حكم اتيان المراة من الدبر في القران

حكم اتيان المراة من الدبر في القران

المقدمة:

يعتبر الزواج من أهم وأقدس العلاقات في الإسلام، حيث شرّعه الله تعالى لعباده لحفظ النسل وإعمار الأرض، وللإشباع السليم للغرائز الجنسية لدى الإنسان. وقد حدد الإسلام ضوابط وحدودًا للعلاقة الزوجية، منها ما يتعلق بالطريقة التي يتم بها الجماع بين الزوجين. فما حكم اتيان المراة من الدبر في القران؟ هذا ما سنتناوله في هذا المقال بالتفصيل.

1- حكم إتيان المرأة من الدبر في القرآن:

– لا يوجد نص صريح في القرآن الكريم يحرم إتيان المرأة من الدبر، ولكن هناك بعض الآيات التي يمكن الاستدلال بها على حرمته.

– من هذه الآيات قوله تعالى: (وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا)، وقوله تعالى: (وَلا تَتَّبِعُوا مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا).

– ويمكن الاستدلال بهذين الآيتين على حرمة إتيان المرأة من الدبر، لأن هذا الفعل يُعد من أنواع الزنا، وهو من الذنوب الكبيرة التي حرمها الله تعالى.

2- حكم إتيان المرأة من الدبر في السنة النبوية:

– وردت العديد من الأحاديث النبوية التي تحرم إتيان المرأة من الدبر، منها ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لعن الله من أتى امرأة في دبرها”.

– كما روى البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من أتى حائضًا أو امرأة في دبرها فقد كفر بما أنزل على محمد”.

– وهذه الأحاديث تدل بوضوح على حرمة إتيان المرأة من الدبر، وأن هذا الفعل يعد من الكبائر التي يجب اجتنابها.

3- حكم إتيان المرأة من الدبر عند جمهور الفقهاء:

– اتفق جمهور الفقهاء من المذاهب الأربعة على حرمة إتيان المرأة من الدبر، واستدلوا على ذلك بالأدلة الشرعية التي ذكرناها سابقًا.

– قال الإمام الشافعي رحمه الله: “لا يجوز جماع المرأة في دبرها، وهو من الزنا”.

– وقال الإمام مالك رحمه الله: “لا يجوز جماع المرأة في دبرها، وهو من الكبائر”.

– وقال الإمام أبو حنيفة رحمه الله: “لا يجوز جماع المرأة في دبرها، وهو من المحرمات”.

– وقال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله: “لا يجوز جماع المرأة في دبرها، وهو من المحرمات”.

4- الدليل على حرمة إتيان المرأة من الدبر من العقل والمنطق:

– إن إتيان المرأة من الدبر من الأمور التي تخالف الفطرة السليمة والعقل المستقيم.

– فالدبر مخصص لقضاء الحاجة، وليس للشهوة الجنسية.

– كما أن إتيان المرأة من الدبر قد يؤدي إلى العديد من المشاكل الصحية، منها إصابتها بالالتهابات والناسور.

5- مفاسد إتيان المرأة من الدبر:

– إن إتيان المرأة من الدبر له العديد من المفاسد، منها:

– أنه يسبب لها الألم الجسدي والنفسي.

– أنه قد يؤدي إلى تمزق المهبل واحتقان قناة فالوب.

– أنه قد يؤدي إلى الإصابة بالعدوى والأمراض التناسلية.

– أنه يهدد حياة المرأة الحامل وجنينها.

6- حكم وطء الزوجة في الدبر برضاها:

– لا يجوز للزوجة أن ترضى بأن يطأها زوجها في دبرها، لأن هذا الفعل محرم شرعًا.

– ويجب على الزوجة أن تrefuse هذا الفعل، وأن تحث زوجها على الالتزام بالشرع.

– وإذا أصر الزوج على وطء زوجته في دبرها، فإن عليها أن تخبره بأنها ستلجأ إلى القضاء الشرعي لإنصافها.

7- التوبة من إتيان المرأة من الدبر:

– إذا وقع المسلم في معصية إتيان المرأة من الدبر، فعليه أن يتوب إلى الله تعالى توبة نصوحًا.

– وتكون التوبة النصوح بالندم على ما فعله، والعزم على عدم العودة إليه مرة أخرى، ورد المظالم إلى أصحابها.

– ويجب على التائب أن يكثر من الاستغفار والصدقات والصيام والصلاة، وأن يتوجه إلى الله تعالى بالدعاء بأن يتقبل توبته.

الخاتمة:

وفي ختام هذا المقال، نؤكد على حرمة إتيان المرأة من الدبر في الإسلام، لما في ذلك من مفاسد عظيمة ومضار جمة. وعلى المسلمين أن يتقوا الله تعالى ويبتعدوا عن هذه المعصية، وأن يلتزموا بالحدود والضوابط التي حددها الله تعالى للعلاقة الزوجية.

أضف تعليق