حكم معاشرة الزوجة من الدبر دون الايلاج

حكم معاشرة الزوجة من الدبر دون الايلاج

مقدمة

إن الزواج هو رباط مقدس بين الرجل والمرأة، وهو أساس الأسرة والمجتمع. وقد شرع الله تعالى الزواج ليكون وسيلة لتكوين الأسرة وإنجاب الأطفال وتربيتهم، ولإشباع الغرائز الجنسية للزوجين بطريقة مشروعة. ومن أجل تحقيق هذه المقاصد، أباح الله تعالى للزوجين ممارسة الجماع بطريقة طبيعية، وهي إدخال الذكر في الفرج.

حكم معاشرة الزوجة من الدبر دون الإيلاج

اختلف الفقهاء في حكم معاشرة الزوجة من الدبر دون الإيلاج، فذهب جمهور الفقهاء إلى تحريمه، واستدلوا على ذلك بما يلي:

1. الأدلة القرآنية:

– قال تعالى: ﴿فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ﴾ [البقرة: 222]. وهذه الآية تدل على وجوب اتباع أمر الله تعالى في كيفية معاشرة الزوجة، وقد أمر الله تعالى بالمعاشرة من الفرج، فقال تعالى: ﴿وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ﴾ [النساء: 34].

– قال تعالى: ﴿وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ﴾ [النساء: 24]. وهذه الآية تدل على وجوب احترام أعراض النساء المحصنات، ومن ذلك عدم معاشرتهن من الدبر.

2. الأدلة النبوية:

– عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لعن الله من أتى امرأته في دبرها». رواه الترمذي وابن ماجه.

– عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إياكم والدبر، فإنها مجرى الخبث». رواه ابن ماجه.

3. الأدلة العقلية:

– إن معاشرة الزوجة من الدبر دون الإيلاج لا تحقق مقاصد الزواج الشرعية، وهي تكوين الأسرة وإنجاب الأطفال وتربيةهم، وإشباع الغرائز الجنسية للزوجين بطريقة مشروعة.

– إن معاشرة الزوجة من الدبر دون الإيلاج قد تسبب لها في أضرار صحية ونفسية.

الشبه الواردة على تحريم معاشرة الزوجة من الدبر دون الإيلاج

ورد على تحريم معاشرة الزوجة من الدبر دون الإيلاج بعض الشبه، منها:

1. أن الدبر ليس بعورة:

وهذا قول باطل، فقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «العورة ما بين السرة والركبة». رواه أبو داود والترمذي.

2. أن معاشرة الزوجة من الدبر دون الإيلاج لا تضر بها:

وهذا قول باطل، فقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إياكم والدبر، فإنها مجرى الخبث». رواه ابن ماجه.

3. أن معاشرة الزوجة من الدبر دون الإيلاج جائزة في بعض الحالات:

وهذا قول باطل، فلم يرد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يدل على جواز معاشرة الزوجة من الدبر دون الإيلاج في أي حالة من الأحوال.

الرد على الشبه الواردة على تحريم معاشرة الزوجة من الدبر دون الإيلاج

يرد على الشبه الواردة على تحريم معاشرة الزوجة من الدبر دون الإيلاج ما يلي:

1. أن الدبر عورة:

وذلك لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «العورة ما بين السرة والركبة». رواه أبو داود والترمذي.

2. أن معاشرة الزوجة من الدبر دون الإيلاج تضر بها:

وذلك لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إياكم والدبر، فإنها مجرى الخبث». رواه ابن ماجه.

3. أن معاشرة الزوجة من الدبر دون الإيلاج غير جائزة في أي حالة من الأحوال:

وذلك لأنه لم يرد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يدل على جواز معاشرة الزوجة من الدبر دون الإيلاج في أي حالة من الأحوال.

حكم معاشرة الزوجة من الدبر دون الإيلاج عند المذاهب الأربعة

اختلف المذاهب الأربعة في حكم معاشرة الزوجة من الدبر دون الإيلاج، فذهب جمهور الفقهاء إلى تحريمه، واستدلوا على ذلك بالأدلة القرآنية والنبوية والعقلية، وذهب بعض الفقهاء إلى جوازه في بعض الحالات، مثل حالة عدم قدرة الزوج على الإيلاج في الفرج.

الراجح في حكم معاشرة الزوجة من الدبر دون الإيلاج

الراجح في حكم معاشرة الزوجة من الدبر دون الإيلاج هو تحريمه، وذلك للأدلة القرآنية والنبوية والعقلية التي تدل على ذلك.

خاتمة

إن معاشرة الزوجة من الدبر دون الإيلاج محرم شرعًا، وهو من الذنوب الكبيرة التي يجب على المسلم اجتنابها، لما فيه من مخالفة لأمر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، ولما فيه من أضرار صحية ونفسية على الزوجة.

أضف تعليق