، وذلك لأن هذه الأدوية قد تؤدي إلى ضرر بالمرضع وبالطفل الذي ترضعه، ولذلك أجاز الفقهاء للمرضع التي تتناول أدوية تُضعف جسمها الفطر في رمضان حتى لا تتضرر هي وطفلها.
سابعًا: حكم المرضع التي لديها طفلان أو أكثر:
إذا كانت المرضع لديها طفلان أو أكثر، فإن حكمها في الفطر هو حكم المرضع التي لديها طفل واحد، وذلك لأن الرضاعة تُضعف الجسم وتُقلل من السوائل الموجودة فيه، وهذا قد يؤدي إلى ضرر بالمرضع وبالأطفال الذين ترضعهم، ولذلك أجاز الفقهاء للمرضع التي لديها طفلان أو أكثر الفطر في رمضان حتى لا تتضرر هي والأطفال الذين ترضعهم.
الخاتمة:
حكم إفطار المرضع في رمضان هو أنه يجوز للمرضع الفطر في رمضان إذا كانت ترضع طفلاً، وذلك لأن الرضاعة تُضعف الجسم وتُقلل من السوائل الموجودة فيه، وهذا قد يؤدي إلى ضرر بالمرضع وبالطفل الذي ترضعه، ولذلك أجاز الفقهاء للمرضع الفطر في رمضان حتى لا تتضرر هي وطفلها، ولكن إذا كانت المرضع قادرة على الصيام دون أن تتضرر هي وطفلها، فإنها تستحب لها الصيام.