مقدمة
اتيان الزوجة من الدبر هو جماع الرجل لزوجته في دبرها، وهو أمر محظور شرعًا عند المالكية. وقد ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية ما يدل على تحريم ذلك.
الأدلة من القرآن والسنة
قال تعالى في سورة النساء: “وأنتم لامسوهن”، وقد فسر العلماء ذلك بأنه يعني ملامسة الفرج، ولا تشمل ملامسة الدبر.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لعن الله من أتى امرأته في دبرها”، وقد روى هذا الحديث الإمام أحمد وأبو داود والترمذي.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: “الوطء في الدبر حرام”، وقد روى هذا الحديث الإمام مسلم وأبو داود والنسائي.
حكم إتيان الزوجة من الدبر عند المالكية
اتفق العلماء المالكية على تحريم إتيان الزوجة من الدبر، سواء كان ذلك برضاها أو بدون رضاها. وقد اختلفوا في مقدار التحريم، فقال بعضهم أنه تحريم تحريمي، وقال آخرون أنه تحريم تكليفي.
الآثار المترتبة على إتيان الزوجة من الدبر
يترتب على إتيان الزوجة من الدبر العديد من الآثار السلبية، منها:
بطلان النكاح، حيث يعتبر إتيان الزوجة من الدبر فسخًا للعقد.
وجوب التوبة والاستغفار، حيث يعتبر إتيان الزوجة من الدبر ذنبًا كبيرًا.
إثم كبير، حيث يعتبر إتيان الزوجة من الدبر من الكبائر.
الاستدلال بالكتاب والسنة
وقد استدل المالكية على تحريم إتيان الزوجة من الدبر بعدة أدلة من الكتاب والسنة، منها:
قوله تعالى في سورة النساء: “وأنتم لامسوهن”، وقد فسر العلماء ذلك بأنه يعني ملامسة الفرج، ولا تشمل ملامسة الدبر.
قوله تعالى في سورة النور: “ولا تقربوهن وأنتم معتكفون في المساجد”، وقد فسر العلماء ذلك بأنه يعني عدم جواز الجماع في المساجد، ولا يشمل ذلك إتيان الزوجة من الدبر.
قوله صلى الله عليه وسلم: “لعن الله من أتى امرأته في دبرها”، وقد روى هذا الحديث الإمام أحمد وأبو داود والترمذي.
الاستدلال بالإجماع
وقد استدل المالكية أيضًا على تحريم إتيان الزوجة من الدبر بالإجماع، حيث أجمع العلماء على تحريمه. وقد نقل الإجماع في هذه المسألة الإمام الشوكاني في كتابه “نيل الأوطار”.
الاستدلال بالعقل
وقد استدل المالكية أيضًا على تحريم إتيان الزوجة من الدبر بالعقل، حيث أن ذلك يؤدي إلى إيذاء الزوجة وتشويهها. وقد قال الإمام الشاطبي في كتابه “الموافقات”: “إن إتيان الزوجة من الدبر من الأمور التي فطرت النفوس على كراهتها، وهو من قبيل الاعتداء على الزوجة”.
الخلاصة
يتفق المالكية على تحريم إتيان الزوجة من الدبر، سواء كان ذلك برضاها أو بدون رضاها. وقد استدلوا على ذلك بالأدلة الشرعية والعقلية والإجماع.